تحليل إخبارى يكتبه : عادل إبراهيم
مع افتتاح الرئيس حسني مبارك أمس الأول مشروع مصري لإسالة وتصدير الغاز الطبيعي من مجمع مبارك للغاز المسال والبتروكيماويات بدمياط بدأت مصر انطلاقة للانضمام إلي نادي مصدري الغاز الطبيعي المسال عالميا والتي تعد علامة تاريخية بارزة وإضافة لاقتصاد مصر في اطار المشروعات القومية الاستراتيجية التي شهدتها مصر تحت قيادة الرئيس مبارك, حيث يأتي تنفيذ هذا المشروع العملاق في إطار رؤية الرئيس مبارك لتشجيع الاستثمار وجذبه وتحقيق الاستخدام الأمثل للثروات الطبيعية وزيادة الصادرات وتوفير فرص عمل جديدة.
ويجسد مصنع إسالة وتصدير الغازبدمياط الذي افتتحه الرئيس أمس قصة ملحمة نجاح أحد المشروعات القومية العملاقة التي بادر المهندس سامح فهمي وزير البترول بتنفيذها بدون أن تتحمل الخزانة العامة للدولة العامة أعباء مالية, حيث نجح قطاع البترول أيضا في تنفيذ مشروعين معا لتصدير الغاز الطبيعي المسال في وقت واحد في دمياط وإدكو ولأول مرة في تاريخ صناعة الغاز وذلك في الوقت الذي أكد فيه كبار خبراء البترول المصريين والأجانب أن مشروعات تصدير الغاز هي بالفعل مشروعات الأرقام القياسية سواء في التوقيتات أو البرامج والتنفيذوالتكلفة والتكنولوجيات والعائدات الاقتصادية كما أن مصر سوف تصبح في قائمة الدول الست الرئيسية الأولي علي المستوي العالمي لتصدير الغاز الطبيعي المسال
إحدى ناقلات الغاز المسال فى ميناء دمياط
بحلول عام2006 حيث تتصدر القائمة كل من( روسيا وقطر وإيران والجزائر ونيجيريا) ويعتبر هذا المشروع هو الأكبر علي المستوي العالمي من حيث التصميم والطاقة الكلية التي تبلغ7.5 مليار متر مكعب سنويا من الغاز المسال بهدف التصدير إلي إسبانيا وإيطاليا وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع1.3 مليار دولار منها80% استثمارات أجنبية مباشرةبالمشاركة مع شركتي( يونيون فينوسا) الاسبانية و(ايني) الايطالية, ويقع المشروع داخل مجمع مبارك للغاز المسال والبتروكيماويات بدمياط الذي سوف يشمل بدء إنشاء باكورة مشروعات المرحلة الأولي لخطة قومية لصناعة البتروكيماويات التي نجح قطاع البترول في إعدادها للمرة الأولي في مصر والإتفاق مع شركات عالمية لتنفيذها فاتحا عهدا جديدا في تطوير القدرات والخبرات الفنية للكوادر البشرية.
والجدير بالذكر أن مشاركة شركات قطاع البترول إنبي وبتروجيت في تنفيذ مشروعات تصدير الغاز قد أدت إلي اكتسابها الخبرات العالمية ويزيد من حجم أعمالها ويساهم في انطلاقها للعمل خارج مصر وقد ساهمت شركة إنبي في أعمال التصميمات الهندسية لمشروع مجمع مبارك لتصدير الغاز المسال, أما شركة بتروجيت فقد قامت بتنفيذ الأعمال الإنشائية بمنطقة تسهيلات الإنتاج والمرافق العامة الداخلية والخارجية والمباني الصناعية, كما قامت بتصنيع الهياكل المعدنية وبعض معدات المشروع بوزن4000 طن بورش الشركة المختلفة
ويقع مصنع الإسالة في المنطقة الحرة بميناء دمياط ويمتد علي مساحة1.2 مليون متر مربع وتصلح لإقامة توسعات للمشروع لإنشاء خطي انتاج إضافيين وسوف يكون مكتفيا ذاتيا في توليد وإنتاج الكهرباء اللازمة له كما أنه يستخدم نظام تبريد الهواء للحفاظ علي البيئة فضلا عن تمتع المشروع بنظام تحكم مركزي لتشغيله بأعلي معدلات الكفاءة والأمان, والمعروف أن مراحل معالجة الغاز تبدأ برفع ضغطه الي حوالي68% ضغط جوي يتم بعدها إزالة الشوائب من الغاز بتجفيفه وتبريده علي مراحل إسالته ثم تخزينه عند درجة حرار160 درجة مئوية تحت الصفر ويتم تصديره سائلا في شبكة استهلاك الغاز في البلد المصدر اليه, ويضم المشروع مستودعين سعة كل منهما150 الف متر مكعب بالاضافة الي رصيف متخصص لشحن ناقلات الغاز المسال سعته تتراوح بين40 و2000 الف متر مكعب ويوجد بالمصنع كل المرافق اللازمة لاستمرار الانتاج مثل وحدات تجهيز المياه لاغراض مكافحة الحرائق والاستخدام الصناعي بالاضافة الي الهواء المضغوط والنيتروجين ومحطات توليد الكهرباء وقد تم اعداد برنامج تدريبي شامل للعاملين بمصنع الاسالة واشتمل علي180 ألف ساعة من التدريب النظري والعملي حتي اصبح العاملون علي اعلي مستوي من الكفاءة والاستعداد لتشغيل المصنع بكفاءة تامة.
الاهرام-مصر
31-5-2005