اخترعت كرة الريشة من قبل بريطاني، ولكنها تعممت وتطورت بصورة كبيرة في آسيا، وتتمتع كثير من الدول الآسيوية بإمكانيات كبيرة في هذه اللعبة، ومن ضمنها الصين. وخلال السنوات العشر الماضية، حققت رياضة كرة الريشة الصينية تطورا جياشا. فقد فاز فريق كرة الريشة الصيني بمائة واثنتين بطولة عالمية بالإجمال حتى الآن، ومن ضمنها تسع وأربعون بطولة فاز بها خلال السنوات العشر الأخيرة. ومنذ إدراج كرة الريشة في قائمة الألعاب النظامية الأولمبية في عام 1992، حقق لاعبو كرة الريشة الصينيون نتائج بارزة في الدورات الأولمبية الأخيرة. وفي دورة أثينا الأولمبية التى اقيمت في العام الماضي، حصل الفريق الصيني على ثلاث ميداليات ذهبية من بين الميداليات الذهبية الخمس لهذه اللعبة. وفي مباريات كرة الريشة الجماعية، تطور الفريق الصيني تدريجيا الى أقوى فريق في أوساط كرة الريشة العالمية حاليا. وفي العام الماضي، فاز الفريق الصيني ببطولة كل من مباريات كأس توماس ومباريات كأس يوبر اللتين اقيمتا في اندونيسيا. وفي الدورة التاسعة لكأس سوديرمان للبطولة الجماعية المختلطة العالمية التى اختتمت ببكين في شهر مايو الماضي، فاز الفريق الصيني بكافة المباريات الخمس التى خاضها، وفاز بالبطولة أخيرا. الأمر الذي جعله أول فريق في تاريخ اللعبة يحصد كافة بطولات مباريات كرة الريشة الجماعية العالمية الكبيرة الثلاث في آن واحد.
وتولى لي يونغ بو منصب المدرب العام لفريق كرة الريشة الصيني قبل عشر سنوات. وكانت أول بطولة عالمية يفوز بها هذا الفريق الذي رأسه لي يونغ بو هي بطولة كأس سوديرمان. وخلال السنوات العشر الماضية، اشتد ساعد الفريق الصيني حتى وصل حاليا الى قمة هذه اللعبة. وقال لي يونغ بو بعد فوز الفريق الصيني ببطولة الدورة التاسعة لمباريات كأس سوديرمان التى اقيمت في شهر مايو الماضي:
" حصلنا اليوم على كأس سوديرمان، ويرجع الفضل في ذلك الى اللاعبين المحنكين الذين خرجوا من مشوارهم التنافسي حاليا، لأنهم أرسوا أساسا جيدا قبل عشر سنوات لصالح تطور كرة الريشة في الصين. وبدون أولئك اللاعبين الممتازين في عام 1995، ليس بمقدور الفريق الصيني تحقيق الإنجازات الباهرة الحالية. وكان لاعبونا القدامى يمثلون "الحصان الأسود" في المباريات الدولية قبل عشر سنوات. حيث فاز الفريق الصيني بكأس سوديرمان بصورة غير متوقعة اعتمادا على روح الكفاح. ولكن، قبل الدورة التاسعة لبطولة سوديرمان، كانت التوقعات ترجح فوز فريقنا بالبطولة. فكان الفريق الصيني أقوى منافس للفرق الأخرى التى تودّ أن تهزمنا. وأرى أن هذا التغير يتمتع بمغزى هام يدل على أن فريق كرة الريشة الصيني أصبح أقوى مما كان عليه في الماضي."
وفي الوقت الحاضر، ترى كل الفرق القوية في أوساط كرة الريشة أن الفريق الصيني يستحق لقب "فريق الأحلام" في العالم، وتبدى إعجابا شديدا بالفريق الصيني القوي. لقد أظهرت مباريات كأس سوديرمان الدولية الجماعية المختلطة القوة الكاملة لمختلف فرق كرة الريشة بصورة شاملة. وخلال الدورة التاسعة لمباريات كأس سوديرمان التى اختتمت ببكين في شهر مايو الماضي، كان فريقا اندونيسيا والصين باعتبارهما دولتين تقليديتين قويتين في هذه اللعبة في نفس المجموعة. وخلال آخر مباراة لهذه المجموعة، لم يلجأ الفريق الاندونيسي الى الزجّ بأفضل لاعبيه لمواجهة منافسه الصيني. وكشف المشرف على الفريق الاندونيسي سفيان سر فريقه في هذا الصدد قائلا:
" عرفنا أنه من الصعب علينا أن نهزم الفريق الصيني حتى ولو لجأنا الى اشتراك أفضل لاعبينا في هذه المباراة. لذا، قررنا الاحتفاظ بأفضل لاعبينا لمواجهة الفريق الصيني في المباراة النهائية."
وكما هو متوقع، جمعت المباراة النهائية الفريقين الاندونيسي والصيني. ورغم سعي الفريق الاندونيسي بكل قدراته في هذه المباراة، لكنه انهزم بصفر مقابل ثلاثة. وبعد المباراة النهائية، قال المدرب العام للفريق الاندونيسي كريستيان إن فشل فريقه لم ينجم عن أدائه السيء، لكن السبب الوحيد هو أن الفريق الصيني قوي للغاية."
ويلقب الفريق الصيني بفريق الأحلام في أوساط كرة الريشة لأن الصين تمتاز بقاعدة جماهيرية عريضة لهذه اللعبة ونظام متكامل لإعداد الأكفاء ومجموعة من المدربين الرفيعي المستوى. كما يرجع فضل ذلك الى الجهود الدؤوبة لجميع أعضاء فريق كرة الريشة الصيني. وبعد الفوز ببطولات المباريات الجماعية العالمية الثلاث في آن واحد، ظل لي يونغ بو يأمل في أن يحقق الفريق الصيني أفضل نجاحاته في المستقبل. إذ قال:
" يجب أن نسعى وراء تحقيق الأهداف واحدا تلو الآخر في المباريات الكبيرة. لذا، سنولي اهتماما بالغا لتحقيق الفوز في مباريات البطولة العالمية التى ستقام في أغسطس المقبل. كما نسعى لتحقيق الفوز باستمرار في كل من الدورة القادمة للألعاب الآسيوية التى ستقام في العام المقبل ومباريات كأس توماس وكأس يوبر التى ستقام في مايو من العام المقبل ومباريات كأس سوديرمان التى ستقام في عام 2007. وأمامنا هدف جديد يلزمنا تحقيقه في كل الأعوام المتتالية. "
وقال لي يونغ بو إن الفريق الصيني الذي يرأسه قد فاز بتسع وأربعين بطولة عالمية، ويتمنى أن يحقق هذا الفريق البطولة العالمية المائة خلال فترة توليه منصب المدرب العام للفريق الصيني. ونتمنى أنه يستطيع تحقيق أمنيته وتحقيق آفاق أكثر إشراقا لفريق كرة الريشة الصيني.