قال علماء من دول تتضمن الولايات المتحدة والصين الثلاثاء ان أنشطة بشرية هي السبب الرئيسي لارتفاع درجات حرارة كوكب الارض وطالبوا بالتحرك حيال هذا الامر وذلك قبل شهر من انعقاد قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى.
واثناء استعداد مجموعة الثمانية للاجتماع الذي سوف يعقد في اسكتلندا والذي يحتل تغير المناخ وافريقيا قمة جدول اعماله قال بيان عن اكاديميات العلوم الوطنية في 11 دولة من المرجح ان معظم أسباب زيادة درجات حرارة الارض في العقود الماضية يمكن ان تعزى لانشطة بشرية.
وقال بيان عن اكاديميات العلوم في دول المجموعة بالاضافة الى الصين والهند والبرازيل بات الفهم العلمي للتغير المناخي واضحا بما يكفي كي تتخذ الدول اجراء فوريا.
وفي الوقت الذي يتفق فيه معظم العلماء على ان احتراق الوقود الحفري ووسائل المواصلات وتوليد الكهرباء هي مصدر رئيسي للتغير المناخي الذي قد يؤدي لكارثة الا ان الولايات المتحدة برئاسة جورج بوش مازالت غير مقتنعة.
وجعل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على قمة اولوياته اثناء رئاسة بلاده للاتحاد الاوروبي عام 2005 ارتفاع درجات حرارة الارض وزيادة منسوب مياه البحار والمحيطات وزيادة موجات الجفاف والفيضانات والخطر الداهم الذي يواجه الملايين في دول العالم الفقيرة.
وقال لورد ماي رئيس أكاديمية العلوم في الجمعية الملكية البريطانية من الواضح ان زعماء العالم ومنهم زعماء دول مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى لم يعد بمقدورهم استغلال عدم وضوح الرؤية بشأن مظاهر معينة من التغير المناخي كذريعة لعدم التصرف بشكل عاجل لتقليص الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ووصف السياسة الأميركية بانها مضللة وقال ان من المهم للوصول لقبول عالمي للبيان حقيقة ان كبار العلماء في ثلاثة من اكبر بلدان العالم النامي التي تخرج عنها انبعاثات وهي الصين والهند والبرازيل وقعوا عليه.
ودعا بلير لاتخاذ اجراء عالمي لتقليص انبعاثات مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري مثل ثاني اكسيد الكربون وأصر على ضرورة ان تضع المجموعة برنامجا للتحرك اثناء اجتماع زعمائها في جلينيجلز التي تقع على بعد 65 كيلومترا من ادنبره في الفترة من السادس الى الثامن من يوليو تموز.
ولكن مسودة تسربت الشهر الماضي لاعلان المجموعة بشأن تغير المناخ لم تذكر شيئا عن الاهداف ولم يرد بها أي جداول.
ولم تحدد الاكاديميات الوطنية للعلوم ايضا اي أهداف وان كانت دعت بدلا من ذلك الى اتخاذ خطوات فعالة من الناحية الاقتصادية لتقليص الانبعاثات الغازية وحذرت من ان اي تأخير سوف يؤدي الى تفاقم المشكلة.
ولكنهم أوضحوا التأثير المدمر على الارجح لارتفاع درجات الحرارة على الدول الاكثر فقرا التي لا تملك مالا ولا بنية تحتية تمكنها من التأقلم مع نقص المحاصيل والماء ودعوا لاتخاذ اجراء عالمي من اجل المساعدة.
ورحبت جمعية اصدقاء الارض لحماية البيئة بالضغوط المتزايدة التي سوف يضعها البيان على زعماء المجموعة ولكنها أعربت عن عدم رضاها عن عدم تحديد اهداف ملموسة.
وقالت كاثرين بيرس احدى الناشطات دول الثمانية يجب ان تقبل بمسؤوليتها التاريخية عن خلق المشكلة وان تظهر قيادتها الحقيقية من خلال خفض سنوي للانبعاثات.
من المهم للعالم كله ومن ضمنه الولايات المتحدة الاقرار بأن هناك فرصة لتفادي كارثة تغير مناخي محتملة. يجب ان تقل الانبعاثات خلال الاعوام العشرة القادمة. يجب ان يتحرك العالم الان قبل فوات الاوان.
القناة -السودان
2005-6-8