افادت تصريحات لمسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين ان الجانبين اتفقا على تنسيق الانسحاب من غزة، هذه العملية التي هبطت نسبة تأييدها بين الاسرائيليين الى النصف. وفيما وصل عباس لغزة لمحادثات هدنة مع الفصائل زادت اسرائي من الاستيطان بالضفة.
اتفاق على التنسيق
قالت اسرائيل والفلسطينيون الاربعاء إنهم اتفقوا على تنسيق الخطوات الامنية من أجل انسحاب اسرائيل المزمع من قطاع غزة في آب/اغسطس.
وقال مسؤولون ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ووزير الداخلية الفلسطيني ناصر يوسف توصلا الى اتفاق بعد اسابيع من الاختلافات بشان كيفية التعاون في منع النشطاء من الاستيلاء على غزة وشن هجمات بعد الانسحاب.
وقال توفيق ابو خوصة المتحدث باسم يوسف "اتفق الوزيران على تنسيق الجانب الامني للانسحاب على المستوى الوزاري ومستوى التخطيط الامني." واضاف ان فرقا من الجانبين سوف تجتمع الاسبوع المقبل.
واضاف ابو خوصة قوله "انهم يعتزمون معالجة كل تفصيلة من تفاصيل خطة الانسحاب".
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الاسرائيلية انه سيكون هناك "تنسيق في الميدان" لتمكين الفلسطينيين من نشر قوات امنية "للتأكد من ان النشطاء لن يسيطروا" على المناطق التي يجلو عنها الاسرائيليون.
وقال المسؤول ان اسرائيل ستبلغ الفلسطينيين مقدما بموعد الجلاء عن المستوطنات حتى "يحرص الفلسطينيون على الا تتدخل الجماعات الارهابية."
وقال ابو خوصة ان اجتماع الاربعاء الذي عقد في تل ابيب كان "ايجابيا" على الرغم من موجة العنف التي وقعت في غزة هذا الاسبوع.
وقال ايضا ان موفاز ويوسف ناقشا ايضا التسليم الذي وعدت به اسرائيل منذ وقت طويل للمسؤوليات الامنية عن ثلاث مدن بالضفة الغربية وانهما سوف يتابعان المسألة مرة أخرى الأسبوع المقبل.
انخفاض تأييد الانسحاب
وفي هذا السياق، أظهر استطلاع جديد للرأي الاربعاء ان اقل من نصف الاسرائيليين يؤيدون الانسحاب المزمع من غزة وهو أقل مستوى من التأييد منذ أكثر من عام.
ووجد الاستطلاع الذي اجري لحساب برنامج ميشال هام في القناة الثانية للتلفزيون ان 48 في المئة من الاسرائيليين يؤيدون الانسحاب وان 33 في المئة يعارضونه وان 19 في المئة مذبذبون.
وكانت هذه اقل نسبة من التأييد للانسحاب منذ بدأ البرنامج إجراء استطلاعات في المسألة في ابريل نيسان عام 2004 حينما بلغت نسبة التأييد للانسحاب 62 في المئة.
ولم تذكر القناة الثانية هامش الخطأ او عدد الذين شملهم الاستطلاع او متى اجري لكن الاتجاه كان متمشيا مع نتائج استطلاعين للرأي اجريا في الآونة الاخيرة بشأن المسألة.
الوضع الميداني
وقد جاءت هذه التطورات السياسية في ظل توتر ميداني يهدد بانتهاء الهدنة فقد أطلقت طائرة اسرائيلية ثلاثة صواريخ على عناصر من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة الاربعاء في هجوم لم يصب فيه أحد بسوء وقال الجيش انه رد على اطلاق قذائف مورتر على مستوطنة يهودية.
وجاء الهجوم قرب بلدة خان يونس بعد تصاعد العنف الاسرائيلي الفلسطيني الثلاثاء وكان الاحدث منذ اعلان هدنة في اجتماع قمة في شباط/ فبراير بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد وافقت على التهدئة حتى نهاية العام الحالي.
وقال الجيش الاسرائيلي إنه استهدف نقطة لإطلاق قذائف مورتر أطلقت لتوها وأخرى كانت على وشك الاستخدام وكذلك سيارة مليئة بالقذائف.
وقال شهود عيان ان ثلاثة نشطاء من حركة المقاومة الاسلامية حماس فروا مع سقوط الصواريخ. ولم يصب أحد.
وقالت متحدثة باسم الجيش ان هدف الضربة كان تدمير الاسلحة فحسب.
