يعتبر أكل جونغ زي/ أحد الاطعمة التقليدية الصينية المشهورة الذي يُعمل على شكل مثلثات ويُعد بالارز اللزج ويُلفّ بأوراق نوع من النباتات البرية حتى أصبح تناوله احد التقاليد المتوارثة جيلا بعد جيل لدى أبناء الشعب الصيني الذين يحتفلون بأسلوب اعداد هذا الطعام وأكله بعيد الخامسين/ عيد سباق مراكب التنانين. ورغم أنه من التقاليد الصينية الاصيلة ولكن انتشاره في بعض دول ومناطق العالم جعله عادة تقليدية مماثلة أيضا .
يُعمل جونغ زي في فيتنام بشكلين: مستدير ومربع. ويُعد بالارز ويُوضع داخل أوراق شجرة الموز، ويعتقد الفيتناميون أن الشكل المستدير يمثل السماء والمربع يمثل الارض، وبعد أكل جونغ زي المعد على هذين الشكلين سيكون المحصول الزراعي وفيرا بفضل نعمة السماء والارض. والى جانب الارز يُوضع داخل جونغ زي الفيتنامي أيضا اللحم والفاصوليا الحمراء والبيض المملح والجمبري المقشور وحشوات أخرى، ويُؤكل عادة مع السكر .
يحب أبناء الشعب الميانماري أكل جونغ زي أيضا، ولكن ليس لذلك صلة مع الاحتفال بعيد الخامسين الصيني. ويُعمل جونغ زي في ميانمار بالارز أيضا ومع أنواع حشوات عديدة منها الموز ولحم نارجيل وغيرهما .
أما جونغ زي الكمبودي فهو يُعد بالازر أيضا، ولكنه لا يوضع داخل اوراق النباتات بل يوضع داخل كيس من القماش مع التمر والفاصوليا الحمراء وغيرهما من الحشوات الاخرى. ويُحضر بالبخار ثم يُؤكل بعد إخراجه من الكيس وتقطيعه الى عدة قطع .
من المعتاد أن يأكل ابناء الشعب التايلاندي جونغ زي مع حلول ذكرى احتفالهم بعيد رش الماء أو في موسم الامطار. وتتميز معظم انواع جونغ زي التايلاندي بالطعم الحلو، ويُعمل عادة بالارز مع لحم نارجيل والفاصوليا السوداء والبطاطا الحلوى، ويُطبخ بعد وضعه داخل أوراق شجرة الموز، ولذلك يصبح لونه بعد تحضيره أخضر وطعمه لذيذ .
يُعد جونغ زي الياباني بطحين الارز، ويختلف شكله عن جونغ زي الصيني إذ يُعمل على شكل المطرقة ويوضع أيضا داخل أوراق احد النباتات البرية المحلية، ويُؤكل عادة في اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم المحلي .
أما جونغ زي الكوري فشكله يشبه عجلة العربة، لذلك يطلق الكوريون عليه إسم خبز العجلة. ويُعد بالارز المخلوط بأوراق نوع من النباتات يُعرف باسم الشيح. ويتميز بشكله الفريد وطعمه اللذيذ .
يأكل أبناء شعب المكسيك في أمريكا الشمالية جونغ زي أيضا، ويطلقون على هذا الطعام إسم " دامار". ويعملونه باستخدام طحين الذرة وشرائح لحم الغنم والدجاج والمطاطا والفلقل ويوضعونه داخل أوراق قصب الذرة ليطبخوه في الماء المغلي، ويأكلونه مع حلول عيد جونغ زي الذي يصادف مع موسم الحصاد المحلي .
يأكل أبناء شعب بيرو في أمريكا الجنوبية جونغ زي أيضا، ولكن ذلك يكون عادة مع حلول عيد الميلاد حيث يجلس جميع أفراد العائلة حول المائدة ويأكلون هذا الطعام ويتبادلون التحيات والاحاديث. ووفقا للعادة التقليدية المحلية تعود النساء المتزوجات في هذا اليوم الى بيوت أمهاتهن لزيارة أفراد عوائلهن وليأكلن جونغ زي معهم سويا .
أكبر جونغ زي وأصغره: ذكرت وسائل الاعلام في هونغ كونغ أن تسعة مسنين من مواطني هونغ كونغ عملوا جونغ زي كبيرا بلغ وزنه ستة وثلاثين كيلوغراما وقد أكله مائتان وخمسون فردا. وفي عيد الخامسين الصيني عام 1989 عمل آهالي محافظة تشانغ هوا بجزيرة تايوان الصينية أكبر جونغ زي في العالم بلغ وزنه ثلاثمائة وخمسين كيلوغراما. أما أصغر هذا الطعام فيعمله بعض مطاعم مدينة شانغهاي باعتباره نوعا من الحلويات وبحجم اصبع الانسان، ويكفي لاعداد أربع قطع من جونغ زي الصغير استهلاك خمسين غراما من الارز فقط، ورغم صغره ولكن شكله دقيق ورائع يشبه تحفة فنية جميلة .