قال مسؤولون ان موجات الجفاف الشديدة في المغرب واسبانيا والبرتغال تتسبب في اشعال حرائق الغابات وتهدد الارزاق وتنذر بالحاق ضرر بالغ بالاقتصاد في البلدان الثلاثة.
وقد تؤدي أسوأ موجات جفاف تشهدها اسبانيا والبرتغال منذ الاربعينات الى زيادة التضخم وتراجع النمو الاقتصادي بينما تبدو الظروف في المغرب أكثر سوءا لدرجة تخشى معها الحكومة حدوث عمليات هروب جماعي من المناطق الريفية مما يزيد معدلات البطالة في المدن.
وقال كارلوس دوران الذي يمتلك مزارع في اسبانيا والبرتغال هذا العام كارثة... لم نر قط مثل هذا الجفاف.
وتراجعت محاصيل الحبوب بالدول الثلاث الى النصف أو أقل من ذلك.
ويتوقع المزارعون الاسبان حدوث خسائر اقتصادية ضخمة وحتى مربي النحل تأثروا بسبب نقص الازهار اللازمة لاطعام اسراب النحل. ويقول المزارعون البرتغاليون ان اسعار التبن تضاعفت.
وانتشرت حرائق الغابات في اسبانيا والبرتغال حيث تظهر الارقام الرسمية ان 68 % من مساحة البلاد تعاني من جفاف شديد.
وقالت متحدثة باسم وزارة البيئة في اسبانيا قد يندلع مزيد من الحرائق (اكثر من المعتاد) ... الحرائق بدأت مبكرا هذا العام.
وشهدت اسبانيا خلال العام الحالي حتى الان حرائق تزيد بنسبة 51 % عن نفس الفترة من العام الماضي بينما يزيد عدد الحرائق في البرتغال عن ضعفي متوسط الحرائق في فترة السنوات الخمس الماضية.
ويشمل ذلك عام 2003 عندما احترق نحو 10 % من غابات البرتغال في موجة حر مدمرة.
وقال معهد المياه البرتغالي ان عربات صهاريج المياه تزود 16 مدينة برتغالية بحاجتها من المياه بينما قالت شركة ايبردرولا احدى أكبر الشركات الاسبانية ان انتاجها من الكهرباء المولدة من الطاقة المائية انخفض بنسبة 57 % في الربع الاول من العام.
ودفعت موجة الجفاف التي اقترنت بارتفاع اسعار النفط المغرب الى خفض نسبة النمو المتوقع للعام الحالي الى 1.5 % من 3.5 %.
وفي اسبانيا حيث لا تتجاوز موارد المياه نحو 57 % من الكميات المعتادة لم تكن الصورة سيئة الى هذا الحد ولكن وزير الدولة للاقتصاد ديفيد فيجارا قال الاسبوع الماضي ان هناك مخاطر من أن يؤدي الجفاف الى ارتفاع الاسعار.
وفي البرتغال يمكن أن تتعرض صناعة الورق للخطر بسبب حرائق الغابات. وتنفق الحكومتان الاسبانية والمغربية الملايين لمساعدة المزارعين. وتقدم اسبانيا 750 مليون يورو (916.3 مليون دولار) في صورة قروض مدعومة بينما ينفق المغرب نحو 350 مليون دولار تشمل تخفيف اعباء ديون واعتمادات ائتمانية.
وطلبت اسبانيا من المفوضية الاوروبية في رسالة اطلعت عليها رويترز امدادها بنحو ثمانية ملايين طن من الحبوب من مخازن الاتحاد الاوروبي التي يوجد بها فائض حبوب من دول اوروبية أخرى. وقال مصدر كبير بوزارة الزراعة ان السلطات الاسبانية تتوقع ان تتلقى المفوضية الضوء الاخضر لنقل 500 الف طن بصورة مبدئية هذا الاسبوع.
وتثير عملية نقل كهذه جدلا لانها تتضمن غالبا اعانات نقل حكومية ولانها تقلل كمية الحبوب التي يمكن للموردين التقليديين بيعها.
وقالت متحدثة باسم هيئة مراقبة الطقس في البرتغال ان سبب الجفاف يعود الى تحرك كتلة هوائية مرتفعة الضغط شمالا فوق المحيط الاطلسي حالت دون سقوط أمطار الشتاء المعتادة.
ويعتقد خبراء في المغرب ان تكون هذه الموجة من الجفاف بداية دورة جديدة يمكن ان تضر بالمحاصيل خلال العامين القادمين.
ويقول انطونيو ميستر خبير الارصاد الجوية الاسباني ان الوقت ما زال مبكرا لنقول هذا ولكن هطول أمطار غزيرة سيكون مطلوبا في سبتمبر ايلول كتعويض عن الجفاف هذا العام.
القناة -السودان
21-6-2005