يشهد "بحر بارنتش" شمال روسيا، اليوم، إطلاق أول سفينة فضاء من نوعها تبحر بطاقة الشمس، من غواصة نووية روسية.

وسيتم إطلاق السفينة، التي أطلق عليها اسم "كوزموس 1" بتمويل خاص مشترك بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث تستخدم صفائح عاكسة خفيفة الوزن على هيئة شراع لدفع المركبة الى الفضاء باستخدامها طاقة الشمس بدلاً من الوقود المكلف، مما سيحدث ثورة في عالم الفضاء.

ويقول "لويس فريدمان" رئيس "جمعية بلانيتاري" التي تمول المشروع الذي تصل قيمته الى 4 ملايين دولار ان هذه هي التقنية الوحيدة التي يمكن ان تمكننا من القيام برحلات بين النجوم، ومن الجدير بالذكر ان "جمعية بلانيتاري" والتي تم إنشاؤها من قبل ثلاثة أشخاص متخصصين في علم الفضاء هم "كارل ساجان" و"بروس موراي" و"فريدمان" عام 1980 بغرض استكشاف الفضاء، تعمل جنباً الى جنب مع "جمعية لافوتشكن" الروسية، احدى أكبر الشركات المتخصصة في علم الفضاء، بالإضافة الى معهد أبحاث الفضاء الروسي.

وعندما يتم إطلاق "كوزموس 1" على ظهر صاروخ "بالستي" من العهد السوفييتي، فإنه سيحمل معه في مداره حول الأرض "قرصاً مدمجاً" يحوي أسماء أكثر من 75،000 عضو من أعضاء "جمعية بلانيتاري" في الولايات المتحدة و"جمعية بلانيتاري" اليابانية بالإضافة الى الأعمال السابقة في مجال الفضاء والتي قام بها البعض أمثال فردريك تساندر، والذي كان أول من تحدث عن فكرة الابحار بطاقة الشمس في العشرينات من القرن الماضي.

ويصف العلماء الضوء بأنه حزمة من الطاقة تسمى "فوتونات" وتصدر الطاقة من تلك الفوتونات التي تعمل على دفع الشراع الشمسي. ويقول فريدمان ان فكرة الابحار باستخدام الطاقة الشمسية هي نفسها المستخدمة في تشغيل الساعة اليدوية أو الآلة الحاسبة.

وعند وصول "كوزموس 1" الى مداره سيقوم ببسط 8 صفائح لتكوين شراع شمسي بعرض يصل الى 30 متر. وكل صفيحة عبارة عن شراع بالغ الرقة من "المايلر" العاكس. وتبلغ سماكة هذه الصفيحة البلاستيكية ربع سماكة أكياس المهملات، وتعمل الأشرعة بفعل الطاقة التي تحدثها الحزم الضوئية القادمة من أشعة الشمس والتي تترجم الى طاقة دفع، تماماً كما تعمل أشرعة القوارب بفعل عامل الرياح.

ومن أهم ما يميز الأشرعة الشمسية عن طرق الابحار التقليدية في الفضاء هو انها لا تحتاج الى حرق كميات هائلة من الوقود.

ومع ان الأشرعة الشمسية تعد بطيئة مقارنة بالصواريخ التقليدية، إلا ان سرعتها في تزايد عبر الزمان، ويقول المصممون ان سرعة الشراع الشمسي قد تصل الى 90 كيلومتراً في الثانية مما سيسمح لنا بالإبحار خارج المجموعة الشمسية خلال أعوام قليلة.

ويقول "فريدمان" ان "كوزموس 1" ربما سيكون حجر الأساس لمثل هذه الجهود، مشبهاً إياه بأول محاولة طيران قام بها الاخوان رايت عام ،1903 ويضيف: آمل ان تكون هذه الخطوة هي بداية شيء عظيم.

الخليج-الامارات

21-6-2005