الدولار يمضي أسبوعاً جيداً مع توقعات رفع الفائدة الأمريكية
أكد التقرير الأسبوعي لبنك "اتش اس بي سي" ان الدولار الذي شهد طوال السنتين الأخيرتين تقريباً حالة من الركود بسبب القلق حول العجز المزدوج للولايات المتحدة، عجز الموازنة وعجز الحساب الجاري، كان هو الرابح الاساسي في الاسبوع الماضي مع عودة التركيز على توقعات ارتفاع اسعار الفائدة مرة أخرى، حيث ساعد ذلك على ان يسجل الدولار ارتفاعا غير متوقع. كذلك ألقت المخاوف بشأن تماسك اوروبا سياسياً واقتصادياً بظلالها الكثيفة على اليورو في الاسابيع الاخيرة. فالدعوات التي تنادي بتخفيض اسعار الفائدة في منطقة اليورو تأتي على طرفي نقيض من ارتفاع الاسعار في الولايات المتحدة، وهو عامل يدعم مكاسب الدولار ويترك اثرا مضاعفا في الاتجاه السلبي لليورو، وتالياً نص التقرير:
اليورو
شهد اليورو تراجعاً في مطلع الاسبوع بعد فشل قمة الاتحاد الأوروبي والخلافات السياسية العميقة بين الاعضاء الرئيسيين في الاتحاد. وواصل اليورو خسائره عندما اشارت تقارير الى ان المسؤولين عن صنع السياسة في البنك المركزي الأوروبي قد يبدأون في التفكير في تخفيض اسعار الفائدة اذا لم تظهر بيانات منطقة اليورو اي مؤشرات لتحسن الاقتصاد. ومما زاد النار اشتعالاً تزايد الضغط السياسي على البنك المركزي الاوروبي بعد قرار رئيس بنك ريكسبنك السويدي بخفض اسعار الفائدة الاساسية لديه بمقدار 50 نقطة اساسية لتهبط الى معدل تاريخي مقداره 1،5 في المائة، وذلك لتحفيز النمو الاقتصادي. وقد اثارت الخطوة التي اتخذها ريكسبنك المخاوف بشأن التوقعات في منطقة اليورو ومعدلات اسعار الفائدة لدى البنك المركزي الاوروبي وامتد تأثيرها ليشمل اليورو حيث هبط بمقدار سنت تقريبا من ادنى معدل له مقابل الدولار خلال تسعة أشهر. وفي وقت لاحق واجه الدولار شيئاً من الضغط عندما بدأ بعض المشاركين في اسواق العملات في اعادة النظر في امكانية قيام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض اسعار الفائدة في وقت وشيك، لا سيما وان المزيد من المسؤولين قللوا من اهمية هذا السيناريو. كذلك كان للشائعات التي سرت في السوق بأن الصين قد تقدمت خطوة اضافية نحو إعادة تقييم عملتها تأثيرها في هبوط الدولار.
ومع مرور أيام الاسبوع شهدت العملة الموحدة مزيدا من الهبوط مرة أخرى مع استمرار المضاربين في السوق التفكير في امكانية انخفاض اسعار الفائدة في منطقة اليورو بعد صدور تقرير سلبي من بنك انجلترا. فقد ادى صدور محضر اجتماع بنك انجلترا الى زيادة التكهنات بأن اسعار الفائدة في اوروبا تتجه نحو الهبوط وزاد ذلك من الضغط على البنك المركزي الاوروبي لخفض الاسعار لتحفيز الطلب المحلي.
وفي نهاية الأسبوع استفاد الدولار مبدئياً من ضعف اليورو وارتفع الى اعلى مستوى له خلال عشرة أشهر. غير ان الدولار تأثر سلباً بالبيانات الأمريكية المخيبة للآمال بشأن طلبيات السلع المعمرة الامريكية التي ارتفعت بنسبة 5،5 في المائة في مايو/ ايار مدعومة بالطلب على الطائرات، ولكنها هبطت بنسبة 0،2 في المائة باستثناء قطاع النقل، وهو ثالث هبوط خلال الاشهر الاربعة الاخيرة.
ومن المتوقع ان يشهد الدولار مزيدا من المكاسب على مدى الايام القليلة المقبلة بسبب التوقعات بقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع اسعار الفائدة مرة أخرى هذا الاسبوع، بالاضافة الى توقعات صدور أنباء ايجابية نسبياً على الصعيد الاقتصادي.
