أسهم الارتفاع القياسي في أسعار النفط في حدوث حالة من الازدهار الاقتصادي في منطقة الخليج فيما تستغل الحكومات العربية هذه العوائد في تنشيط السياحة والاعمار ومشروعات أخرى تنعش اقتصاديات المنطقة.
وشيدت مطارات جديدة وفنادق وبنيت حدائق هائلة وارتفعت أبراج سكنية على مساحات شاسعة من الاراضي كانت قبل فترة وجيزة صحراء جرداء أو على امتداد جزر ضخمة من صنع الانسان ستتحول إلى مدن صغيرة حال اكتمالها.
وتضاعفت العائدات بعد أن وصلت أسعار النفط لمستويات قياسية بعد أن كانت تدنت إلى أقل من عشرة دولارات للبرميل الواحد منذ خمسة أعوام لتصل إلى رقم قياسي بلغ نحو 60 دولارا للبرميل الواحد.
وللمرة الاولى في التاريخ تجاوز سعر النفط يوم الاثنين 59 دولارا للبرميل.
وفي العام الماضي جنت السعودية والكويت وقطر وعمان والبحرين والامارات العربية المتحدة 180 مليار دولار من مبيعات النفط بزيادة ثلاث مرات عما ربحته عام 1998 ويقول الخبراء إن العائدات قد تكون أكبر هذا العام.
وليس هناك أدل على حالة الانتعاش الاقتصادي مما تشهده قطر ودبي اللتين كانتا قبل عقود قليلة مضت صحراء قاحلة حولتها الثروة النفطية والاستثمارات الهائلة إلى مدن حديثة.
وتستثمر دبي وهي احدى الامارات السبع في دولة الامارات وتعتبر أكبر مقصد لتمضية العطلات في المنطقة يزورها خمسة ملايين شخص سنويا 30 مليار دولار لمضاعفة عدد السياح في غضون عشرة أعوام.
أما درة طموح الامارات فهي "دبي لاند" وهي حديقة شاسعة يبلغ حجم الاستثمارات بها خمسة ملايين دولار وهي ضعف مدينة ديزني لاند في ولاية فلوريدا الامريكية وتضم مناطق صناعية للتزلج ومدن ملاه مائية وحديقة ديناصورات وغابة مطيرة بقبة زجاجية.
كما يجري استثمار ما قيمته نحو 100 مليار دولار في مجال العقارات سواء قيد الانشاء أو في إطار التخطيط فضلا عن استثمار مبلغ مليار دولار لتوسيع المطار ومشروعات مثل مدينة دبي للاحتفالات "فيستفال سيتي" التي تتكلف عدة مليارات ومدينة الرعاية الصحية "دبي هيلث كير سيتي" وبرج دبي وهو أعلى مبنى في العالم ومن المتوقع أن يكتمل بناؤه في عام 2008.
وأعلنت جميرة انترناشيونال التي تدير فندق برج العرب المميز في دبي في الآونة الاخيرة عن خطة لبناء أو إدارة 40 فندقا في أنحاء العالم لتبرز كأكبر مجموعة رائدة في إدارة الفنادق الفاخرة.
كما تسعى قطر ذات المساحة الصغيرة أيضا إلى مضاعفة عدد السياح الوافدين إليها ليصل إلى 4.1 مليون زائر في عام 2010 مقابل 700 ألف العام الماضي.
وأسهمت عائدات النفط واحتياطي الغاز الطبيعي في قطر وهو ثالث أكبر احتياطي في العالم في حركة ازدهار اقتصادي حولت العاصمة الدوحة إلى خلية بناء ضخمة.
وأطلقت العام الماضي خطة كبرى بقيمة 15 مليار دولار بهدف بناء 40 فندقا في غضون ثلاثة أعوام بهدف جذب المزيد من السياح من أرجاء المعمورة.
كما تقوم شركة "بيكتل" الامريكية العملاقة ببناء مطار جديد بتكلفة خمسة ملايين دولار ليصبح من أكبر المطارات في العالم عندما يكتمل بناؤه في عام 2015.
وتأمل قطر بأن تكون محط أنظار العالم عندما تستضيف دورة الالعاب الآسيوية في كانون الاول/ديسمبر العام المقبل.
وتأتي حمى التشييد والعمران هذه في دبي وقطر عقب السماح للاجانب بتملك العقارات.
الانتعاش الاقتصادي يمكنك أن تلمسه في كل أنحاء الخليج حيث سجلت البورصات المالية التي لم تكن موجودة أصلا منذ عقدين من الزمن معدلات تعاملات قياسية.
الخليج-الامارات
28-6-2005