سعر البترول في الأسواق الدولية يقترب من حاجز الـ60 دولارا
أزمة الصادرات النيجيرية تشعل فتيل القلق من لندن إلي سنغافورة
لندن ـ سنغافورة ـ وكالات الأنباءـ فيينا ـ من مصطفي عبد الله:
واصلت أسعار البترول ارتفاعها في الأسواق العالمية أمس بعد تفاقم القلق بشأن تعثر الصادرات النيجيرية مما ضاعف المخاوف من نقص امدادات الوقود العالمية.
وأشارت مصادر صناعة البترول العالمية الي أن مسألة اجتياز أسعار البترول حاجز الـ60 دولارا للبرميل ربما تكون مجرد مسألة وقت فقط.
ففي الأسواق الآسيوية سجلت أسعار البترول رقما قياسيا جديدا أمس ـ الاثنين ـ حيث تجاوز سعر البرميل من البترول الخفيف تسليم يوليو المقبل59 دولارا في بورصة سنغافورة وذلك خلال التعاملات أمس قبل أن يتراجع من جديد قليلا.
وبلغ سعر البرميل في الجلسة الصباحية59,18 دولار ثم تراجع الي58,95 دولار, وهي زيادة تبلغ43 سنتا علي السعر القياسي الذي سجله عند اغلاق سوق نيويورك يوم الجمعة الماضي.
وتوقع المحللون أن تواصل الأسعار ارتفاعها لتتجاوز الـ60 دولارا خلال الأسبوع الحالي, وقال خبير استرالي ان ذلك سيحدث في الأيام القليلة المقبلة.
وأعلنت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس عن ارتفاع سعر سلة خامات المنظمة الي51,58 دولار للبرميل من50,18 دولار يوم الخميس الماضي.
وفي لندن واصلت أسعار خام القياس العالميبرنت ارتفاعها الي مستويات قياسية أمس, وقال متعاملون إنها مسألة وقت لتجاوز حاجز الـ60 دولارا, وارتفع سعر الخام عن عقود شهر أغسطس بمقدار48 سنتا ليصل الي58,24 دولار للبرميل بعد أن سجل58,58 دولار في وقت سابق خلال الجلسة الصباحية.
وعلي نحو اجمالي, قفز سعر خام برنت في بورصة البترول الدولية أكثر من أربعة دولارات توازي8,3% في آخر ست جلسات من التعامل في بورصة لندن في ظل تفاقم المخاوف بشأن امدادات الخام مما زاد من القلق من عدم كفاية طاقات المصافي لانتاج مشتقات بترولية تلبي احتياجات السوق العالمية في النصف الثاني من العام الحالي.
وزادت المخاوف من تعثر الامدادات بعد أن أغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا سفاراتها في نيجيريا ـ العضو في منظمة الأقطان المصدرة للبترول أوبك في الأسبوع الماضي عقب تحذيرات مخابراتية من احتمال شن هجمات علي السفارة الأمريكية.
وتعد نيجيريا ثامن أكبر مصدر للبترول في العالم, وتورد حوالي10% من اجمالي واردات النفط الأمريكية.
وارتفع سعر السولار في بورصة البترول الدولية7,5 دولار للطن الي531,75 دولار للطن في حين ارتفع سعر وقود التدفئة الأمريكي في المعاملات الآجلة157 نقطة الي1,66 دولار للجالون.
وبعد تفاقم الأسعار في السوق العالمية, أعلن الرئيس الحالي للأوبك الشيخ أحمد الفهد الصباح أمس أنه سيبدأ مشاورات مع وزراء المنظمة لزيادة انتاج المنظمة بمقدار نصف مليون برميل يوميا اذا استمر ارتفاع الأسعار حتي نهاية الأسبوع الحالي.
في الوقت نفسه, أظهرت توقعات ادارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الايرادات البترولية لدول الأوبك ستقترب من حدود نصف تريليون دولار في عام2005, لكنها ستبقي أقل من المستوي القياسي الذي وصلت اليه عام1980 وبلغت خلالها الايرادات مايوازي565 مليار دولار بأسعار العام الحالي.
