اكدت الدراسات الحديثة ان ما لا يقل عن 25% من الاطفال يعتمدون فى تغذيتهم على رقائق البطاطس <<الشيبس>> والشكولاته، واصناف مختلفة من الحلويات والاطعمة الجاهزة. ولهذا يصاب هؤلاء الاطفال بالبدانة وامراض مختلفة تؤثر فى حياتهم بشكل سلبى وتعرضهم لمخاطر عديدة بما فى ذلك الوفاة المبكرة.
ومن المؤسف ان نمط التغذية السيئ هذا يساهم فى تكريسه وسائل الاعلام المختلفة واخطرها التلفزيون الذى تسخره الشركات المنتجة للاطعمة الجاهزة الخفيفة منها والثقيلة حيث ترعى العديد من البرامج بما في ذلك برامج الاطفال ولهذا نجد ان قوة الاعلان تنطبع فى ذهن الطفل المولع بالاطعمة الجاهزة.
وبالاضافة الى وسائل الاعلام، فان الامهات او الاباء او القائمين على تربية ورعاية الاطفال يقدمون لاطفالهم مثل هذه الاطعمة كمحاولة لارضائهم او اسكاتهم وخصوصا عند القيام بالتسوق او غير ذلك من الانشطة، غير آبهين بخطورة ما يقدمونه لاطفالهم.
وللاسف نقول ان المطاعم المدرسية الرسمية منها وغير الرسمية تقدم للاطفال فى المدارس الاطعمة الجاهزة كالعصائر الغنية بالمواد السكرية والملونات والعناصر الاخرى وخصوصا المطيبات التى تعطى قواما للعصير يماثل تقريبا العصير الطبيعى، ومثل هذه المواد الغروية المشتقة اساسا من مخلفات ومكونات النفط تسبب مخاطر للجسم.
ولا يقتصر الامر على العصائر بل على المشروبات الغازية والفطائر والاطعمة الجاهزة المتنوعة التى لا يدرك مخاطرها الا من يرى المآسى الناجمة عنها.
يدفع الاطفال ضريبة كبرى من رصيد صحتهم بسبب سوء التغذية التى يساهم فى ترسيخها بقصد او دون قصد—الكبار ابتداء من التجار وانتهاء بالمدارس مرورا بالاسرة.
اذ الجميع يعرف ان الاطعمة الطازجة كالخضار والحبوب والفواكه والعصائر الطازجة والبيض واللحوم وغيرها من الاغذية مفيدة جدا عموما وللاطفال خصوصا لان نموهم السليم جسديا ونفسيا يتطلب تأمين الاحتياجات الاساسية من مختلف العناصر الغذائية المتوفرة فى مصادر الغذاء الطبيعية، فلماذا نكرس السلوك الغذائى الخاطئ بدلا من ترسيخ السلوك الغذائى الصحيح؟
واذا بررنا للتجار وجشعهم فى كسب مزيد من الارباح فلن نبرر للاباء والامهات والمربين والهيئات الصحية والتدريسية والتربوية والاعلامية والاجتماعية ايضا سلوكهم او برامجهم القاصرة عن تعزيز المعرفة التى تعد اساس التوعية الصحية والتى لا تقى اطفالنا من الامراض فحسب بل تضمن نموهم الجسدى والنفسى، وتضفى على حياتهم مزيدا من الصحة والحيوية والسعادة.
فلنتعاون معا كاطباء واعلاميين وتربويين ومربين فى سبيل رسم الابتسامة على شفاه
اطفالنا التى سلبتها البدانة والامراض الناجمة عن سوء التغذية سحرها.