اعزائى هل تعرفون ان منطقة قوانغشى الذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوب غرب الصين المنطقة الوحيدة التى تناخم دول جنوب شرق آسيا بريا وبحريا . لذا حددت الحكومة الصينية منطقة قوانغشى كقناة بحرية بجنوب غرب الصين فى عام 1992. وفى السنوات الاخيرة أولت المنطقة اهتماما بالغا لنمو الاقتصاد المحلى مستفيدة من تفوقها المحلى ، ووسعت حجم تجارتها الخارجية وحسنت بيئة الاستثمار المحلية بصورة ملحوظة . قال نائب رئيس المنطقة قوه شينغ كون للمراسل :
" تتمتع منطقتنا بتفوق اقليمى واضح ، حيث توجد بشرقها المناطق الساحلية المتطورة فى الصين وبجنوب غربها خط حدودى طويل مع فيتنام , وهذا جعل منطقة قوانغشى ان تكون موقعا يربط الصين مع دول جنوب شرق آسيا ."
وتعتبر بلدة دونغ شينغ احد الموانىء الحدودية فى منطقة قوانغشى ولم يفصل إلا نهر ضيق بينها وبين بلدة مانغجى فى فيتنام . وصباح كل يوم يصطف امام مركز
التفتيش الحدودى مئات من المدنيين انتظارا للذهاب الى فيتنام، لان لهم متاجر أسسوها فى بلدة مانغجى، ويهرعون الى عبور الحدود لفتح ابواب متاجرهم بصورة مبكرة كل يوم . وقال السيد لياو شين للمراسل :
" نصل الى هنا مبكرا كل يوم لعبور الحدود ، لان لى متجر يفتح فى شارع مانغجى بالجانب الفيتنامى . وهناك يوجد اكثر من الف شخص يمارسون الاعمال التجارية فى فيتنام ."
وفى الوقت نفسه جاء كثير من الفيتناميين الى الجانب الصيني لممارسة التجارة ايضا . وحسب الاحصاء ان قيمة التجارة الخارجية لميناء دونغ شينغ التجارى قد وصلت الى ملياري يوان صينى فى العام الماضى .
وتشمل الصادرات من منطقة قوانغشى الى دول جنوب شرق آسيا بصورة رئيسية الملابس والاجهزة الكهربائية المنزلية والماكينات والتجهيزات المختلفة وغيرها ، بينما تستورد المنطقة مجموعة كبيرة من المنتجات الزراعية والمواد الخام للصناعة . وقد تجاوز حجم التبادل التجارى بين منطقة قوانغشى ومختلف دول الاسيان مليار دولار امريكى فى العام الماضى .
وقبل ثلاثة اعوام وقعت الصين والاسيان على اتفاقية اطارية للتعاون الاقتصادى الشامل، وبدأ بناء منطقة تجارية حرة بين الجانبين . وهذا جلب فرصة تنموية جديدة لمنطقة قوانغشى . ومن اجل تسريع خطوات النمو المحلى خصصت المنطقة اموالا طائلة لتعزيز بناء واصلاح شبكة المواصلات المحلية والمنشآت الاساسية لسد حاجة التطور . ورصدت الحكومة المحلية 13 مليار يوان صينى لاستخدامها فى بناء الطرق العامة فى العام الماضى . وقال نائب رئيس المنطقة قوه شينغ كون للمراسل :
" نركز الان قوتنا لتوسيع انفتاح المنطقة على الخارج الى جانب تعزيز بناء الطرق والمواصلات والمنشآت الاساسية المختلفة بهدف تشكيل افضل قناة لربط الصين ودول جنوب شرق آسيا لدفع نمو الاقتصاد المحلى على خير وجه .
وبسبب تحسن بيئة الاستثمار المحلية قدم الى منطقة قوانغشى المزيد من المستثمرين الصينيين، هناك تاجر قادم من مقاطعة تشجيانغ يدعى يو هان شين، كان قد استثمر ثمانين مليون يوان صينى فى محافظة شانغ سى بمنطقة قوانغشى لبناء محطة توليد كهرومائية ، وقال للمراسل :
"ان بيئة الاستثمار فى هذا المكان ممتازة جدا ، فخصصت اموالا كبيرة لبناء محطة توليد كهرومائية فيه ، وانا متطلع الى ان يحقق هذا المشروع فى المستقبل نتائج مرضية ."
وتمشيا مع النمو الاقتصادى المحلى السريع ودخول الكثير من الاستثمارات الاجنبية، حققت قطاعات محلية اخرى تطورا سريعا ايضا مثل قطاع السياحة والخدمات . وحتى الان قد اصبحت منطقة قوانغشى مقصدا للسياح الاجانب وخاصة لسياح دول جنوب شرق آسيا . وحسب الاحصاء ان قوانغشى قد استقبلت اكثر من مليون سائح فى العام الماضى وحققت حوالى ثلاثمائة مليون دولار امريكى من العملة الصعبة ، وذلك الى جانب الزوار المحليين . وجدير بالذكر ان اول معرض للصين ودول الاسيان قد اقيم فى مدينة ناننيغ حاضرة منطقة قوانغشى فى نوفمبر من العام الماضى، كما ستقام دوراته فى هذه المدينة بصورة متواصلة ، وهذا بلا ريب سيتيح فرصة جديدة لعرض قوانغشى صورتها المتقدمة وملامحها الجميلة امام العالم . **