يتميز شارع نيوجيه بجنوب بكين بخصائصها الاسلامية من حيث المباني والأطعمة حيث يعيش أكثر من عشرة آلاف مسلم من قومية هوي المسلمة.

يتميز شارع نيوجيه بالمباني ذات الخصائص الاسلامية. قالت السيدة تسيان يان يي التي تعيش هنا إن شارع نيوجيه كان شارعا ضيقا تنتشر علي جانبيه البيوت البسيطة. وثم إن الظروف السكنية كانت في شارع نيوجيه سيئة جدا.

ومنذ عام 1997 بدأت بلدية بكين خطة لتحسين الظروف المعيشية في نيوجيه. وبعد عدة سنوات ظهرت المنطقة السكنية الجميلة الجديدة ذات الخصائص الاسلامية حول ذلك قالت تسيان يان يي:

"انتقل سكان نيوجيه إلى عمارات جديدة بفضل تنفيذ هذه الخطة بينما يبلغ عرض شارع نيوجيه الآن 40 مترا. وعلى جانبي الشارع تتعدد المتاجر والمطاعم الاسلامية إضافة إلى مدرسة قومية هوي الابتدائية ومدرسة قومية هوي الثناوية ومستشفي قومية هوي ودار المسنين التي يمكنها استيعاب 400 من كبار السن. يقدم شارع نيوجيه ظروفا سهلة ومريحة لموطني قومية هوي المسلمة من حيث الثقافة والطب والحياة."

ويوجد في شارع نيوجيه مسجد نيوجيه المشهور. ويعود تاريخ بناء مسجد نيوجيه إلى ما قبل أكثر من 1000 سنة وهو أقدم وأكبر المساجد في بكين. وبعد استمرار التوسعات والترميمات أصبح مسجد نيوجيه أحد المواقع الدينية الرئيسية في شمال الصين.

يحتل عدد سكان قومية هوي خمس اجمالي عدد سكان منطقة نيوجيه. ويدين معظم سكان قومية هوي الاسلام ويحبون العيش بجانب المسجد. وما زال المسلمون الذين يعيشون في نيوجيه محافظين على العادات والتقاليد الاسلامية وهنا العديد من المسلمين يؤدون الصلاة في المسجد كل يوم. وحول ذلك قال إن قو فانغ إمام مسجد نيوجيه:

"تقام الخمس صلوات في مسجد نيوجيه كل يوم حيث يبلغ عدد المسلمين الذين يؤدون الصلاة كل يوم ما بين 100 و150 مسلما. ويصل عدد المسلمين الذين يؤدون صلاة الجمعة ما بين 500 و800 مسلم. أما في عيد الفطر فيبلغ عدد المسلمين الذين يصلون في المسجد أكثر من 2000 مسلم."

وأشار إن ثو فانغ إلى أن السيد تشانغ ليان تسه المسؤول من قومية هوي بالمنطقة السكنية يزور المسجد كل اسبوع حيث يتحدث مع المسلمين المؤدين للصلاة ويستمع إلى أرائهم في الظروف السكنية والصعوبات التي تواجههم في الحياة. وهنا يقوم دائما بتقديم هذه الأراء والمشاكل إلى الحكومة لحلها في أسرع وقت ممكن.

يتعين على المسلمين الاستحمام قبل اداء كل صلاة الأمر الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه. ومن أجل التسهيل على المسلمين في منطقة نيوجيه في استخدام المياه بادر مسؤولو المنطقة السكنية بالاتصال بالهيئات المعنية في بلدية بكين لضمان الموارد المائية لمسجد نيوجيه. حول ذلك قال المسؤول تشانغ ليان تسه:

"دائما ما يقدم مكتب المحافظون على استهلاك المياه التابع لهيئة المياه والشرب تسهيلات للمسلمين من حيث كم المياه وسعرها الأمر الذي يعكس احترام الحكومة للأقليات القومية وخاصة المسلمين."

التحق 54 طالبا من منطقة نيوجيه بالجامعات السنة الماضية الأمر الذي أثار اهتمام المسلم تشيان ده تساي الذي بدأ الحياة في نيوجيه منذ الصغر. ها هو يقول:

"كان هناك قليل من الجامعيين في منطقة نيوجيه. والآن التحق عدة طلات في عمارتي بالجامعات هذا العام، ومنهم الذين التحقوا بجامعتي بكين وتشينغهوا المشهورتين."

إضافة إلى ذلك أصبح اعداد الكوادر الشبابية عملا مهما لمنطقة نيوجيه السكنية. فقد استقبلت منطقة نيوجيه السكنية بعض الخريجين من الاقليات القومية للعمل فيها. هؤلاء الخريجون لا يدرسون المعلومات القومية والدينية فحسب بل دائما ما يزورون بيوت سكان المنطقة.

ومنذ فترة قصيرة بدأ الشاب تشاو شي مين من شمال غربي الصين عمله في منطقة نيوجيه السكنية وها هو يتحدث عن عمله فيقول:

"مسقط رأسي منطقة مكتظة بقومية هوي المسلمة. لذلك ظللت آمل في الاسهام في التضامن القومي. وأشعر في منطقة نيوجيه بالعلاقات الودية بين قوميتي هوي وهان. كما تتيح المنطقة السكنية فرصا كثيرة للشباب."

وفي الحقيقة فإنه في منطقة نيوجيه السكنية لا توجد قومية هوي فحسب بل توجد قومية هان وقومية مان وغيرهما. وعلى الرغم من وجود الأديان والعادات المختلفة إلا أنهم يتفهمون ويحترمون بعضهم البعض حيث ظل سكان مختلف القوميات يعيشون في هدوء ويحافظون على الظروف الجيدة والمستقرة.