دبي إيهاب حياصات:

أسهمت موانىء دبي والمناطق الحرة المنتشرة في الإمارة في تعزيز مرتبة دبي كإحدى أهم مراكز التصدير وإعادة التصدير والتخزين في المنطقة، حيث رصد خبراء تنامي صناعة التصدير والتخزين منذ سنوات أهل دبي لتحتل مرتبة ثالث أنشط مركز لإعادة التصدير في العالم بعد سنغافورة وهونج كونج حيث بلغت صادرات دبي عام 2003 نحو 44 مليار درهم (تصدير وإعادة تصدير).

ورافق النشاط الظاهر في حركة التجارة وتبادل السلع والتصدير وإعادة التصدير والتخزين نقص واضح في المرافق والمنشآت المخصصة للتخزين نجم أساساً عن طفرة اقتصادية قوية تشهدها دبي.

وقال وسطاء عقاريون إنه في ظل النشاط اللافت للحركة التجارية ونشاط التبادل السلعي والتصدير وإعادة التصدير فإن مهمة إيجاد مستودع فارغ أصبحت مهمة شبه مستحيلة.

وأضافوا ان غياب المعروض من المستودعات والمخازن وهو أمر يتزامن مع طلب متنام أدى لارتفاع الأسعار والإيجارات الى الضعف أحياناً خلال السنتين الماضيتين.

وقالوا إن ارتفاع حجم المبادلات التجارية ونشاط الاستيراد والتصدير والتجارة الداخلية أسهم في رفع الطلب على المستودعات والمخازن وسط ثبات نسبي في أعداد تلك المستودعات والمخازن ما رفع الأسعار لغايات الإيجار أو التمليك بنسبة وصلت الى أكثر من 100% حالياً مقارنة بأسعار عامي 2003 و2004.

ولاحظ خبراء عزوفاً من المستثمرين والمطورين العقاريين في دبي عن الاستثمار في بناء مستودعات ومرافق تخزينية برغم النشاط القوي الذي يشهده قطاع الاسكان الفاخر، مشيرين الى أن إمارة دبي قد تدخلت لسد النقص وتحفيز الطلب عبر الإعلان عن توسعات جديدة في المنطقة الحرة في جبل علي ومبادرة إقامة مدينة دبي اللوجستية المنوي إنشاؤها ضمن مدينة مطار جبل علي.

وفي السياق ذاته، كانت إحدى الشركات العقارية في مفاوضات جادة لإقامة مدينة للمستودعات في احدى الامارات الشمالية ليتم تبديل الفكرة الى إقامة مشروع سكني متكامل يعكس توجه العقاريين نحو الاسكان وإغفال نواحٍ أخرى مهمة في التطوير الحضري.

وبلغ عدد المستودعات في إمارة دبي عام 2002 نحو 2380 مستودعاً، ويتوقع أن يصل هذا العدد الى أكثر من ذلك حالياً خصوصاً في ظل الطلب الذي تشهده المستودعات.

وقال خبراء إن الطلب الكبير على المستودعات والمخازن أسهم في رفع القيمة الإيجارية اضافة الى أسعار التمليك لتلك المستودعات، مشيرين الى أنه في ظل محدودية عدد الأراضي المخصصة لبناء المستودعات وعدم انصراف ملاك الأراضي لبناء مستودعات جديدة، بقي عدد ومساحات المستودعات ومرافق التخزين ثابتاً بشكل نسبي ما ضاعف القيم الإيجارية والأسعار في كثير من المناطق.

أما بالنسبة للأسعار، فقد كانت أسعار الأراضي المخصصة لبناء المستودعات عام 2004 تباع بأسعار متوسطة تبلغ 55 درهماً للقدم المربعة، أما الآن فالأسعار لا تقل عن 100 درهم للقدم وتصل الى 150 درهماً أحياناً.

وتنتشر المستودعات والمخازن في القوز والقصيص وبورسعيد والخبيصي والعوير بالاضافة الى منطقة جبل علي، حيث أسهم النشاط العمراني الذي تشهده دبي في الامتداد ليحيط بمجمعات المستودعات بحيث أصبحت تلك المستودعات تتوسط الكتل السكنية وسط المدينة وبالقرب من منشآت سكنية وتجارية، ما يثير قضايا تتعلق بالأمن والسلامة والطرق وغيرها.

وتتراوح مساحات المستودعات من 3000 قدم مربعة وتصل الى 400 ألف قدم مربعة في بعض مناطق جبل علي.

أما الإيجارات، فارتفعت في منطقة كالقصيص من 20 ألف درهم سنوياً بدل إيجار مستودع بمساحة 3500 قدم مربعة لتصل الآن الى أكثر من 45 ألفاً سنوياً.

الى ذلك، أعلن سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لطيران الإمارات عن إقامة أول مدينة في العالم للخدمات اللوجستية المتكاملة وخدمات النقل الجوي والبحري والبري، حيث ستكون مدينة دبي اللوجستية منطقة حرة وموقعاً مفضلاً للشركات التي تحتاج أو تقدم الخدمات اللوجستية وخدمات النقل الجوية والبحرية والبرية الى دول مجلس التعاون والشرق الأوسط والهند وافريقيا ودول الكومنولث المستقلة.

وقال سموه خلال الإعلان عن إقامة المدينة اللوجستية التي تأتي تجسيداً للرؤية الحكيمة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع والمتمثلة بإضافة عنوان آخر الى عناوين التميز التي تنفرد بها دبي، إن مدينة دبي اللوجستية سيكون لها دور بارز ومهم للارتقاء بالمكانة الاقتصادية والتجارية لإمارة دبي وتعزيز حضورها على نطاق واسع.

وتعتبر مدينة دبي اللوجستية أول مدينة متكاملة في العالم والتي تلبي متطلبات خدمات النقل والتي توجد ضمن منطقة حرة متكاملة تحتضن الشركات اللوجستية وشركات التجميع والتصنيع وإعادة التصدير.

وسيمتد مشروع مدينة مطار جبل علي على مساحة تقارب 140 كيلومتراً مربعاً، وستبدأ مدينة دبي اللوجستية التي تمتد على مساحة 25 كيلومتراً مربعاً أعمالها في عام 2007 وستكون مجاورة لمطار جبل علي الدولي والذي صمم لاستقبال 12 مليون طن من الشحنات الجوية سنوياً.

ويجري بناء مدينة دبي اللوجستية ومطار جبل علي الدولي بالقرب من المنطقة الحرة وميناء جبل علي الذي يجري توسيعه أيضاً لاستقبال 15 مليون وحدة حاويات سنوياً ضمن مساحة تزيد على 100 كيلومتر مربع.

وستقدم مدينة دبي اللوجستية خيار شراء الأراضي لإقامة شركات صناعية وتجارية وإنشاء شركات توزيع بالاضافة للمرافق التخزينية ومكاتب وغيرها.

وفي السياق ذاته، كشفت المنطقة الحرة في جبل علي في وقت سابق عن مخطط لتطوير المنطقة الجنوبية الجديدة ضمن 8 مجمعات صناعية محورية من المتوقع أن تستقطب نحو ألفي شركة وأن تستوعب نحو 40 ألف شخص وستقام على مساحة 40 كيلومتراً مربعاً باستثمارات من الشركات المتوقع أن تنضم للمنطقة والمقدرة بنحو 2000 شركة تبلغ 6 مليارات دولار تقريباً (22 مليار درهم).

الخليج-الامارات

2-6-2005