كان السيد كريستوفر كولومبس (1451-1506) ملاحا اسبانيا مشهورا ورائد الاكتشافات الجغرافية الكبرى في تاريخ البشرية. كان في شبابه مؤمنا بنظرية كروية الأرض ويكنّ للرائد المشهور ماركو بولو كل احترام وتقدير، وعزم أن يصبح ملاحا. وخلال الفترة ما بين عام 1492 وعام 1502 اجتاز محيط الأطلسي أربع مرات واكتشف قارة أمريكا وأصبح ملاّحا عظيما في تاريخ العالم.
كان كولومبس إيطاليا وشغف بالملاحة والاستكشاف منذ صغره وتطلع الى السفر الى الصين والهند. وسأل مرارا الملوك البرتغالي والاسباني والبريطاني والفرنسي لمساعدته على القيام برحلة بحرية الى الغرب حتى يصل الى الدول الشرقية، غير أنهم رفضوا خطته هذه لأن نظرية كروية الأرض لم تكن مكتملة ومقنعة في تلك الأيام. وأمضى أكثر من عشر سنوات محاولا لاقناع الناس لمساعدته على تنفيذ خطته الملاحية. وفي عام 1492 اقتنعت ملكة اسبانيا بمساعدة كولومبس ماليا على تنفيذ الخطة.
ولم نتمكن من معرفة كيف أصبح كولومبس ملاحا في البداية، ولكننا تأكدنا من أنه قال للملك الاسباني إنه قام برحلة بحرية في باكورة شبابه وتراكمت لديه خبرات وافرة للملاحة. وفي الفترة ما بين عام 1471 وعام 1475 سافر كولومبس بسفينته الى جزيرة شيؤوس اليونانية. وفي صيف عام 1476 سافر الى بريطانيا في أسطول من السفن البحرية التجارية، وفي أغسطس تعرضت جميع السفن الخمس لهجوم القراصنة وفقد الأسطول ثلاث سفن. ويقال إن كولومبس أمسك بلوح خشبي لإنقاذ نفسه وطفا مع أمواج البحر حتى وصل الى شاطئ البرتغالي. وفي ذلك الوقت كانت اسبانيا في حروب مع البرتغال وفرنسا، وكانت البرتغال أقوى دولة في الملاحة، فقرّر كولومبس البقاء في البرتغال بدلا من العودة الى اسبانيا. واستوطن في شبونة عاصمة البرتغال وتزوج من إبنة حاكم جزيرة بورت سانتو اسمها فيليبا بيريسترييو ي مونيث. ويفتقد الناس أنها أنجبت ولدا واحدا له اسمه دييقو.
ومنذ عام 1477 بدأ كولومبس سلسلة من الرحلات البحرية الى جزر مادرا وأيرلندا وأيسلندا وغينيا. وخلال هذه الرحلات تعرف على الجغرافيا ورياح المحيط الاطلسي، ولكن طموحه الحقيقي كان اكتشاف خط ملاحة بحري الى آسيا من الشاطئ الغربي لقارة أوربا.
وفي سبتمبر عام 1492 انطلق أسطول كولومبس المكون من ثلاث سفن و87 ملاحا من أوربا الى الغرب، آملا في الوصول الى آسيا في النهاية. وبعد شهر وصل الأسطول الى أرض يابسة، واعتقد كولومبس ورجاله أنها أرض آسيا وأخبروا الجمهور في أوربا أنهم قد وصلوا الى الهند. وهكذا اكتشف كولومبس قارة أمريكا دون أن يدرك حقيقة اكتشافه. وغيرت هذه الرحلة العظيمة عملية تطوّر تاريخ العالم، وحولت مركز التجارة العالمية من البحر الأبيض المتوسط الى الشاطئ الغربي للمحيط الأطلسي. وفي القرون التالية أصبحت الحضارة الصناعية الحديثة تيارا جديدا لتطور الاقتصاد العالمي.
وحدّدت الولايات المتحدة عام 1792 يوم ال12 من أكتوبر أو يوم ثاني اثنين الأول من أكتوبر كل عام "يوم كولومبس". وفي هذا اليوم من كل عام تنظم معظم الولايات الأمريكية نشاطات احتفالية عديدة بمناسبة ذكرى اكتشاف كولومبس القارة الأمريكية.