التعلثم اضطرابات تؤثر على سلاسة الكلام، وهو عدم الطلاقة في اصدار الكلام ويظهر في شكل تكرار او توقف او اطالة في نطق بعض الاصوات او الكلمات.
خصائص اضطرابات التلعثم:
يتعثر احياناً الكلام على كثير من الاشخاص وتكثر فيه وقفات اثناء الحديث او تتكرر فيه مقاطع غير مناسبة ويسمى هذا «بالتعلثم». التلعثم من اكثر علوم اضطرابات التخاطب دراسة إلا انه اقلها فهماً. وهو يصيب بعض افراد المجتمع وقد اختلف العلماء حول تعريفه ومعرفة اسبابه. ومن اعراضه الشعور بالحرج وتفادي الحديث مع الآخرين او تجنب الدخول في مواقف اخرى خصوصاً عندما تكون درجة الاضطراب شديدة. قد يظهر معه سلوكيات مصاحبة كاغماض العينين وفتح الفم والشد على قبضة اليد او على اللسان داخل الفم. وفي كثير من الاحيان تكون اجهزة التنفس والصوت والكلام سليمة في البنية والوظيفة على الرغم من حدوث التلعثم.
بدء حدوثه:
وتبدأ اضطرابات التلعثم في اغلب الاحيان في سن ما قبل المدرسة ويقل ظهورها في سن متأخرة. عندما يظهر التلعثم في سن متأخرة فهو اما يكون لأسباب مكتسبة نتيجة لاصابات دماغية - وهذا النوع نادر جداً - او انه قد بدأ مبكراً لفترة وجيزة ثم عاود الظهور مرة اخرى. وتختلف طبيعة التلعثم ودرجته من شخص الى آخر حيث يبدو من الصعب التعرف عليه احياناً عند بعض المرضى إلا انه قد يكون شديداً مما يتعذر احياناً على المستمع فهم المعنى الذي يريد الشخص ايصاله.
نسبة حدوثه بين الجنسين:
معظم الباحثين اتفقوا على ان نسبة حدوث التلعثم عند الذكور أكبر منها عند الاناث ومعظم هذه النسب تتراوح بين 3 و4 للذكور لكل 100 طفل، وللاناث 1 لكل 100 طفلة، بينما تترواح النسبة بين الذكور والاناث كالتالي: لكل 3 او 4 ذكور انثى واحدة فقط.
أسباب التلعثم:
محاولة معرفة اسباب التلعثم أمر صعب لأنها غير معروفة حتى الآن فقد ظهرت عدة نظريات تحاول تفسير سبب حدوثه ونذكر منها:
1- النظرية التعليمية: توضح اثر تعزيز بعض الآباء للعثرات الطبيعية التي يقع فيها الاطفال بغض النظر عن عدد المرات التي تكرر فيها المقاطع او نوعها. ويكون التعزيز ايجابياً عندما يعطى الطفل اهتماما في اللحظات التي يتعثر فيها طلاقة الكلام الى ان يلقى استحساناً من الوالدين فيعاود الطفل تكرار العثرات حتى تصبح عادة. واحياناً يكون التعزيز سلبياً حيث يواجه الطفل بنوع من الرفض او عدم الرضى عن الطريقة التي يتحدث بها مما يؤدي الى صعوبة الكلام وتفادي الحديث والقلق ايضاً.
2- النظرية النفسية: وهي تفسر التلعثم على انه تعبير عن حالة القلق النفسي الذي يعاني منه الشخص الذي لديه تلعثم. ويتميز السلوك النفسي بخصائص منها شعور غير محبب، عدم القدرة على تقبل هذا الشعور، او ظهور سلوك يعبر عن هذا الشعور. وينشأ القلق الذي يشكل جزءا كبيرا من السلوك النفسي عند وجود صراع قوي بين احتياجات مضادة ولا يجد الشخص حلا لهذا الصراع.
3- النظرية العصبية: ومفادها ان التلعثم يحدث نتيجة اضطراب في وظائف الاعصاب التي لها علاقة بالكلام.
