في الوقت الذي نقدم لكم فيه المعلومات عن منطقة شينجيانغ نجري مسابقة. وهناك جوائز لاصحاب الاجابات الصحيحة. أما سؤال حلقة اليوم فهو: أية فئة من الناس تلقت المساعدة والعناية الكبيرتين من الحكومة واوساط المجتمع كله في منطقة شينجيانغ ؟ وسنكرر عليكم هذا السؤال في نهاية هذا التقرير، لأنه في الاعادة إفادة كما يقول المثل .

يعيش الان في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور حوالى خمسمائة وخمسين الف فرد من المعوقين، ينتمي الكثير منهم الى الاقليات القومية، ويعيشون حاليا في المناطق الريفية النائية في منطقة شينجيانغ. ومن أجل تحسين ظروفهم المعيشية وأوضاعهم الاجتماعية بذل هو تشي بين وما زال يبذل جهوده لاشعار هؤلاء المعوقين بعناية الحكومة والاوساط الاجتماعية المختلفة لهم. وفي برنامجنا اليوم نقدم لكم تعريفا بهو تشي بين الذي يعمل على مساعدة هذه الفئة من الناس وخدمتهم وتحقيق العطاء والخير لهم.

ولد هو تشي بين عام 1959 في أسرة من قومية هوي المسلمة في منطقة شينجيانغ. وهو أصغر الابناء الخمسة في عائلته، فتمتع منذ صغره بحب وعناية ليس من أبويه فحسب بل من إخوته وأخواته أيضا، ولكنه أصيب مرة بمرض سبّب عاهة في احدى رجليه، ومنذ ذلك الحين لم يعد يستطيع المشي والجري بشكل طبيعي كالاطفال الاصحاء الآخرين بل يسير بالاعتماد على عكازين .

وبعد أن أكمل هو تشي بين دراسته الثانوية رغب بشدة في مواصلة الدراسة في الجامعة، وتحدث عن رغبته هذه قائلا:

" اثر إكمالي الدراسة الثانوية كنت حريصا جدا على الالتحاق بالجامعة ولكنني لم أنجح في تحقيق هذا الامل. وبعد سنة واحدة من ذلك نجحت في امتحان التعليم العالي للبالغين، والتحقت بعد ذلك بمعهد المالية والاقتصاد بمنطقة شينجيانغ لدراسة المحاسبة .... "

تخرّج هو تشي بين من المعهد عام 1986 وأصبح محاسبا حيث عقد العزم على تقديم مساهمته للمجتمع ......

في عام 1997 تم تأسيس مزرعة الغابات والتشجير الاستثمارية في شينجيانغ، وعبر المنافسة بين المرشحين والمقارنة من قبل القيادة تولى هو تشي بين منصب المدير العام لهذه المزرعة، وقاد العمال المزارعين في اصلاح الاراضي الجرداء وزرع أكثر من أربعمائة هكتار من الاراضي باسلوب المقاولة، وبعد بذل جهود استمرت سنة واحدة قام هو تشي بين خلالها بدراسة واستغلال التقنيات الزراعية الحديثة وبمساعدة الخبراء حقق نجاحا كبيرا حيث حوّل هو وزملاؤه الآراضي التي كانت صحراء جرداء حولوها الى واحة خضراء مغطاة بالاشجار وسنابل القمح والمزروعات الاخرى، وتمتد الخضرة نحو أعماق الصحراء أكثر فأكثر مع مرور الايام .

لم يتقن هذا المجتهد أعماله في المزرعة فحسب بل قدم مساهمات كبيرة لتطوير قضية المعوقين وأعمالهم في منطقة شينجيانغ. وبعد أن أنتخب عضوا في المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وعضوا في اللجنة الدائمة للمؤتمر الاستشاري السياسي في منطقة شينجيانغ أنتخب في يوليو عام 2002 نائبا لرئيس مجلس اتحاد المعوقين بشينجيانغ وأصبح عاملا ومسئولا يعمل على تقديم الخدمات والمساعدات للمعوقين في المنطقة . وتحدث هو عن عمله هذا قائلا:

" اشعر بسرور بالغ لتقديم شئ مفيد لابناء وطني وتعزيز وحدتنا القومية وصيانة الاستقرار الاجتماعي في بلادنا وتحقيق توحيد الوطن ..... "

خلال السنوات الثلاث الاخيرة ذهب هو تشي بين الى أماكن مختلفة في منطقة شينجيانغ، وزار المدن والارياف كما زار الدور الخيرية والعديد من عوائل المعوقين للاطلاع على أحوالهم وحياتهم ومساعدتهم على تسوية مشاكلهم. وبجهوده ودعواته أرسل الاتحاد الوطني الصيني للمعوقين ووزارة الصحة الصينية العديد من الفرق الطبية الخاصة الى منطقة شينجيانغ لعلاج أمراض المعوقين ومساعدتهم في تقليل معاناتهم حيث ساعدت أكثر من خمسة عشر الف مكفوف على التخلص من مرض الساد واعادة قدرة النظر اليهم. وتحدث هو تشي بين حول هذه الانجازات قائلا :

" بصفتي معوقا أعرف جيدا أن المعوقين في حاجة الى المساعدة . ويسرني أن أسهم في مساعدتهم قدر الامكان. والى جانب ذلك يجب أن تمنحهم الحكومة والاوساط الاجتماعية المختلفة المزيد من الرعاية والعناية وخاصة عند تعرضهم للمشاكل لان ذلك من واجباتنا وواجبات الحكومة والمجتمع كله .... "

وبفضل الجهود المشتركة من هو تشي بين وزملائه حققت قضية المعوقين وأعمالهم في منطقة شينجيانغ تطورا سريعا. وجدير بالذكر أن هذا التطور دفع الحكومة المحلية الى اصدار قانون خاص ينص على منح تسهيلات ضرورية لتشغيل المعوقين في الدوائر الحكومية والمؤسسات داخل المنطقة واقامة جهاز خاص في كل مدينة ومحافظة في شينجيانغ يعمل على توفير فرص العمل بشكل خاص للمعوقين اضافة الى تأهيلهم وتدريبهم على استيعاب المهارات المهنية الفنية الضرورية ليمتلك كل فرد منهم القدرة على كسب قوته بنفسه. وقد بلغت نسبة تشغيل المعوقين حاليا في مدن منطقة شينجانغ مائة بالمائة، أما في المناطق الريفية بشينجيانغ فبلغت هذه النسبة أكثر من ثمانين بالمائة.

رغم هذه الانجازات لكن هو تشي بين يلاحظ بوضوح أن الفرق بين الصين وبعض الدول المتطورة في مجال رعاية المعوقين ما زال كبيرا. وتحدث حول هذا الموضوع قائلا:

" بالمقارنة مع تلك الدول المتطورة ما زلنا متخلفين.ولكن الفرص والامكانيات في أعمالنا كثيرة، وإذا استغللنا هذه الفرص والامكانيات فستتطور قضية المعوقين وأعمالهم بشكل أسرع وافضل. لذلك علينا أن نبذل المزيد من الجهود لتحسين أعمالنا الحالية ولتحقيق المزيد من النجاحات والتطور في المستقبل ... "