أعلنت أكاديمية لاوريوس الرياضية العالمية في شهر مايو الماضي قائمة أسماء الفائزين بجوائزها لعام 2005. وفاز العداء الصيني ليو شيانغ البالغ من العمر إحدى وعشرين سنة بجائزة أفضل رياضي جديد بفضل نتائجه الممتازة التى حققها في العام الماضي.
تعني " لاوريوس " إكليل الغار في اللغة اللاتينية، وترمز الى النجاح في الألعاب الرياضية. وتعتبر هذه الجائزة من أعلى الجوائز الرياضية في العالم حاليا، وتلقب ب"أوسكار" الأوساط الرياضية. وتمنح هذه الجوائز سنويا لرياضيين والفرق الرياضية الذين يحققون إنجازات عظيمة في الأوساط الرياضية العالمية. وتضم جوائز لاوريوس الرئيسية جائزة أفضل رياضي وجائزة أفضل رياضية وجائزة أفضل فريق رياضي وجائزة أفضل رياضي جديد. ومن ضمنها، تمنح جائزة أفضل رياضي جديد لأبرز رياضي ناشئ برز في الأوساط الرياضية العالمية في العام المنصرم.
وفي العام الماضي، أصبح العداء قافز الموانع الصيني ليو شيانغ نجما مرموقا جديدا في الأوساط الرياضية العالمية بسبب نتائجه البارزة. وخاصة في دورة أثينا الأولمبية، حصل هذا الشاب على الميدالية الذهبية لسباق الحواجز لمائة وعشرة أمتار الذي ظل الرياضيون الأوروبيون والأمريكان مسيطرين على جوائزها قبل دورة أثينا الأولمبية، وسجل فيه رقما معادلا للرقم القياسي العالمي بإثنتي عشرة فاصل واحدة وتسعين ثانية، مما أثار دهشة كبيرة في العالم كله. لذا، فاز ليو شيانغ بجائزة أفضل رياضي جديد بعد أن نال تأييد معظم الحكام لجوائز لاوريوس الرياضية العالمية لهذا العام. وخلال التنافس على جائزة أفضل رياضي جديد، تمكن ليو شيانغ من تجاوز العديد من المرشحين المتنافسين الآخرين، ومنهم العداءة الصينية شينغ هوي نا التى فازت بذهبية سباق عدو عشرة آلاف متر للسيدات في دورة أثينا الأولمبية ورياضية التنس الروسية سفيتلانا كوزنيتسوفا ورياضي الملاكمة البريطاني أمير خان والسبّاحة الفرنسية لاوري ماناودو وغيرهم من النجوم المتلألئة في أوساط الرياضة العالمية.
ويعتبر ليو شيانغ ثاني رياضي صيني يحصل على جائزة لاوريوس لأفضل رياضي جديد. حيث سبقه رياضي كرة السلة الصيني المشهور ياو مينغ بالفوز بهذه الجائزة في عام 2003. وأوضح ليو شيانغ بعد فوزه بهذه الجائزة أنه يعتبر ياو مينغ قوة دافعة تشجعه على المضي قدما الى الأمام. إذ قال:
" أرى أن ياو مينغ رياضي ممتاز. وقد أصبح رياضيا مشهورا في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفينNBA خلال فترة قصيرة، وتحمل كثيرا من المشقات والمتاعب للاشتراك في منافسات NBA العنيفة، وهو أمر ليس سهلا. إنه رياضي محترف بكل معنى الكلمة، وفي هذا الخصوص، ما زال هناك فرق كبير بيني وبينه. ويجب أن أتعلم منه الكثير. "
ولكن، للأسف، لم يستطع ليو شيانغ السفر الى البرتغال لحضور مراسم تسليم الجوائز لأنه كان مشغولا في الاستعداد لبطولة مهمة نظمها اتحاد ألعاب القوى الدولي في الولايات المتحدة مؤخرا. وبتكليف من أكاديمية لاوريوس الرياضية العالمية، سلمته عضوة الأكاديمية ورياضية كرة الطاولة الصينية المشهورة السابقة دنغ يا بينغ الجائزة في بكين.
وحضر رئيس اتحاد ألعاب القوى الصيني لو تشاو يي مراسم تسليم هذه الجائزة لليو شيانغ. وقال السيد لو تشاو يي إن فوز ليو شيانغ بجائزة لاوريوس لأفضل رياضي جديد يؤكد بصورة قاطعة أن قدراته التنافسية قد وصلت الى مستوى عال جدا. وسيتمتع بآفاق رائعة في مشواره الرياضي. وأعرب لو تشاو يي عن الأمل في مواصلة ليو شيانغ جهوده لتحقيق المزيد من النتائج الممتازة خلال المسابقات في المستقبل. إذ قال:
" إن فوز ليو شيانغ بهذه الجائزة يتمتع بمغزى هام. وقبل ذلك، حصل ليو شيانغ على كثير من التكريم والإشادة داخل الصين. ولكن على نطاق العالم، تعتبر هذه الجائزة أكبر تقدير له. إنه مثابر حاليا وسيواصل مثابرته وجديته في تدريباته. ويسرّنا كل سرور أن ليو شيانغ ينسق العلاقة بين مناسبات التكريم والتدريبات بصورة جيدة جدا ولم تشغله هذه القضايا عن تدريباته، ويحافظ على توازن جيد في هذا المجال. لذا، أرى أنه رياضي يتمتع بمستقبل رائع. وأعتقد أنه سيكون رياضيا قويا في الأوساط الرياضية الصينية وخاصة في أوساط ألعاب القوى. ومن المتوقع حصوله على ميدالية ذهبية في دورة بكين الأولمبية القادمة. وتحدوني ثقة تامة به."
وبعد حصول ليو شيانغ على الميدالية الذهبية في دورة أثينا الأولمبية، فاز بجائزة لاوريوس لأفضل رياضي جديد وجائزة أفضل عشرة رياضيين صينيين وغيرهما من الجوائز الكبيرة. ورغم إحاطته بأضواء التكريم والشهرة الباهرة، لكن ليو شيانغ ظل ذلك الشاب اللطيف المتواضع والرياضي المثابر. وقال ليو شيانغ إن أمنيته الكبرى في هذا العام هي الفوز بسباق الحواجز لمائة وعشرة أمتار في منافسات بطولة ألعاب القوى العالمية التى ستقام في فنلندا في أغسطس المقبل مؤكدا أن جائزة لاوريوس لأفضل رياضي جديد التى فاز بها في شهر مايو الماضي ستشجعه على مواصلة جهوده من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود. إذ قال ليو شيانغ:
" في الحقيقة، حصلت على ميدالية ذهبية أولمبية فقط. وفي مسابقات بطولة ألعاب القوى العالمية في الملاعب المغلقة ومسابقات بطولة ألعاب القوى العالمية في الملاعب المكشوفة ومسابقات كأس العالم وغيرها من المسابقات الكبرى، لم أحصل على ميدالية ذهبية حتى الآن. وآمل في تحسين أدائي بصورة أكثر استقرارا في المسابقات القادمة والحصول على مزيد من البطولات التى تشرّف مشواري الرياضي. "