إعداد: بسام عبد الله عثمان
مما لاشك فيه أن إدمان المخدرات هو مأساة من مآسي هذا العصر الكثيرة لكنها الأكثر تأثيرا على حياة الانسان، لذلك أدرك العالم خطورة هذه المأساة فجعل يوم 26 حزيران من كل عام مناسبة للحديث عن مخاطر المخدرات وضررها على الانسان والمجتمع معا، فكان اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، حيث تبين المنظمات والهيئات الدولية خطر هذه الآفة التي بدأت تزداد حصيلتها في حياة الانسان، وهو الذي يستخرجها تارة من النباتات ويخلقها تارة من الكيماويات كعقاقير الهلوسة، وهي مهما اطلقوا عليها من اسماء باهرة كأدوية السعادة وغيرها ليست إلا شاهد إثبات على إفلاس الانسانية وما تعانيه من ملل وضياع.
فالإدمان هو العبودية لعقار معين أو لعادة ما، ومعناه الاعتماد المستمر على تأثير المخدرات أو العقارات المخدرة مع حاجة المدمنين المتزايدة الى تعاطي المزيد من الجرعات بصفة دائمة للحصول على التأثير التخديري والسمي المطلوب نفسه نظراً لتعود الجسم على تعاطي المخدر وزيادة قدرته على احتماله يصاحب حالة الإدمان حالة من عدم الراحة الفسيولوجية والسيكولوجية عندما يتم سحب العقار من متناول يد المدمن.
ويشتق لفظ المخدرات من الخدر وهو الفتور والاسترخاء. والمخدرات إما طبيعية أو مصنعة يعتمد عليها الجسم أو يدمنها صاحبها سيكولوجيا ومن ثم يلح في طلبها، وتشمل المخدرات: الأفيون ومشتقاته والحشيش والكوكايين والهيرويين والمورفين والعقاقير الاخرى المنشطة والمهدئة والمنومة.
ويعتبر الحشيش والأفيون هما المخدران الاكثر انتشارا وشيوعا، وهذان المخدران يستخدمان في التعاطي بصورتهما الخام ما يسهل انتشارهما وتعاطيهما لأغراض الكيف وبعيدا عن الاغراض الطبية.
إن تعاطي المخدرات ظاهرة نفسية اجتماعية مرضية تدفع إليها عوامل عديدة بعضها يتعلق بالفرد وبعضها الآخر بأسرة الفرد وبعضها الآخر يتعلق بالبناء العام للمجتمع وظروفه وأوضاعه.
ولتعاطي المخدرات آثار بدنية ونفسية وعقلية كثيرة على الإنسان، أما أبرز السمات الدائمة التي تصف شخصية المدمن فهي:
1 ـ الخمول والركود وبطء التفكير وفقدان المبادأة.
2 ـ الإهمال وعدم الاكتراث بمشاعر الآخرين وعدم القدرة على مراعاة المصالح العامة ولا مصالحه الخاصة .
3 ـ العزلة الاجتماعية وعدم الاختلاط والاكتئاب .
4 ـ تدهور في جميع القدرات الذهنية والعقلية.
وغالباً ما تصاحب ظاهرة المخدرات ظواهر مرضية خطيرة أهمها: الإجرام والسرقة والعصابات المنظمة.
وتبين الإحصائيات أن 65 % من مدمني المخدرات هم من ذوي الدخل المرتفع وأن عدد الذكور المدمنين يفوق عدد الإناث ،وهذا يدل على ضرورة متابعة الشباب وعدم إعفائهم من المسؤولية، فالمراقبة ضرورية وعلى الأهل التأكد من عدم تكرار صداقات سريعة في وقت قصير جداً وإبعادهم عن صحبة السوء.
أخيراً كيف نتعامل مع المتعاطي؟
يجب علينا أن نأخذ بيد المدمن ونساعده على التخلص من الداء وننظر إليه على أن مرضه نفسي قبل أن يكون عضويا والعلاج النفسي يبدأ بأن نجد الطريقة التي نصل بها إليه أو نساعده على الوصول إليها ونشجعه أن يثق بنا ولا يخشانا، وأن نقنعه بأهمية العلاج، ولابد من أن يكون العلاج تحت الإشراف الطبي لاحتمال ظهور بعض الأعراض الأخرى التي سيحس بها المدمن كالإسهال والضعف العام والتنميل في الأطراف.
وهكذا نجد أن المخدرات أصبحت منتشرة بين كل الأعمار وبين أبناء الطبقات الراقية، ولم تعد أخطار المخدرات قاصرة على أبناء الطبقات الدنيا من المجتمع وإزاء ذلك
لابد من تغيير نظرة المجتمع والقانون للمتعاطي من كونه مجرماً إلى كونه مريضاً يحتاج إلى العلاج أكثر من احتياجه إلى العقاب .
تشرين-سوريا
27-6-2005