وافترضت الادارة بقاء متوسط أسعار الخام الأمريكي التأثيري الخفيف فوق50 دولارا للبرميل في2005 علي رغم اعتقاد بعض المحللين الأمريكيين احتمال هبوط الأسعار بحدة في الشهور القليلة المقبلة.
وتوقعت ادارة المعلومات, وهي الذراع الاحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية, ارتفاع صافي ايرادات أوبك الي430 مليار دولار في السنة الجارية محققة زيادة نسبتها27 في المائة بالمقارنة مع2004.
وعكست التقديرات الجديدة التي نشرتها الادارة في التقرير نصف السنوي الجمعة, زيادة نسبتها25% في المائة عن توقعات سابقة اعدتها في الماضي مفترضة أن متوسط الأسعار العام سيكون أقل من التوقعات الحالية بنحو8 دولارات للبرميل.
ونقلت صحيفة الحياة اللندنيه أنه وطبقا لتعديلات حسابية أجرتها الادارة علي تقديراتها السابقة في تقريرها الجديد, بلغت قيمة الايرادات النفطية لأوبك338 مليار دولار في2004 مسجلة زيادة مقدارها39 في المائة عن2003.
وتتوقع الإدارة الآن أن تستمر أسعار النفط بالاحتفاظ بجزء من زخمها, إضافة إلي بقاء إنتاج أوبك عند مستوياتها التاريخية الحالية متيحة لإيرادات دول المنظمة تحقيق زيادة إضافية نسبتها4 في المائة في2006, حيث ستصل قيمتها إلي447 مليار دولار بالأسعار الجارية و439مليار دولار بالأسعار الثابتة لسنة2005.
ولفت المحللون في الإدارة في ملخص لأبرز النقاط التي تضمنها التقرير, إلي أن إيرادات النفط العراقية التي قفزت من9,6 مليار دولار في2003 الي18,2 مليار دولار في2004 ستحقق زيادة طفيفة نسبيا6 في المائة لتصل الي حدود19 مليارا في كل من2005 و2006 لكنهم لاحظوا أن توقعاتهم تعاني قدرا كبيرا من عدم اليقين ازاء التطورات المستقبلية.
وذكرت أن الزيادة السنوية في واردات الصين من النفط ستتراجع من مليون برميل يوميا في2004 الي600 ألف برميل يوميا في2005 و2006 مساهمة في خفض نسبة نمو الطلب العالمي في الفترة نفسها من3,2 الي2,1 في المائة, لافتة في المقابل الي أن الانتاج خارج أوبك سيعجز عن تلبية الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي, كما أن الانتاج الاحتياطي العالمي لن ينمو بنسبة كبيرة برغم احتمال حدوث تذبذبات سعرية ضخمة الزيادات المتوقعة في السعودية والامارات.
وأبدت مؤسسة أبحاث الطاقة الأمريكية سيرا قناعة مشابهة مثيرة الي أن العوامل الأساسية في المناخ السائد في أسواق النفط وأهمها نمو الطلب العالمي بمتوسط يزيد كثيرا علي متوسط السنوات العشر الماضية1,8 و1,7 مليون برميل يوميا في2006,2005 علي التوالي مقابل1,4 مليون برميل يوميا, لاتدعم احتمال بقاء أسعار الخام الأمريكي فوق مستوي50 دولارا للبرميل في الأشهرالباقية من العام الحالي وحسب بل لاتستبعد احتمال حدوث قفزات سعرية.
الا أن محللا متخصصا في شئون الطاقة لدي مؤسسة الخدمات المالية العملاقة مورجان ستالي رأي أن أسعار النفط أصبحت تعاني تشوها خطيرا بسبب مشاركة المؤسسات المالية بمستويات غير مسبوقة في نشاط المضاربة واصرارها علي الاستمرار فيتضخيم الأسعار الي اظهار السوق النفطية, معربا عن اعتقاده بأن المضاربات حالت حتي الآن دون تأثر الأسعار بتراجع نمو الطلب الصيني علي النفط وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بوتيرة توقع أن تتسارع في الربع الأخير من هذا العام.
الاهرام-القاهرة
21-6-2005