فارعة الشيخ عطية
نتيجة لبعض أبحاث المختصين في علم الحيوان اكتشفوا ان الحيوانات والطيور تعرف العشق والهيام والغيرة والانتقام وان هناك اغراءات تسبق الحب فيما يبديه الذكر من محاولات للفت انتباه الأنثى اليه، وبعد ان تبادله الشوق والهيام يبدأ الاثنان بالاغراءات فتختال في مشيتها أو تتباهى بريشها كالطاووس أو تغرد مثل البلابل أو تميل الى الاتزان كالبطريق ثم يقدم الذكر للأنثى هدية كقطعة حجر أو ما يشبه ذلك ويحني رأسه أمامها ثم يقترب منها ويسير معها لذا تُعجب الأنثى بأخلاقه فتسمح له بالسير معها، وعند القردة تلتفت الإناث الى شيخ القرود (زعيم القرود) فيحطنه بالحب والرعاية ونتيجة لما يتحلى به القرد من شهامة فإنه يتزوجهن جميعا لأنه لايحب جرح شعور أي واحدة منهن.
أما العناكب فإن الذكر يصطاد الذباب ويلفها بخيوط يفرزها هو ثم يرسلها الى عش الانثى ليعبر لها عن حبه واعتزازه فإن التهمتها فهذا دليل قبول منها ما يشجعه على التقدم اليها، وان لم تبال بما أرسله فإنه يعيد المحاولة مرة تلو الاخرى الى ان تقبل فيبدأ بمغازلتها وفي عالم الاسماك تبدي الانثى حبها للذكر فهناك فصيلة من الاسماك تلون نفسها بلونين فإذا بدأت الانثى بالتلوين ورد عليها الذكر بالالوان نفسها فهذا دليل قبول منه، أما اذا هرب منها فإنها تسبح بسرعة خارقة حتى تجده وتتزوجه.
وهناك من الحيوانات والطيور ما يعيش حياة دائمة مع الشريك حيث لايترك الزوجان بعضهما البعض مهما كانت الاسباب كالحمام.
ومن طرائف الامور ان بعض الناس يقصون أجنحة الطيور ما يجعل الانثى تنتظر حتى ينمو جناحها أو ريشها لتعود الى صاحبها وتلتقي بذكرها المحبب اليها (زوجها) وهذا للأنثى والذكر معاً حتى إن الذكر يحمل الطعام من مكان لآخر ليعطيه للأنثى أينما كانت وهذا دليل إخلاص من الحمام ولاسيما الزاجل كذلك الفيلة والنسور والغربان والذئاب، فإذا ماتت زوجة الفيل امتنع عن الطعام والحركة فيصبح عصبيا كأنه غير مصدق موتها فيؤدي احيانا الى موته ايضا.
ومع الاخلاص والحب توجد الغيرة للمحافظة على من تحب وهذا ما نشاهده عند الديكة، حيث تقوم الانثى بنزع ريش الديك خوفا عليه من ان تعجب به دجاجة اخرى والطيور الاناث تضرب الذكور بالمنقار والاجنحة كذلك بفعل الغيرة، ووجدت الخيانة ايضا اضافة للغيرة وأذكر منها قصة كلب عجوز تزوج من كلبة صبية رغماً عنها وعندما شاهدت كلبا فتيا أحبته فتركت زوجها العجوز وذهبت الى الكلب الصغير وفضلت البقاء معه فأضرب الكلب العجوز عن الطعام وانزوى ولم يمرح كعادته فمات قهراً.
ويمكن ان تقوم ألفة بين الانسان والحيوان، وقد يحب الحيوان إنساناً ويقتل من أجله وهذا ينطبق على أسد أحب مدربته فعندما رأى خطيبها معها قتله حتى الموت.
تشرين-سوريا
8-6-2005