ميقاتي: نعمل لتحديث القوانين وتسهيل قيام الاستثمارات
القصار: أرقام التبادل التجاري بين لبنان وألمانيا مشجعة
استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومية امس، نائب وزير الشؤون الاقتصادية والبنى التحتية والنقل والتكنولوجيا في مقاطعة بافاريا الألمانية هانس سبيتزنر على رأس وفد، بحضور القائم بأعمال السفارة الألمانية وولفغينغ فاندل ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (ايدال) نبيل عيتاني. وتندرج زيارة الوفد، الذي ضم رجال أعمال ألمانا ومتحدرين من اصل لبناني، في إطار استطلاع فرص الاستثمار في لبنان.
خلال اللقاء، رحب الرئيس ميقاتي بالوفد مؤكدا أن <<زيارته للبنان في هذا الوقت بالذات تكتسب دلالة بالغة وتؤكد الثقة التي يتمتع بها لبنان في العالم على رغم بعض المحاولات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار فيه>>. وشدد على أن <<الدولة اللبنانية تقوم بجهد كبير لتسهيل فرص الاستثمار في لبنان وقيام تعاون بين المستثمرين العرب والأجانب ورجال الأعمال اللبنانيين، وتعمل باستمرار على تحديث القوانين والنظم لتسهيل قيام الاستثمارات الأجنبية وتخطي العوائق الإدارية>>، لافتا إلى <<وجود مجالات عديدة للاستثمار في لبنان ولا سيما في مجال البنى التحتية وسائر القطاعات الإنتاجية>>.
سبيتزنر بدوره قال بعد الزيارة: <<عرضنا على الرئيس ميقاتي أهداف زيارتنا إلى لبنان. إن ألمانيا دولة اقتصادية كبيرة ولها علاقات جيدة مع لبنان وتريد توسيعها وتعزيزها في المستقبل. اتفقنا مع الرئيس ميقاتي على أن الإمكانات والفرص متوفرة للتعاون بين البلدين وعلينا الاستفادة منها. أتينا إلى لبنان لأننا نتوقع تطورا ايجابيا في المجال السياسي في المستقبل، ونريد من خلال التعاون الاقتصادي بين البلدين تعزيز الاستقرار السياسي في لبنان وأن يكون لبنان موقعا جيدا لنا لتطوير العلاقات الاقتصادية ليس فقط معه بل مع دول المنطقة>>. وردا على سؤال قال: <<سنجري عددا من المحادثات مع شركات لبنانية تؤدي إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين الشركات الألمانية واللبنانية>>.
بدوره، قال عيتاني: <<قدمنا للوفد الألماني بعد زيارة الرئيس ميقاتي عرضا عن المناخ الاستثماري في لبنان والترويج له وإمكان الاستفادة من الحوافز والتقديمات التي تؤمنها الدولة اللبنانية عبر مؤسسة <<ايدال>> إلى المستثمرين. وكان نقاش عن عمليات الخصخصة وإمكان استقطاب الشركات الألمانية للدخول في خصخصة البنى التحتية وخصوصا الطاقة والمياه. كذلك تطرقنا إلى موضوع القطاعات الاستثمارية الواعدة في لبنان لاستقطاب الأوروبيين، وبحثنا في تنشيط السياحة بين ألمانيا ولبنان. وقد نوه الوفد بما تقدمه <<ايدال>> من حوافز إلى المستثمرين>>. بعد ذلك استقبل رئيس مجلس الوزراء وزير البيئة والتنمية الإدارية طارق متري.
الوفد في غرفة بيروت
وكان القصار استقبل الوفد الالماني في مقر الغرفة. وحضر الاجتماع عن الجانب اللبناني: رئيس غرفة صيدا محمد الزعتري، اعضاء غرفة بيروت: بول شربل، ناجي مزنر وفادي صعب، والأمين العام لاتحاد الغرف اللبنانية الدكتور وليد نجا ومدير الدراسات في غرفة بيروت الدكتور ألبير نصر والمستشار التنفيذي للقصار الدكتور جو سروع.
وتحدث القصار خلال الاجتماع فقال: <<ان زيارة الوفد الالماني الى غرفة بيروت هي مؤشر على مدى الاهتمام بتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بافاريا ولبنان>>، داعيا الى <<تصحيح الخلل التجاري بين لبنان والمانيا>>. واضاف: <<انه على الرغم من عدم توفر معطيات مفصلة حول حجم التبادل التجاري مع بافاريا، الا ان ارقام التبادل التجاري بين لبنان وألمانيا بشكل عام مشجعة>>. واعتبر <<ان العلاقات التجارية بين بلدينا لم تكن يوما اقوى مما هي عليه>>، مشيرا الى <<خلل حاصل في التبادل التجاري>>.
وقال: <<انه خلال الاشهر الاولى من العام الجاري، بلغت واردات لبنان من المانيا 188 مليون دولار اميركي، في حين قدرت صادراتنا الى المانيا خلال الفترة نفسها بثمانية ملايين دولار>>، معتبرا <<ان للتبادل التجاري دوره الكبير في تمتين العلاقات الثنائية الاقتصادية، لكننا نرى ان مصلحة شركائنا التجاريين تكمن في فرص الاعمال الكامنة ما وراء سوق الاستيراد اللبناني>>. ودعا المؤسسات البافارية الخاصة الى <<الاخذ بعين الاعتبار الفرص العديدة التي يمكن ان تتاح لها من خلال دخولها في شراكات مختلطة مع مؤسسات لبنانية>>. واشار الى <<ان اتحاد الغرف اللبنانية يرحب ويدعم ويشجع قيام اي مشروع من شأنه تأمين التدريب المهني الرسمي او التدريب ضمن العمل لادخال التقنيات المتطورة التي يحتاج اليها القطاع الصناعي في لبنان. كما يشجع الاتحاد تأمين التدريب المتطور في مجال ادارة الاعمال والادارة المالية لرجال الاعمال الناشئين في لبنان>>.
وأعلن دعم اتحاد الغرف اللبنانية عملية وضع حوافز اضافية للمشاريع التي تتضمن تقنيات حديثة وجديدة من شأنها ان تساهم في منح اليد العاملة المهارات الجديدة التي تتطلبها هذه التقنيات.
وتحدث نائب الوزير الالماني سبيتزنر فأكد <<اهمية تطوير وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين لبنان ومقاطعة بافاريا الالمانية>>. وابدى رغبة حكومته وكذلك رغبة القطاع الخاص في الاهتمام بزيادة التعاون، وخصوصا تأمين المهارات التسويقية المطلوبة وتقديم الخبرات للبنانيين، وكذلك ضرورة التنسيق لقيام شركات مختلفة في كافة المجالات وعدد المجالات المتاحة في بافاريا وهي كثيرة، يستطيع القطاع الخاص اللبناني الافادة منها، وخصوصا لجهة تأمين التقنيات الحديثة وتأمين المهارات لليد العاملة اللبنانية التي تتطلبها هذه التقنيات. كما اكد ثقة الاقتصاديين في بافاريا بالاقتصاد اللبناني وبإدارة القطاع الخاص للقطاعات الانتاجية، وان ذلك من شأنه خلق الحوافز المطلوبة للتعاون المطلوب.
وزار الوفد الالماني مقر جمعية الصناعيين، حيث التقى رئيس الجمعية فادي عبود الذي نوه بأهمية القطاع الخاص في لبنان، وتداول مع الوفد في تسهيل مشاركة الصناعيين في معارض مخصصة في بافاريا.
السفير -لبنان
2005-6-8