علاج التلعثم عند الاطفال:
أخصائيو اللغة والتخاطب يفضلون التدخل العلاجي غير المباشر كخطوة اولى في علاج الاطفال الصغار (الاطفال دون سن السابعة). تؤكد طرق علاج اضطرابات التلعثم على تغيير البيئة المحيطة التي يعيش فيها الطفل وطبيعة المنبهات اللغوية. يؤكد العلاج ايضاً على استخدام بعض الارشادات للوالدين والمدرسين تتلخص فيما يلي:
تخفيف ضغوط الوقت:
1- يعتبر الاطفال والديهم مثلا كبيرا يحتذى به. فبادر في حوارك اليومي الى تزويدهم بالنماذج الكلامية التي تيسر عليه التخاطب من خلال التنبيه غير المباشر. يتضمن العلاج غير المباشر، ان تبين للطفل ما ينبغي عليه القيام به، وذلك بأن تقوم انت بنفسك بعمل ذلك. مثال: اذا اراد طفلك ان يخبرك عن أمر ما وكان يتحدث بسرعة، قم بالحديث معه ولتكن سرعة كلامك بطيئة نوع ما.
2- يتحدث كثير من الاطفال بسرعة فائقة لذلك حاول استخدام فترة من الصمت بعد التحدث اليه او قبل ان تستجيب له اثناء الحوار. استخدم هذه الطريقة بصفة مستمرة يجعل الطفل يتأنى في الحديث خصوصاً اذا تعود على هذا النوع من الحوار.
3- حاول ان تتأنى في الحديث وتتكلم ببطء، واسترخاء مع جميع الاشخاص في اسرتك.
4- أعط الفرصة للطفل ان يستمر في الحديث خصوصاً في اللحظات التي يصعب فيها كلامه وتجنب مقاطعته وانهاء الجمل له او قول الكلمات التي يعجز عنها. حاول الاستماع بهدوء واسترخاء، ودع الطفل يشعر بأن لديه ما يكفي من الوقت ليقول ما يريد قوله.
5- خصص متسعاً من الوقت للتحدث مع الطفل المعرض للتلعثم. تجنب الحديث معه حينما تحتاج بالفعل الى القيام بأشياء اخرى، مثل اعداد الطعام الغداء او كتابة الجدول اليومي على السبورة او عندما تكون في حالة من التوتر.
6- امنح الطالب الذي لديه تلعثم الفرصة الكاملة للمشاركة في الفصل كبقية زملائه، ولا تحرمه من ذلك بحجة الخوف من أن يتلعثم.
7- ضع نظاماً روتينياً يومياً وخصص ما يكفي من الوقت لكل نشاط مقرر.
تخفيف القلق بخصوص الكلام:
1- دع الطفل يعرف بأنك تستمتع دائماً بالحديث اليه.
2- ساعد طفلك على الربط بين الحديث وبين احداث سارة ولطيفة.
3- لا تطلب من طفلك ان يتحدث امام الاشخاص الآخرين.
4- لا تطلب من طفلك ان «يبطئ» او «يأخذ نفساً» قبل الحديث، فهذه الاقتراحات تزيد في الغالب من حدة المشكلة.
5- مطالبة الابناء بالمثالية والمبالغة في القيود يمكن ان تؤدي الى سلوك التفادي لذلك ينبغي عليك تجنب ذلك.
6- اذا كان طفلك يتكلم بصعوبة مفرطة، او يتوقف عن الكلام بسبب التعلثم او يخبرك بأنه لا يستطيع ان يتكلم، عليك التسليم بالمشكلة والتأكيد له انك موجود للاستماع اليه وانه لا يهم كم من الوقت سيستغرق حديثه.
7- لا تجبر الطفل على الكلام عندما يقع في التلعثم او عندما يكون مجهداً او في حالة انفعال وارتباك. وفي المواقف التي يستحسن فيها كلامه استمر معه في الحديث حتى يشعر انه يستطيع ان يتحدث بطلاقة دون تلعثم.
علاج التلعثم لدى الكبار:
هناك طرق ووسائل علاجية متعددة تستخدم في العلاج. وعلاج التلعثم يكمن في مقدرة المريض على التعرف على طبيعة تلعثمه والظروف التي يحدث فيها والاستفادة من بعض الطرق العلاجية التي يتعرف عليها عن طريق اخصائي اللغة والتخاطب. والطرق العلاجية المستخدمة لعلاج التلعثم كثيرة، حيث يقوم الاخصائي بتقييم مدى الاستفادة منها واثرها على تحسين قدرة المريض على التحدث بطلاقة. وبعض هذه الطرق نلخصها فيما يلي:
1- الاطالة.
2- تمارين التنفس.
3- ادماج الكلمات على مستوى الجمل.
4- بدء الكلام بدون شد.
الرياض-السعودية
16-6-2005