ان هنالك مغذيات أساسية نحتاج إلى توفيرها لأجسامنا ويتم ذلك من خلال الغذاء المتناول ان هذه المغذيات هي الليبدات «الدهون» وكذلك البروتينات أما الثالث فهو الكاربوهيدرات ويقول عنها د. تيم جاغر من منظور تمثيل السعرات الحرارية: لا يوجد شيء اسمه كاربوهيدرات أساسية مما يعني ان الجسم يمكن ان يستغني عنها. ولكن جميع خلايا الجسم التي عددها مائة تريليون خلية مبرمجة وراثياً لتصل إلى الصحة المثلى إذا توفرت لها السكريات العديدة الخاصة الثمانية (المغذيات الجلايكونية Glyconutrients). ولذلك عندما نتحدث عن الكاربوهيدرات الضرورية فإننا نشير إلى تلك الضرورية للوصول للصحة المثلى وخلق أوامر خلوية (تتعلق بالخلايا) للتواصل بين الخلايا وليس للاحتياجات التي تتعلق بتمثيل السعرات الحرارية.
لقد ثبت ان المنتجات التي تحتوي على المغذيات الجلايكونية تزيد مستويات الجلوتاثيون (مضاد الأكسدة الأساسي) بما يزيد على 100? والمغذيات الجلايكونية تزيد من تركيز الجلوتاثيون داخل الخلية بمقدار 50? في التجارب التي أجريت على خلايا الكبد في فئران التجارب.
لقد اكتشف مؤخراً ان هناك ثمانية كربوهيدرات ضرورية للتواصل بين الخلايا. والمعلومات القديمة تنص على ان الكربوهيدرات يستفاد منها لإنتاج الطاقة فقط، أما اليوم فالأمر مختلف.
الخلايا لا تبدو مثل الرخام بل تبدو مثل سطح خشن عند رؤيتها من خلال ميكروسكوب اليكتروني. وكل ما يبدو على سطح الخلية هو المغذيات الجلايكونية. وبدون تواصل بين الخلايا تحدث الأمراض وربما الوفاة مثلما يحدث في الحروب عند انقطاع الاتصالات بين أجزاء الجيش الواحد.
والسكريات الضرورية الثماني هي: الجلوكوز، الجالاكتوز، المانوز، الاكسيلوز، الفوكوز (ليس الفركتوز) الإن - أسيت الجالاكتوزامين، الإن - أسيت الجلوكوزامين، الآن - أسيت النيورامينيك (حمض).
وهناك أكثر من 40 شركة أدوية عملاقة تنفق البلايين في البحث عن طرق لتصنيع تلك المغذيات الجلايكونية (السكريدات) ولم يتوصلوا إلى ذلك بعد. فمن أين يأتي الفرد بها؟ إنها ليست في الأطعمة التي نتناولها لأن الأطعمة قد تغيرت في الأربعين سنة الماضية أكثر مما تغيرت في الأربعين ألف سنة الماضية. أطعمة اليوم تحتوي على اثنين منها (الجلوكوز والجالاكتوز) على الرغم من الحرص على تناول الأطعمة العضوية. لذلك يجب الحصول على الباقي منها من خلال المكملات الغذائية. ويمكن ان يصنع الجسم الست كربوهيدرات الأخرى من الجلوكوز والجالاكتوز من خلال عمليات تحويلية مكثفة وتبادل للطاقة فمثلاً يلزم تحويل الجالاكتوز إلى فوكوز حدوث 38 تفاعلاً انزيمياً. وإذا كان الجسم يعاني من الاجهاد بسبب المرض أو تراكم السموم فيه من الهواء الذي يتنفسه أو الماء الذي يشربه أو الطعام الذي يتناوله فإن القدرة على تحقيق تلك التفاعلات لا تصل إلى الكفاءة القصوى. ولهذا، من المنطقي ان زيادة تلك الكربوهيدرات في خلايانا يجعل الخلايا أسرع وأفضل في التواصل بينها لتحقيق احتياجاتها. وحليب الأم يحتوي على خمسة من الثمانية مغذيات الجلايكونية التي يحتاجها الجسم. ومن خلال توفير تلك المغذيات للجسم في مختلف مراحل العمر فإننا نوفر للخلايا مزايا حليب الأم. ولأولئك المتشككين الذين يتساءلون ان كان هذا الكلام صحيحاً أم لا هناك توضيح بسيط. هناك في الشبكة العنكبوتية أكثر من 54000 بحث عن تمثيل الكربوهيدرات مما يدل على أهمية الموضوع. ونعيد القول ان كل خلية من المائة تريليون خلية تحتاج إلى المغذيات الجلايكونية التي تعمل كشفرة عالمية للجسم شبيهة بنظام تشغيل مايكروسوفت الذي يشغل الحواسيب في العالم.
إن المغذيات الجلايكونية ضرورة أولية لكل شخص، فالخريطة الوراثية التي اكتشفت عام 2000م تثبت ان هناك 2 مليون جزيئة معلوماتية يتم تبادلها من خلال الجينات، كما تم تقدير ان ال 2 مليون جزئية معلوماتية مضروبة بثمانية (عدد المغذيات الجلايكونية) مضروبة في أس ستة (عدد نقاط التواصل) يمكن تبادلها خلال الجلايكوم. وهذا الرقم يساوي 17 تريديسليون tredecillion جزئية معوماتية يمكن تبادلها خلال شفرة السكريات. إننا نتحدث هنا عن مثال للتحول الطبي الثوري الحديث، ان مسلمات الأمس الطبية هي مغالطات اليوم الطبية.
الرياص-السعودية
28-6-2005