تقع بلدة يونغ تشينغ بمقاطعة خه بي بين ثلاث مدن وهى بكين وتيان جين وباو دينغ، وتبعد عن مدينة بكين 60 كيلومترا، وتبعد عن مدينة تيان جين 60 كيلومترا أيضا. بنيت هذه البلدة أصلا في السنة الأولى من عهد أسرة هان الغربية الملكية (206 ق.م) وكان اسمها في ذلك الوقت بلدة يي تشانغ. واجتازت البلدة مراحل تاريخية مختلفة وفي السنة الأولى من عهد أسرة تانغ الملكية (742 ق.م) قرر الإمبراطور لي لونغ جي تسميتها "يونغ تشينغ".
ويبعد ميدان المعارك القديمة الذي كان جيش أسرة سونغ الشمالية الملكية قد واجه فيه جيش مملكة لياو قبل أكثر من ألف سنة يبعد عن شمال بلدة يونغ تشينغ خمسة كيلومترات. واليوم لا نستطيع إلا أن نتخيل المعارك القاسية والدموية التي دارت في هذا الميدان القديم من خلال السجلات التاريخية. أما النفق العسكري الضخم القديم الذي لعب دورا مهما جدا في هذه المعارك بين الجيشين ظل تحت الأرض لأكثر من ألف سنة دون أن يكتشفه الناس في العصر الحديث.
وفي عام 1988، نظمت حكومة بلدة يونغ تشينغ فرقة اكتشاف النفق العسكري القديم. ودلت البراهين المكتشفة من أنحاء البلدة على أن النفق العسكري القديم ضخم الحجم حيث تبلغ مساحته حوالي ثلاثمائة كيلومتر مربعا في بلدة يونغ تشينغ.
النفق العسكري القديم معناه المشروع العسكري في قديم الزمان. واكتشف الخبراء خلال البحث والدراسة أن النفق العسكري في بلدة يونغ تشينغ لم يكن ضخم الحجم وواسع المساحة فقط بل أيضا معقد التشكيل ودقيق التنظيم. ويتميز الطوب المستخدم في بناء النفق بصلابة ودقة النوعية، الأمر الذي يدل على أنه كان مشروعا كاملا ضخما في ذلك الوقت.
فلماذا لم يكن هذا المشروع العسكري الضخم مسجلا في المدونات التاريخية؟ يتكهن الخبراء بأن هناك سببين محتملين: الأول هو أن المشروع كان سرّا حكوميا عسكريا، والثاني هو أن المؤرخين الرسميين في القصر تجنّبوا ذكره عمدا لتغطية عار استسلام حكومة أسرة سونغ الملكية الى جيش دولة لياو في الحرب.
وفي التسعينات من القرن العشرين، عقد العلماء والخبراء في أكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية والمعاهد والجامعات ببكين منتدى علميا في بلدة يونغ تشينغ حول موضوع النفق العسكري القديم. ورأى هؤلاء الخبراء أن هذا النفق العسكري القديم كمشروع عسكري دفاعي كانت أهميته لا تقلّ عن أهمية سور الصين العظيم في ذلك الوقت. ووفّر اكتشاف هذا النفق القديم مواضيع وموادّ جديدة لعلوم الآثار والتاريخ والعسكرية القديمة والعمارة القديمة وغيرها.