يواجه زعماء الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم الذي سيعقد في بروكسل نهاية هذا الاسبوع أكبر تحديين يواجهان القارة الأوروبية وهما وضع ميزانية الاتحاد وحل مشكلة الدستور فعلي قادة أوروبا ان يقرروا ما اذا كانوا سيمضون قدما في اجراء استفتاءات علي الدستور الأوروبي بعد ان رفضه الناخبون في دولتين من الدول المؤسسة في الاتحاد كما ان الميزانية تحيطها العديد من المشاكل منها اصرار فرنسا علي الابقاء علي دعم المزارعين الفرنسيين في حين تصر انجلترا علي الخفض المقرر لها في ميزانية الاتحاد التي سيتم العمل بها في2007 والي2013 وسيحدد حجم الازمة التي سيواجهها الزعماء الاوروبيون يوم الخميس المقبل, العلاقة الشائكة بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير فالزعيمان يبدو وضعهما هشا في الداخل في الوقت الذي يحملان فيه معظم عناصر الاتفاق التي قد تشكل صفقة طويلة الامد فيما يتعلق بالميزانية والدستور.
ويعني الاتفاق علي الميزانية عمليا عودة الثقة بالنفس في اسواق دول الاتحاد بعدما تأثرت هذه الثقة برفض الدستور الاوروبي في فرنسا وهولندا في الوقت نفسه فان الاتفاق سيؤدي الي اعطاء الدول الاوروبية الفرصة لالتقاط الانفاس والوقت الكافي لمناقشة ماذا سيفعلون بالدستور الذي ستتصاعد موجات الرافضين له في دول الاتحاد.
غير ان الدبلوماسيين في بروكسل يشيرون الي تباين كبير في الموقف فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي والتوجه الذي ستتبناه أوروبا اقتصاديا واجتماعيا وهو ما يشير الي ان الاحتمال الاقرب هو الاتفاق علي قتل الدستور وعدم الاتفاق علي المواضيع الاخري.
ويدعم الرئيس الفرنسي شيراك الدعوة لاجراء المزيد من الاستفتاءات حول الدستور الاوروبي وهو ما ترفضه بريطانيا بمنتهي الحزم ويري الدبلوماسيون ان شيراك وهو مهزوم داخليا يكون اكثر عنادا وسيعمل علي ألا تتحمل باريس وحدها اللوم علي دفن الدستور الاوروبي حيث ان كل المؤشرات تبين احتمال رفض الدستور في عدد آخر من الدول الاوروبية علي رأسها بريطانيا. ومن جانبه حاول بلير تفادي هذا المأزق بتأجيل الاستفتاء والضغط علي فرنسا لتحديد ما اذا كانت ستجري استفتاء جديدا علي الدستور حيث لابد من موافقة الدول الاعضاء الـ25 في الاتحاد جميعا من أجل التصديق عليه بشكل نهائي ويؤكد الدبلوماسيون ان بريطانيا ودول وسط وشمال أوروبا يأملون في التوصل الي وقف الاستفتاءات الخاصة بالدستور لفترة تتراوح مابين6 و12 شهرا حتي يمكن التحضير بشكل أفضل والاجابة عن تساؤلات المترددين والمعارضين وهو ما ترفضه فرنسا والمانيا بشدة. الا انه من المتوقع ان يعمل شيراك علي ابقاء الكرة في الملعب البريطاني فيما يتعلق بالميزانية.
الاهرام-مصر
13-6-2005