<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-05-31 20:45:20
أثر الاسلام على عادات القوميات الصينية المسلمة وتقاليدها

cri

يبلغ عدد المسلمين الصينيين حاليا نحو عشرين مليون مسلم ويعيشون في مختلف أنحاء الصين ويمارسون حياتهم وعاداتهم المتأثرة بالاسلام بشكل مباشر وغير مباشر. في هذه الحلقة نستعرض أثر الاسلام على عادات القوميات الصينية المسلمة وتقاليدها.

توجد عشر قوميات مسلمة في الصين. ويبدو الأثر الاسلامي واضحا على عادات وتقاليد هذه القوميات وخاصة في الشؤون الإدارية والقضائية والحرف اليدوية والتجارة والتربية والتعليم في مناطق القوميات المسلمة. وتحدث الامام يانغ جيانغ لونغ لنا عن أثر الاسلام الرئيسي في المسلمين الصينيين حيث قال إن قوميتي الويغور وهوي هما أكثر القوميات الاسلامية عددا في الصين، ويمكن أن نجد الأثر العميق للاسلام في هاتين القوميتين وقال:

"قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية كانت الشريعة الإسلامية تطبق بشكل كامل في منطقة شينجيانغ. وليس هذا فقط بل كانت معالجة شؤون التجارة ومراسم الزواج وتقاليد الجنازة وانتقال الملكية وغيرها لا تتم إلا بحضور رجال الدين. أما تأثير الإسلام في العوامل النفسية المشتركة لدى أبناء قومية هوي وأسلوب حياتهم فهو واضح جدا. ويظهر ذلك في شجاعتهم على الاستثمار وحماستهم في التعامل مع الآخرين وتفوقهم في التضامن القومي وذكائهم في ممارسة الأعمال التجارية ومحافظتهم على تقاليد النظافة والصحة ومروءتهم وسعة صدورهم وتفاؤلهم وغيرها من العوامل الأخرى، وهي أمور مرتبطة جميعا بالتأثير الاسلامي.

وإضافة إلى ذلك قال الإمام يانغ جيانغ لونغ إن للإسلام أثرا مماثلا في حياة القوميات المسلمة الصينية الثماني الأخرى وعاداتها وتقاليدها. لقد تغلغلت حضارة الإسلام في حياة وعادات جميع المسلمين الصينيين بمختلف قومياتهم، وأصبحت جزءا هاما من حضارتهم القومية.

ويبدو الأثر الاسلامي واضحا أيضا في مأكولات المسلمين الصينيين، حيث يفضل المسلمون الصينيون القمح والرز والذرة ولحوم الأبقار والأغنام والدجاج والبط والسمك، شأنهم شأن أبناء وطنهم من غير المسلمين، ويمتنعون عن أكل لحم الخنزير والكلاب والبغال والحمير والحيوانات المفترسة والأحياء المائية الغريبة الشكل والميتة والدم وما أهل لغير الله به.

وظل المسلمون من مختلف القوميات يحافظون خلال قرون عديدة على مأكولات متميزة يعيدون أطباقا خاصة بهم تسمي بأطباق "تشينغتشن" تتميز بالعادات والتقاليد الإسلامية وثقافة الأطعمة الصينية في آن واحد. والآن أصبحت أطباق تشينغتشن متميزة بالأساليب الخاصة والأنواع المتزايدة في الصين. حول ذلك قال الإمام يانغ جيانغ لونغ:

"لا تشتمل الأطعمة الإسلامية الصينية أطباقا مشهورة مثل الشعريات المقلية ولحم الخروف المشوي والمقلي والمسلوق وغيرها من المأكولات التقليدية الأخرى فحسب بل تضم العديد من الأطعمة الخفيفة اللذيذة التي طورها الطهاة المسلمون خلال حوالي ألف سنة مضت مثل حلاوة الرز بالجواهر الثمانية وخبز التنور."

أما الأثر الاسلامي الرئيسي الآخر فيتمثل في مراسم الزواج للمسلمين الصينيين. يحرص المسلمون الصينيون علىاتمام زواجهم وفق التعاليم والتقاليد الاسلامية وهو تقليد مميز لهم ورغم وجود مراسم متشابهة لمختلف القوميات المسلمة لكنها تحتفظ ببعض المزايا الخاصة المختلفة عن الآخرين. وقد أصبحت مختلف مراسم الزواج جزءا من الحضارة الإسلامية الصينية.

تتجلى المزايا المشتركة لمراسم الزواج لدى هذه القوميات في تأثرها بنظام الزواج الإسلامي. وهي الزواج على شرع الله وسنة النبي عليه السلام وسنن الأنبياء عليهم السلاممن قبله. وحول ذلك قال الإمام يانغ جينغ بونغ:

"يري معظم أبناء القوميات المسلمة في الصين ضرورة الزواج بين المسلمين والمسلمات. ويحرم على المسلمات ان يتزوجن بغير المسلمين. يحرم على المسلم الزواج من غير المسلمة إلا بعد ان تسلم.وينطبق نفس التحريم على المرأة المسلمة."

ولا يتم الزواج إلا بعد إجراء سلسلة من الاجراءات والمراسم المعروفة مثل خطبة البنت من أهلها وعقد الزواج بحضور شهود واعلان الخطبة وحضور المهنئين وإقامة وليمة العرس. ثم اجراء زفة العرس وعادة ما تقام مراسم عقد القران في بيت العروس أو في المسجد شريطة ان يرأسها ويشهدها الإمام.

ولكل قومية من القوميات المسلمة الصينية عادات خاصة بها في الزواج. واوضح الإمام يانغ جينغ لونغ مراسم الزواج لقومية هوي قائلا:

"تقام حفلة الزفاف لدى قومية هوي عادة في بيت العريس أو في المسجد يوم الجمعة وتتميز ببساطتها وأتباعها المراسم الدينية. كان من عادة أبناء القومية في بعض المناطق تقديم مهور تضم القماش والخبز المقلي بالزيت والنقود ولحم البقر أو الغنم، بينما تقدم أسرة العروس جهازها من الحلي والأغطية وغير ذلك. وفي شمال غربي الصين تقام حفلة الزفاف في بيت العروس، وذلك بتأثير من عادات قومية هان."

أما العادات المتبعة في الجنائز عند المسلمين الصينيين فلا تختلف كثيرا بين هذه القومية أو تلك بسبب تأثر هذه القوميات جميعا بالإسلام. وأبرز مزايا هذه العادات هي الإسراع في دفن الأموات وعدم تبديد الأموال بهذه المناسبة. حول عادات الجنائز للقوميات المسلمة قال يانغ جينغ لونغ:

"يبادر أهل المحتضر إلى استدعاء إمام المسجد ليذكر هذا الإنسان بالتوبة إلى الله تعالي والاستغفار من ذنوبه. وحين يموت هذا المحتضر يجري إغلاق فمه وعينيه وتمديد أطرافه. وإثر ذلك يأتي مغسل ليغسل جثمانه ويكفنه، ثم ينقل إلى النعش ليصلي عليه الإمام وعامة المسلمين ويشيعوه إلى مثواه الأخير. ولا بد من دفن أموات المسلمين بسرعة. وهذه كما أسلفنا ميزة بارزة في النظام الجنائزي الإسلامي. ويتوجب عليه إيصال الأموات إلى مراقدهم الأخيرة في حدود ثلاثة أيام من وفاتهم."