وردت فصائل اسلامية فلسطينية باطلاق مزيد من قذائف المورتر وصاروخ من صواريخ القسام على مستوطنة يهودية في غزة ليصل اجمالى قذائف المورتر التي اطلقت الى عشرة. وقال الجيش الاسرائيلي ان احدى القذائف اصابت اثنين من الجنود الاسرائيليين في قاعدة قريبة للجيش.
وقالت وزارة الداخلية الفلسطينية ان الشرطة الفلسطينية منعت عدة محاولات اخرى للفصائل لاطلاق صواريخ.
وكانت الفصائل توعدت بالانتقام بعد ان اغتالت القوات الاسرائيلية احد قادة جماعة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية الثلاثاء.
وقال الجيش انه كان يخطط لارسال اشخاص يفجرون انفسهم داخل اسرائيل.
وفي هجوم للفصائل بالصواريخ وقذائف المورتر الثلاثاء قتل مزارعان فلسطينيان وعامل صيني في مستوطنة يهودية بالقطاع.
عباس في غزة
ووصل اليه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاجراء محادثات مع الفصائل الفلسطينية المسلحة
ولدى وصوله الى غزة ، ندد عباس بالغارة الاسرائيلية وقال: "ان هذه العملية ليس لها اي اساس من الاصول ، لانها ستدمر عملية التهدئة"، في اشارة الى الهدنة غير الرسمية التي التزمتها الفصائل الفلسطينية منذ كانون الثاني/يناير الماضي.
وهو كان صرح قبيل مغادرته رام الله متوجها الى غزة "ان التهدئة مسؤولية الجميع ويجب ان يرتقي الجميع الى مستوى مسؤوليته".
وقال مسؤولون فلسطينيون ان عباس سيشرح لممثلي الفصائل الفلسطينية ابعاد القرار الذي اتخذه السبت بتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية المحددة في تموز المقبل.
وفي اسرائيل، أبدى شارون مجدداً رغبته في الانسحاب من غزة في الصيف كما هو مقرر وذلك في اجتماع خصص للاستعدادات للانسحاب.
وقال امام اعضاء اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الانسحاب ان "المستوطنين يخضعون لحملة ضغوط ذات اهداف سياسية، لكن هناك حلولا لاعادة اسكان كل منهم"، كما بثت الاذاعة العامة الاسرائيلية.
وحض المستوطنين على "الاقبال بكثافة على تسجيل اسمائهم" للاستفادة من فرص اعادة الاسكان "الدائمة او الموقتة" المتاحة لهم في الاراضي الاسرائيلية.
عباس - شارون
وصرح مسؤول فلسطيني كبير ان عباس سيلتقي شارون في 21 حزيران/يونيو الجاري في مكان لم يحدد بعد.
وكان مكتب شارون اعلن في 3 حزيران/يونيو عقد هذه القمة في 21 منه ، موضحا ان اللقاء سيعقد في القدس ، وهو ما لم يؤكده المسؤول الفلسطيني. واضاف ان لقاءين سيعقدان الاسبوع المقبل بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومستشار شارون دوف فايسغلاس "لتقرير جدول اعمال القمة ومكان عقدها".
وقد التقى شارون وعباس اكثر من مرة في القدس ولكن قبل انتخاب الاخير رئيسا للسلطة الفلسطينية في كانون الثاني الماضي. وكان آخر لقاء لهما في 8 شباط خلال قمة شرم الشيخ في مصر.
زيادة الاستيطان
واظهرت الارقام الرسمية ان اسرائيل بنت في الربع الاول من هذه السنة، منازل للمستوطنين تعادل نحو ضعفي ما شيدته في الفترة ذاتها من العام الماضي على رغم الدعوات الاميركية الى وقف توسيع المستوطنات في الاراضي المحتلة.
وقال مكتب الاحصاء في بيان ، ان اعمال البناء بدأت في 564 منزلا جديدا في مستوطنات بالضفة الغربية وقطاع غزة خلال الاشهر الثلاثة الاولى من السنة الجارية بزيادة نسبتها 83 في المئة مقارنة بالشروع في بناء 308 منازل خلال الفترة ذاتها من 2004.
ولم تتوافر تفاصيل عن عدد المنازل الجديدة التي يجري تشييدها في 21 مستوطنة بقطاع غزة واربع بالضفة الغربية من المقرر الجلاء، بموجب خطة "فك الارتباط" مع الفلسطينيين.
واشار مكتب الاحصاء الى ان عدد المنازل الجديدة التي بدأ تشييدها في اسرائيل تراجع في الوقت ذاته بنسبة ستة في المئة، مقارنة بالربع الاول من العام الماضي.
بوابة الشرق الاوسط
9-6-2005