خطت البرازيل خطوات كبيرة وجادة نحو ايجاد مصادر بديلة للطاقة وتحويل الحلم الى واقع ملموس في وقت تتزايد فيه المخاوف من استمرار حالة الانفلات في أسعار النفط العالمية بعد وصولها لمستويات قياسية غير مسبوقة والقلق من تراجع معدلات النمو العالمي نتيجة لذلك. وذكرت شبكة "بي.بي.سي" الإخبارية البريطانية في تقرير لها أمس أن ما حققته البرازيل في هذا المجال لاسيما نجاحها في انتاج وقود حيوي يتزامن مع تحذير بعض المؤسسات الدولية من استنفاد آبار وحقول النفط الحالية وما يبديه بعض السياسيين والقائمين على صناعة السيارات في العالم من مشاعر القلق والخوف على مستقبل بلادهم وصناعاتهم، الأمر الذي دفعهم للبحث وبدون تردد عن بدائل لمصادر الطاقة الحالية.
وأشارت الشبكة الى أن البرازيل دشنت منذ ثمانينات القرن الماضي برنامجا لإنتاج الكحول الإيثيلي الايثانول (الوقود الحيوي) لاستخدامه في تشغيل محركات السيارات كبديل عن الوقود التقليدي. وأوضحت "بي.بي.سي" أن هدف الحكومة البرازيلية من انتاج هذا الوقود كان وطنيا وليس لأغراض مالية أو بيئية، حيث كانت الحكومة العسكرية التي حكمت البلاد خلال الفترة من 1964 حتى عام 1985 تسعى لتقليص حجم اعتمادها على بترول الشرق الأوسط خاصة بعد أزمة السبعينات التي وصلت فيها أسعار النفط لمستويات قياسية. وأشارت شبكة "بي.بي.سي" الإخبارية البريطانية إلى أنه بالرغم من أن البرازيل كانت في طريقها نحو تحقيق نصر تكنولوجي كبير حيث أنتجت بالفعل محركات سيارات تتناسب مع الوقود الجديد إلا أن برنامجها توقف نهاية الثمانينات نتيجة لعدة عوامل أهمها ارتفاع أسعار قصب السكر الذي اعتمدت عليه في استخراج مادة الإيثانول.. وانخفاض أسعارالنفط العالمية.. واكتشاف شركة البترول الوطنية حقول نفط جديدة مما جعل البرازيل على أعتاب الاكتفاء الذاتي من الوقود. وذكرت الشبكة أنه في نهاية التسعينات ساهم تقلب أسعار النفط واعتماد الصناعة العالمية عليه بصورة كبيرة في عودة موضوع الوقود الحيوي ليطرق من جديد أذهان بعض القيادات العالمية وخاصة الولايات المتحدة التي أصبحت تنتج حاليا نفس كمية الإيثانول التي تنتجها البرازيل بالرغم من اختلاف المادة الخام مصدر الإيثانول.. فالولايات المتحدة تستخدم فول الصويا لاستخراجه وليس قصب السكر مثلما هو الحال في البرازيل.
وأضافت "بي.بي.سي" ان الرئيس الأمريكي جورج بوش (الذي له باع طويلة في مجال النفط) أبدى اهتماما كبيرا بالوقود الحيوي ويسعى جاهدا للتأكيد على أنه وذات يوم ما ستتمكن الولايات المتحدة من توفير احتياجاتها من الوقود دون الحاجة للتنقيب عنه في باطن الأرض وهو ما يرى أن سيكون في مصلحة أمريكا والعالم على حد السواء.
الخليج-الامارات
10-6-2005