ولد تسوي تي تشنغ عام 1942، وعشق الرسم منذ صغره حيث تعلم الرسم الصيني التقليدي من الرسامين الكبيرين شيو لين لو وقوه تشوان تشانغ، وفاز بجوائز عديدة في معارض الرسوم الضخمة داخل الصين وخارجها. يقتني مجلس الدولة بعض أعماله الفنية. وخلال سنوات من الاستطلاع والتجريب الجريء، أسس فن "رسوم مناظر مدينة بكين القديمة"، ولقب ب"أول رسام لمناظر مدينة بكين القديمة".
ولد وترعرع تسوي تي تشنغ في بكين، وهو من أبناء قومية مان. وكان جدّه مصمما للمباني القديمة، وتأثر تسوي بذلك وبدأ يشغف بالرسم منذ الثامنة أو التاسعة من عمره. وفي مدرسته الإبتدائية لم يتقن تسوي مواد الأدب والرياضيات والعلوم الطبيعية والجغرافيا، بل أتقن مادة فن الرسم حيث برز من تلاميذ المدرسة كلهم في هذا الصدد. وفي عام 1960 بدأ دراسة فنون الرسم الغربي في معهد الفنون التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني. وفي عام 1964 تخرج من المعهد وعمل في دائرة الإعلام في مدينة باو دينغ، وعاد الى بكين عام 1968.
وفي عام 1983، بدأ تسوي تي تشنغ التفكير بجدّ في مسيرته الإبداعية. وقال، في مجال الرسم التقليدي الصيني كثير من المواضيع مثل المناظر الطبيعية والحيوانات وغيرها، غير أن مناظر مدينة بكين القديمة مثل الدار الرباعية الصينية التقليدية ينقصها الاهتمام من قبل وسط فن الرسم. ولذلك، خطر على بال تسوي أن يجسد هذه المناظر الجميلة عن طريق الرسوم، حتى تتعرف الأجيال القادمة على حياة هذه المدينة القديمة في الماضي ، وعلى التراث الثقافي الثمين الذي خلفه الأجداد. ووفي نفس الوقت، أراد تسوي تجسيد الحضارة والثقافة العريقة في بكين بوسيلته المميزة، وإبداع أسلوب جديد خاص به.
ورغم أن مسيرة الإبداع لم تكن سهلة حيث جرّب تسوي فن الرسم التقليدي الصيني القوي التعبير عن روح المناظر، لكنه ضعيف في التعبير عن التفاصيل. فجرب فن الرسم الصيني الدقيق القوى في التفاصيل، ولكن تنقصه المرونة وروح المناظر والجو الثقافي. وفيما بعد جرب فن الرسم الغربي، وأكمل الرسم بسهولة غير أنه فقد جوهر المناظر الذي سعى اليه منذ البداية.
وبعد مرات من الفشل، شعر تسوي تي تشنغ بالأسف والخيبة. لكنه لم يترك جهوده في هذا الصدد وقرّر أن يعيش في عزلة لكي يركز على الرسم. وفي عام 1985 ، انتقل تسوي الى دار قديمة بالية على الجبل العطري بضاحية بكين، وبدأ حياة عزلة لإحدى عشرة سنة.
وخلال فترة العزلة دائما ما كان يذهب تسوي الى سوق التحف القديمة للبحث عن المراجع لمناظر حياة سكان بكين القديمة ليحصل على إلهام.
وذات مرة وجد تسوي في السوق مجموعة من الصور القديمة التي أخذها شخص فرنسي في بكين عام 1909، وتأثر تسوي بها كثيرا. وبدأ اقتباس مهارات وفنون الرسم الغربية مثل الرسم المنظوري والهيكل التركيبي في رسم المباني التقليدية الصينية، واستخدم المهارات وفنون الرسم الصينية القديمة في رسم مناظر حياة بكين القديمة. وهكذا، وجد أخيرا تسوي تي تشنغ طريقا خاصا لإبداعه بعد بحث وتجريب لوقت طويل.
ومزج تسوي المهارات وفنون الرسم الصينية والغربية بطريقة دقيقة، ورسم لوحات صغيرة، وشعر بأنه استطاع التعبير عن جوهر المناظر القديمة في بكين من خلال هذا الإبداع الفني الجديد. فيما بعد أرى أصدقاءه بعض اللوحات الكبيرة ووجد إشادة كبيرة منهم. وفي عام 1996 أنهى تسوي حياة العزلة وانتقل الى داخل المدينة مع زوجته.
وفي عام 1997، اشترك تسوي في معرض الفنون الصينية الدولي، وعرض لوحات رسوماته لمناظر بكين القديمة لأول مرة، والتي أعجبت المشاهدين بأسلوبها المميز والمزواج بين الفن الصيني والفن الغربي، وتلقت ثناءا ومدحا كثيرا.
وفي سبتمبر عام 2004 شارك تسوي في معرض الفنون الصينية الدولي مرة أخرى وبعد ذلك أخبر المراسلين إنه قد بدأ يرسم لوحات ضخمة ظل يفكر فيها منذ وقت طويل بعنوان "المناظر الثمانية في مدينة بكين القديمة". فلم يقتنع تسوي تي تشنغ بنجاحه الحاضر بل واصل التجريب والعمل والسعى الى الفن باستمرار، حيث قال:"يبقى أمل دائما ما دمنا لا نتركه."