اشترك المصوّر فان تشاو جي وهو عضو اتحاد المصورين في مقاطعة قوانغ سي في تصميم طابع بريدي قبل بضع سنوات ولامس من خلال هذه المشاركة عديدا من الأعمال المصورة الممتازة واختلط مع بعض المصورين، مما أدى الى شغفه بفن التصوير. وحتى اليوم قد التقط مجموعة كبيرة من الصور واختيرت بعضها لتعرض في معارض الأعمال الفنية المصورة الصينية ونشر بعضها الآخر في صحف ومجلات.
قد تجول السيد فان تشاو جي في أنحاء العالم وزار المدن الحديثة والمزدحمة والأرياف القديمة والهادئة، واستمتع بالمناظر الجميلة الطبيعية والثقافية والصناعية، وفي نفس الوقت رأى بعينيه حياة الناس السعيدة أو الصعبة، ويحاول أن يسجل كل هذه المناظر الرائعة واللحظات الثمينة بآلة تصويره. في الصور التي أخذها نرى البحار الواسعة والسهول الشاسعة والسلاسل الجبلية والأنهار المتدفقة، والدروب الصغيرة وسط الحقول... وفي عدسة ألة تصويره تتناوب الفصول الأربعة وتتغير ألوان السحب، ويتجسد جمال الحياة في كل هذه الصور الصغيرة.
وعلى آراضي الصين الشرقية العريقة استوحى فان تشاو جي من كل مكان سافر اليه أعمالا فنية حيث قال:"بعد أن تجولت في نصف الآراضي الصينية شعرت بحقيقة جمال وطننا." وقف فان تشاو جي على هضبة يوننان-قوي تشو جنوب غربي الصين ونظر الى الخيول الراكضة على الجبل وشعر بأنه اقترب من السماء وانشرح صدره، ووقف على جزء من سور الصين العظيم الواقع على قمة جبل أجرد في شتاء قارس وغائم وكأنه يقرأ تاريخ الأمة الصينية العريق والمعقد، وجلس على ضفة نهر صغير هادئ في بلدة عائمة شرق الصين وشمّ رائحة الأمطار المنعشة وتذكّر الأيام السعيدة الماضية في طفولته، واستمتع بالألوان الزاهية على الجبال المغطاة بالغابات غربي مقاطعة قوي لين حيث قال:"تنتشر أزهار الإجاص البيضاء الناصعة وسط الغابات الخضراء، وتتخللها أوراق شجر القبقب الحمراء الباهرة كأنها امتصت حمرة السحب عند الغروب، وتذوب لوحات شلجية على أوراق أشجار الموز الياباني رويدا رويدا حتى تصبح قطرات ندى متلألئة تتألق في ضوء الشمس وتختفي في تراب الأرض. إنها لوحة بديعة أثّرت عليّ تأثيرا كبيرا."
وفي عيني فان تشاو جي فإن الطبيعة مفعمة بجمال الحياة وتوحي اليه بإلهام في كل مكان وكل لحظة. وقال:"أحب البحث عن جمال الطبيعة بدلا من تغييره، لأن اللحظات الجميلة تظهر وتختفي في دقائق، ولا أستطيع أن أفعل شيئا إلا تسجيل هذه اللحظات بآلة تصويري.
سافر فان تشاو جي الى أكثر من عشر دول بما فيها فرنسا ونيوزيلندا والبرازيل وغيرها، وقال عن رحلاته هذه:"أقوم برحلات سياحية في العالم من أجل التصوير. يبدو أن ذلك عكس ما يفعله معظم الناس غير أنني أتمتع به كثيرا."
ويتكون يوم فان تشاو جي من الصباح الباكر النشط والظهر اللاهب بأشعة الشمس، والغسق الهادئ عند غروب الشمس. وأحيانا يكتفي بأكل شريحة خبز وشرب زجاجة ماء في كل اليوم غير انه يكتشف جمالا في صور ميناء السفن الشراعية الهادئ، وفتاة ذات شعر ذهبي تقرأ الصحف بجدّ، وعجوز يمشي وحيدا بجانب شارع مزدحم، وقطة سوداء تتألق عيناها بحذر خارج سياج ريفي، ودار الأوبرا عند غروب الشمس.... وقال:"الانسجام بين الطبيعة والانسان هو الجمال الحقيقي."
وكرس فان تشاو جي حياته للتصوير، ويسعى الى تجسيد جمال الحياة من خلال عدسة الكاميرا. ويمضى العمر وينقضي الزمن، غير أن صور فان تشاو جي تسجل اللحظات البديعة في الحياة وتؤثر في الناس بجمالها الخالص والخالد.