خلال السنوات الاخيرة ، شهدت اسواق السيارات الصينية تطورا سريعا حيث دخلت منتجات بعض مؤسسات السيارات المشهورة فى العالم مثل مجموعة فلوكسواغن الالمانية ومجموعة فورد الامريكية اسواق الصين . وفى ظل تنافس شديد ، هناك صاحب مؤسسة شاب يقود شركته ونجح فى انتاج السيارات حتى اصبحت منتجاته مشهورة فى الصين خلال ثمانى سنوات وتباع فى ثلاثين دولة ومنطقة فى العالم . وهذا الرجل هو مدير عام وصاحب شركة" تشى رى " للسيارات السيد يى تونغ يواه.
تخرج يى تونغ يواه من الجامعة عام 1984 وبدأ يعمل مباشرة فى الشركة الاولى للسيارات فى الصين – احد مؤسسات السيارات الكبيرة الحجم فى الصين. وفى عام 1995، ترك يى تونغ يواه الشركة الاولى للسيارات فى الوقت الذى انشئت فيه شركة مشتركة الاستثمار بين شركته وشركة فلوكسوانغن الالمانية للسيارات وعاد الى موطنه ---مقاطعة آنهوى وبدأ تاسيس مؤسسة خاصة تنتج السيارات اعتمادا على فرقة مكونة من ثماني اشخاص فقط. ووصف السيد يى تونغ يواه انشاء مؤسسة سيارات بانه مثل تسلق قمة جبل الهمالايا –القمة الاعلى فى العالم مشيرا الى ان الاستثمارات المشتركة مع المؤسسات الاجنبية شانه شان تسلق جبل من منحدر جنوبى بسيط ، اما ابداع السيارات المشهورة فى الصين فشانه شأن التسلق من منحدر شمالى شديد. اذ قال:
" اعتقد ان التسلق من المنحدر الجنوبى البسيط الى قمة الجبل هو من اجل غرس العلم الاجنبى ، اما التسلق من المنحدر الشمالى الشديد، فهو من اجل غرس العلم الصينى الاحمر".
وفى عام 1997، تأسست شركة المساهمة المحدودة "تشى رى" التى تتمتع باصول مسجلة قيمتها مائة وسبعين مليون يوان صينى بصورة رسمية . وفى ديسمبر عام 1999، طرحت شركته اول مجموعة من سيارة " فونغ يون" ---علامة مشهورة لسيارة تشى ري فى الاسواق . رغم ان خصائص ووظائف هذا النوع من السيارات مماثلة لانواع العديد من السيارات فى الاسواق الصينية ، ولكن اسعارها منخفضة بنسبة 30% تقريبا، مما لقى اقبالا لدى المستهليكين. وفى عام 2004، بلغ حجم الانتاج من سيارات " تشى رى " حوالى تسعين الف سيارة ، واصبحت احد ى مؤسسات السيارات الصينية الاقوى العشر . ومن اجل امتلاك التكنولوجيا الرئيسية للابداع ، اهتمت شركة " تشى رى " بجذب الاكفاء الممتازين . وقال السيد يى تونغ يواه :
" ان الاكفاء المتخصصين فى السيارات ما زالوا نادرين ، لذلك نبذل كل ما فى وسعنا لجذب الاكفاء المتخصصين فى هذا المجال الى شركتنا. "
وقال مدير معهد البحوث لسيارات " تشى رى " الدكتور شيو مين ان الابداع فى انتاج السيارات يعتبر عملا شاقا وقد مرت شركة " تشى رى " بمراحل صعبة من بداية تاسيسها حتى تحقيق نجاحها. اذ قال " كنا نواجه صعوبات كبيرة فى البداية . لذلك حاولنا استخدام اساليب متنوعة لاقناع شركات التكنولوجيا المشهورة فى العالم على تعاون معنا . وبعد فترة قصيرة ، وجدت هذه الشركات ان قدرتنا تنمو بسرعة بالغة . "
والان قد حققت شركة " تشى رى " انجازات بارزة فى مجال بحوث وانتاج محركات السيارات بعد جهود دؤوبة خلال السنوات الماضية ، وتم ابداع تكنولوجيا متقدمة فى بحوث وتجربة وانتاج محركات السيارات حتى بلوغ المستوى العالمى المتطور.
وفى عام 2001، رأى تاجر سورى سيارة " تشى رى " فى شوارع مدينة بكين ، و اصبح وكيلا لبيع سيارات " تشى رى " فى سوريا . وبعد اربع سنوات ، بلغ عدد المحلات التجارية الخاصة ببيع سيارات " تشى رى " اثنين وعشرين محلا، وتجاوز حجم المبيعات خمسة الاف سيارة . وقال السيد مروان صاحب سيارة " تشى رى " لمراسل اذاعتنا:
" ان محركات سيارة " تشى رى " قوية وتستهلك قليلا من البنزن اضافة الى ان الضمان والاصلاح مجانا ومن السهل شراء قطع غيار ايضا. "
وجدير بالذكر ان سيارات " تشى رى" دخلت الاسواق المصرية بنجاح بعد دخولها الى الاسواق السورية . وفى عام 2003، انشأت شركة " تشى رى " مصنعا لها فى ايران. وحتى الان ، وقعت شركة " تشى رى " عقودا لتصدير السيارات مع اكثر من ثلاثين دولة ومنطقة ، مما يشكل 80% من اجمالى السيارات المصدرة الى الخارج .
وبعد نجاحه فى فتح اسواق الشرق الاوسط وجنوب آسيا وافريقيا ، وجه السيد يى تونغ يواه انظاره الى الولايات المتحدة –اكبر دولة مستهلكة للسيارات وفى نهاية عام 2004، وقعت شركة " تشى رى " اتفاقية تعاون مع شركة السيارات الامريكية " فيشننارى " لادخال خمسة طرز جديدة من السيارات الى الاسواق الامريكية عام 2006 . وقال السيد يى تونغ يواه ان هدف شركته هو بيع مائتين وخمسين الف سيارة فى الولايات المتحدة سنويا ابتداء من عام 2007 حتى بلوغ قيمة المبيعات السنوية ملياري دولار امريكى . مشيرا الى انه تحدوه ثقة بان شركته قادرة على الحفاظ على زخم نمومستقر.