تراوحت اسعار التعامل هذا الاسبوع ما بين 1،1984 و1،2239 دولار (4،4020 4،4956 درهم).
ومن المتوقع ان تتراوح الاسعار هذا الاسبوع ما بين 1،1900 و1،2250 دولار (4،3711 4،4996 درهم).
الين
حافظ الدولار على معدله المرتفع مقابل الين الياباني في مطلع الاسبوع بناء على توقعات بارتفاع اسعار الفائدة الامريكية مرة أخرى. ولكن نوبة من البيع لتحقيق الارباح وسط تجدد التوقعات بأن الصين ربما تقوم في وقت قريب بتخفيف القيود على عملتها ادت الى هبوط الدولار بعد كسر الحواجز الفنية الاساسية. وقد صعد وزير المالية الياباني، ساداكازو تانيجاكي، من لهجته المطالبة بأن تقوم الصين بفك ارتباط اليوان عن الدولار، ورشح المتعاملون الين للاستفادة بسهولة من اي ارتفاع لليوان.
ومع مرور ايام الاسبوع استعاد الدولار بعض خسائره السابقة مقابل الين بعد ان هدأت التوقعات باحتمال اتخاذ اجراء وشيك بإعادة تقييم اليوان عقب قيام رئيس بنك الصين بالتلميح الى ان الصين ليست في عجلة من امرها بشأن إعادة تقييم عملتها. اضافة الى ذلك، تأثر الين الياباني بالبيانات التي اظهرت ان اليابان سجلت فائضاً تجارياً مقداره 297 مليار ين فقط في مايو/ايار، وهو يقل كثيرا عن التوقعات الاجماعية بوصول الفائض الى 521 مليار ين.
ومع اقتراب الاسبوع من نهايته ارتفع الين مقابل الدولار مدعوما بتحسن ثقة قطاع الاعمال في اليابان، ولكن الدولار حافظ على اتجاهه التصاعدي مدعوما بالمخاوف من استمرار ارتفاع اسعار النفط.
وعلى صعيد آخر، أسفرت الشهادات التي ادلى بها وزير الخزانة الأمريكي، جون سنو، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، آلن جرينسبان امام احدى لجان الكونجرس حول العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، والتي كانت الاسواق تترقبها بشغف، اسفرت عن نتائج اقل كثيرا مما كان يتوقعه العديد من الناس حيث دار حديث الرجلين عن موضوعات معروفة عن الصين.
تراوحت اسعار التعامل في الاسبوع الماضي ما بين 108،13 و109،60 ين (0،033970 0،033514 درهم).
ومن المتوقع ان تتراوح الاسعار هذا الاسبوع ما بين 107،00 110،00 (0،033393 0،034329 درهم).
الجنيه الاسترليني
ركزت الاسواق اهتمامها في الاسبوع الماضي على مجموعة كبيرة من البيانات، بالاضافة الى محضر الاجتماع الاخير لبنك انجلترا والخاص ببحث السياسة النقدية، للوقوف على اية مؤشرات حول التوجهات المستقبلية لأسعار الفائدة. وقد بدأ الجنيه الاسبوع وهو في وضع ضعيف مقابل الدولار حيث تحددت تحركاته الى حد كبير بوضع العملة الأوروبية الموحدة والتي هبطت بشدة بناء على توقعات بخفض اسعار الفائدة في منطقة اليورو.
كما واجه الاسترليني ضغوطاً مقابل الدولار بعد نشر محضر اجتماع بنك انجلترا الخاص بتحديد اسعار الفائدة الذي اظهر ان اثنين من اعضاء لجنة السياسة النقدية في البنك، بمن فيهما كبير الخبراء الاقتصاديين، صوتا لمصلحة تخفيض الاسعار. وقد اثارت هذه المفاجأة غير المتوقعة القلق من امكانية اضطرار الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة الى تخفيض اسعار الفائدة.
ومع اقتراب الاسبوع من نهايته تمكن الجنيه من الحصول على بعض الدعم مع فقدان الدولار لبعض مكاسبه السابقة في تعاملات حددت ملامحها العوامل الفنية قبل نهاية الاسبوع.
تراوحت اسعار التعامل في الاسبوع الماضي ما بين 1،8104 و1،8331 دولار (6،6499 6،7333 درهم).
ومن المتوقع ان تتراوح الاسعار هذا الاسبوع ما بين 1،8100 و1،8400 دولار (6،6485 6،75877 درهم).
الخليج-الامارات
27-6-2005