جوهانسبرج - رويترز :

الغت الدول الغنية قسما كبيرا من ديون أفقر دول العالم ولكنها في المقابل تريد من هذه الدول مكافحة الفساد الذي بدد كثيرا من اموال المساعدات وحال دون نهوض اقتصاداتها. ورغم أنها من افقر دول العالم فقد استبعدت الدول الغنية مالاوى من قائمة تضم 18 دولة مستفيدة من تخفيف اعباء الديون نظرا لان الفساد فيها يمثل مصدر قلق كبيرا. وفيما يتعلق بزامبيا التي ورد اسمها في القائمة قال الفريد تشاندا رئيس ملف زامبيا في منظمة الشفافية الدولية المعنية بمكافحة الفساد ان اسقاط تهم الفساد ضد أحد حلفاء الرئيس الزامبي «يظهر الافتقار للارادة السياسية» لمكافحة الفساد.

وعندما اتفقت مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى امس الأول السبت على شطب أكثر من 40 مليار دولار من الديون المتعددة الاطراف المتراكمة على الدول الفقيرة ومن بينها 14 دولة افريقية كانت الادارة الاقتصادية السليمة ومكافحة الفساد من بين الشروط الملحقة بالاتفاق. ويقول محللون ان الاموال المتوافرة من خطة تخفيف اعباء الديون يجب الا ينتهي بها المطاف في جيوب بعض الافراد وانما يجب ان تذهب لتحسين مستويات التعليم وبناء البنية التحتية ومكافحة وباء فيروس اتش.اي.في ومرض نقص المناعة المكتسب «ايدز» وهي الامور التي تسلم الحكومات بانها أكبر تحد أمام التنمية. وعزز اسقف جنوب افريقيا ديزموند توتو هذا الرأي قائلا امس الاحد ان مؤسسات مثل الاتحاد الافريقي يجب أن تستغل نظمها في ضمان وصول الاموال التي تتوافر من خطة تخفيف الديون على من يستحقها فعلا. وتوصل وزراء مالية الدول الثماني الصناعية لاتفاق شطب الديون في لندن امس بعد شهور من المفاوضات المتوترة وهو ما يترك للزعماء النظر في مقترحات لمضاعفة المساعدات في قمة في جلينيجلز في اسكتلندا الشهر القادم. وستستفيد18 دولة فقيرة مثقلة بالديون من خطة شطب الديون وهي بينين وبوليفيا وبوركينا فاسو واثيوبيا وغانا وجايانا وهندوراس ومدغشقر ومالي وموريتانيا وموزامبيق ونيكاراجوا والنيجر ورواندا والسنغال وتنزانيا واوغندا وزامبيا. ويقول محللون ان اقتصادات هذه الدول تضررت بشدة من جراء البطالة المرتفعة وعجزها عن دعم مصدريها والتقلبات الجوية التي تؤثر على انتاج الحبوب بالاضافة الى تأثير وباء الاصابة بفيروس اتش.اي.في ومرض الايدز.

وهناك نحو 25 مليون شخص مصاب بفيروس اتش.اي.في في الدول الافريقية الواقعة جنوبي الصحراء الكبري مما يجعل المنطقة الاشد تضررا على مستوى العالم من جراء هذا الوباء. ويقول الافارقة انهم يأملون بتحسن فرصهم في تصدير بضائعهم الى الاسواق الغربية التي غالبا ما يحرمون من دخولها سواء بسبب القواعد الصارمة أو الدعم الذي يجعل الواردات من افريقيا باهظة السعر.

الشرق-قطر

13-6-2005