تتجه أسعار العقارات البريطانية إلى الانخفاض في الريف والأطراف والمناطق المفضلة من جانب المستثمرين العرب, بينما تتحرك في اتجاه عكسي في منطقة لندن الكبرى وذلك بحسب ما جاء في تقرير نشرته مجلة "يور مورجيج" المتخصصة في شؤون الدين العقاري.
وقالت جريدة "القبس" الكويتية التي نشرت ملخصا للتقرير اوم الأحد 26/6/2005 إنه مع اقتراب الاقتصاد البريطاني من "نقطة التشبع" وارتفاع نسبة الخارجين من سوق العمل، خصوصا في حي المال, يُتوقع أن تتراجع أسعار العقار في المناطق البريطانية المختلفة (الريف والأطراف) بنسبة تصل إلى 12 % على مدى السنوات الخمس المقبلة مقابل ارتفاعها بنسبة 13 % في منطقة لندن الكبرى حتى سنة 2009.
وتوقع التقرير أن تتدهور الأسعار في "تونبريدج" و"مولينغ" في منطقة "كنت" التي يحبذها المستثمرون العرب الراغبين في مناطق ريفية بعيدة عن ضوضاء المدينة وحيث بالامكان العثور على قصور فاخرة تاريخية, وأن تشهد "شيلتيرن" و"باكينغهامشير" تصحيحا سعريا بنسبة 9.4% بينما ستتعرض العقارات في مناطق "داكورن" (هيرتفودشاير) وكوربي (نورثهامبشاير) الى تراجع تصل نسبته إلى 7.3%.
واستبعد التقرير الذي اعتمد على بيانات مستقاة من السجلات العقارية ومن المصارف المتخصصة في مجال القروض العقارية، أن تشهد سوق العقار انهياراً شبيهاً بما جرى في التسعينات، لكنه ذكر أن الأسعار ستتدهور حتى سنة 2007 قبل ان يبدأ العقار باسترداد بعض خسائره ويعود إلى الايجابية اعتبارا من عام 2008, مشيرا إلى أن ارتفاع سعر صرف الجنيه الاسترليني وانعكاسات أسعار النفط العالية على حركة الصناعة البريطانية وعلى حركة السفر ساعدا في جمود العمليات العقارية.
وتواجه السوق العقارية البريطانية تهديداً آخر يتمثل في ما يُقال عن اتجاه وزارة الخزانة البريطانية إلى الايعاز للمجالس البلدية بفرض ضريبة البلديات وفقا لقيمة العقار، مما يؤهلها لتحصيل مبالغ إضافية لتمويل عملياتها, بالإضافة إلى خشية المستثمرين العقاريين من أن تلجأ وزارة الخزانة إلى إلغاء بعض "السماح الضريبي" عن العقارات غير المسكونة مما قد يدفع أصحابها إلى تأجيرها بأسعار "مقبولة" بدلا من تحمل أعباء إضافية غير ضرورية.
وكانت السوق العقارية شهدت ركودا في العمليات الاستثمارية منذ مطلع العام الجاري نتيجة الاستعداد للانتخابات العامة ومع حسمها انعكست أزمة دستور الاتحاد الأوروبي التي بدأت برفض الفرنسيين له, ثم تأجيل الاستفتاء البريطاني سلبا أيضا بسبب الغموض المحيط بمستقبل أوروبا التي تعاني اقتصاداتها ركودا ينعكس على استثمارات كانت تتدفق منها على الأسواق البريطانية.
العربية نت-دبي
27-6-2005