كثير ممن يتعاطون المخدرات يعتقدون بأنها تساعدهم على التخدير وكذلك تساعدهم على النوم. ولكن الحقيقة هي العكس ففي دراسة اجريت في الولايات المتحدة اجراها البروفسور جونسون على المراهقين الذين يدمنون على الكحول والتدخين ووجد ان هناك علاقة بين اضطرابات النوم عندهم خاصة الارق وكثرة استخدامهم للكحول والسجائر، ووجد بأن الادمان على المخدرات الاخرى بين المراهقين ايضاً تؤدي الى اضطرابات النوم. وهذه الاضطرابات ليست اثناء فترة الانسحاب من تعاطي المخدر او اثناء التسمم بالمخدر ولكن هذه الاضطرابات في النوم تكون اثناء تعاطيهم المخدر. ان من الاخطاء الشائعة بين كثير من الناس هو ان الكحول والمخدرات تسبب النعاس وتجلب النوم وهذا الامر ليس صحيحاً علمياً. فالكحول قد تجلب النعاس في البداية ويشعر الشخص بالنعاس وقد يغفو لفترة قصيرة ولكنه يستيقظ ولايستطيع النوم مرة اخرى. للأسف فإن كثيراً من المرضى يقولون لي بأنهم لايستطيعون النوم الا بعد تناول كأس او كأسين من الكحول القوية مثل الويسكي او الفودكا او الجن وهذا للاسف الخطأ الشائع لأن بعد تناول الكحول بفترة فإن الشخص يستيقظ ولايستطيع العودة مرة اخرى للنوم ولذا يلجأ كثير ممن يشربون الكحول الى الحبوب المنومة والمهدئة كي يستطيعوا العودة للنوم مرة اخرى والحقيقة ان هناك خطورة كبيرة في استخدام الكحول مع الادوية المهدئة والمنومة لأن كثيراً ما تؤثر الحبوب المنومة والمهدئة مع الحكول على مركز التنفس في الدماغ مما يؤدي الى توقف هذا المركز الخطير والذي يسيطر على التنفس في الجسم ويرسل اشاراته العصبية الى الاجهزة المهتمة بعمليات التنفس. توقف هذا المركز الحساس في الدماغ بسبب التخدير الكبير عليه بسبب الكحول والادوية المنومة والحبوب المهدئة. لذلك فإن هناك حالات يتوقف فيها التنفس وينام الشخص ولايقوم مرة اخرى... اي يتوفاه الله! ان الخلط بين الكحول والمخدرات مثل الحشيش والكوكايين والهيروين والكودايين مع الحبوب المنومة والمهدئة امر في غاية الخطورة وكثيراً ما فقد شباب في ريعان الصبا حياتهم نتيجة سوء استخدامهم المخدرات مع الادوية المهدئة والحبوب المنومة.
ان بعض الشباب لديهم افكار غريبة سمعتها من بعضهم ممن يقضون فترات الصيف في بعض المدن الاوروبية ويذهبون الى مراتع الليل الخطيرة والتي بعضها تدير شبكات للاتجار بالمخدرات. وفي هذه المراتع (الديسكوهات) اشخاص يدعون لخلطات معينة من المخدرات للحصول على اقصى متعة، حيث يتم خلط مواد منشطة مثل الكوكايين مع مواد مهدئة مثل الهيروين وخلط بعض الأدوية النفسية او حتى غير النفسية ويتم تعاطيها عن طريق الاستنشاق او الحق او عن طريق الفم، هذه الأدوية لايعرف احد على وجه التحديد مكوناتها بشكل دقيق وبالتالي فإنها قد تكون خطيرة وقد قرأت مقال مع شخص يتعاطى مثل هذه الانواع من المخدرات في لندن وقال بأن زميله توفي في عطلة نهاية الاسبوع الماضي وانه سوف يواصل تعاطيه لمثل هذه المخدرات رغم معرفته بأنه يمكن ان يلحق بزميله لكنه لايستطيع مقاومة اغراء المخدر...!
ان العلاقة الخطيرة بين تعاطي المخدرات واضطرابات النوم امر في غاية الخطورة ويجب ان يعي الشباب وكذلك الذين تجاوزوا مرحلة الشباب هذا الامر خاصة الرجال في منتصف العمر الذين يمرون احياناً بمرحلة من الارق ويلجأون للكحول والحبوب المهدئة او الحبوب المنومة.
السعودية-الرياض
17-6-2005