<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-06-29 17:55:02
المرأة تتفوق على الرجل•• في المرض النفسي!

cri

حنان فكري:

كان المرض النفسي في الماضي رجلا، لأن الرجال كانوا في المواجهة وحدهم مع الحياة بأعبائها المالية وضغوط العمل وصخب الشارع، ولأن الرجل كان ينبغي أن يكون رجلا بمعنى الكلمة، يتحمل ولا يبكي ويكتم أوجاعه وهمومه•• لذلك كان أكثر عرضة للأمراض العضوية كارتفاع الضغط والسكر وتصلب الشرايين والأمراض النفسية، مثل: الاكتئاب والإحباط والتوتر والانهيار العصبي• لكن المرض النفسي صار أنثى أكثر في وقتنا الحاضر لأن المرأة أرادت تبادل المواقع مع الرجل، وخرجت للمواجهة وما تسميه المساواة، ولم تعد تنفس عن آلامها وهمومها بالصراخ والعويل والبكاء كما كانت، لذلك سقطت فريسة للأمراض النفسية•

ويؤكد الدكتور عادل المدني -رئيس قسم الامراض النفسية بجامعة الأزهر- أن 65 في المئة من المترددين على عيادته نساء، ويرجع سبب ذلك إلى التغيرات البيولوجية التي تمر بها المرأة في كل مرحلة من حياتها، بالإضافة للوضع الاجتماعي الذي فرض عليها ضغوطا مستمرة•• تجعلها أكثر تعرضا للأمراض النفسية والعصبية• ومن أكثر الاضطرابات التصاقا بالمرأة، النهم العصبي ويصيبها في بداية البلوغ، وصارت نسبة إصابتها بالاكتئاب ضعف الرجل وخاصة المتزوجات في المرحلة العمرية التي تتراوح من 25 و45 عاما• وقال إن 45 في المئة من السيدات يعانين من اضطرابات الدورة الشهرية، إلا أن 2 إلى 10 في المئة منهن يحتجن للمساعدة الطبية، حيث تنتاب المرأة في تلك الفترة أعراض عادية أهمها الاكتئاب والقلق والتوتر، وفقدان الطاقة وقلة التركيز واضطرابات النوم• وأوضح أن هناك بعض الأعراض المرضية التي تصيب المرأة وتسبب خللا نفسيا نتيجة للأسباب البيولوجية وزيادة معدل هرمون الاستروجين ونقص الفيتامينات أو عوامل نفسية كرفض المرأة لدورها الأنثوي، أو أن تكون من النساء العصابيات أو سبق لها أن أصيبت باضطرابات نفسية أو نتيجة لعوامل اجتماعية كتعرضها لمفاهيم ومعتقدات ثقافية خاطئة، وفي هذه الحالة يكون العلاج تدعيميا عن طريق إقناعها بتقبل الحالة أو ممارستها لرياضة مفضلة لتجديد الدورة الدموية أو عن طريق أدوية معينة•

وأشار إلى أن هناك نوعا من الاضطرابات يطلق عليه اضطرابات التحول ''الهستيريا''، وينقسم إلى نوعين: الأول: اضطرابات انشقاقية وتعني فقد الذاكرة على هيئة نوبات قد تستمر لأيام أو لساعات، والثاني: يشتمل على اضطرابات التجوال، أي أن يترك المريض مكانه ويسافر لمكان آخر، واضطرابات الهوية تكون عن طريق الظهور بشخصيتين لا تعرف كل منهما الأخرى، وغالبا ما تظهر أعراضها في الشخصية الأقل نضجا وارتباطا بالواقع كطريق للهروب من المسؤولية والعالم المحيط• وهنا تكون المريضة في حاجة إلى اكتساب مهارات تدمجها في الواقع، أو تساعدها على إدراك أن هناك أسلوبا بسيطا للتعامل مع المواقف الحياتية• وأضاف أن 50 في المئة من النساء يتعرضن لاكتئاب ما بعد الولادة، ويصبحن أكثر قلقا ويتعرضن لنوبات من البكاء، ويستمر هذا الوضع عدة أيام نتيجة للتغيرات الهرمونية والضغوط النفسية• وبعض النساء يصبن بما يطلق عليه ''ذهان ما بعد الولادة'' وتتعرض له ما بين 1 إلى 2 من كل ألف حالة ولادة، وقد تقدم بعضهن على قتل أطفالهن، ويستمر هذا الأمر من 3 إلى 8 أسابيع بعد الولادة، نتيجة لعوامل نفسية واجتماعية والقلق من الأمومة أو العوامل البيولوجية وإصابة الأم بتسمم الحمل، و يكون العلاج باعطائها مضادات للذهان•

أزمة منتصف العمر

وهناك أيضا أزمة منتصف العمر التي تصيب المرأة باضطرابات نفسية• اضطرابات الهلع، ويقول الدكتور محمد جمال عبدالغني -استاذ الطب النفسي والاعصاب بجامعة الأزهر- ان المرأة تصاب باضطرابات الهلع وهي من أنواع القلق النفسي، وتظهر على هيئة نوبات حادة من القلق والمخاوف، تصاحبها أعراض جسمانية في صورة زيادة ضربات القلب ورعشة في اليدين وعرق غزير وشعور بإغماء وفقدان السيطرة على الجسم، وتشعر المريضة بدنو أجلها وتسيطر عليها هذه الفكرة• وقد تنحصر أعراض اضطرابات الهلع في الرهبة من مكان بعينه، فتخشى الذهاب إليه بمفردها أو بصحبة آخرين• وأوضح أن نسبة إصابة المرأة باضطرابات الهلع أكبر، فالجسد لديها يحل محل النفس في التعبير عن المعاناة النفسية التي تشعر بها، كما أن خوفها من عدم وجود من ينصت إليها تجعلها تكتم مشاعرها وتشعر بإحباط ويأس• وبمرور الوقت، تتحول تلك المشاعر لأعراض جسمانية تتجسد في صورة نوبات هلع• ويزداد الأمر حدوثا في المجتمعات الشرقية لأن عدم قدرة المرأة على التعبير عن ذاتها يجعلها أكثر عرضة للإصابة•• ومن أكثر اضطرابات الهلع شيوعا لدى المرأة ما يحدث في بداية الزواج، من انقباض لا إرادي في عضلات المهبل نتيجة للخوف الشديد، فتدخل المرأة في نوبة من الهلع وترتبط اضطرابات الهلع لدى المرأة بمرحلتين: من العمر أحداهما من 8 إلى 25 عاما والأخرى من 45 حتى 55 عاما• وفي الفئة العمرية الأولى تبدأ الفتاة تشكيل هويتها، وتمر بمرحلة المراهقة فتبدو غير مستقرة في مشاعرها، أما في الفئة العمرية الثانية فان اضطرابات الهلع تنتج عن التغيرات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الدورة الشهرية لدى المرأة• وأكد أن تدعيم الجانب الديني كنوع من العلاج، يأتي بنتائج أكثر ايجابية من الاعتماد على الأدوية والعلاج النفسي ونسبة الشفاء من اضطرابات الهلع تصل إلى مئة في المئة، إلا أن عدم توفير العلاج المناسب والسليم قد يؤدي إلى تحول تلك الاضطرابات لمرض مزمن بسبب العزلة الاجتماعية•

الاكتئاب والقلق

أما الدكتور عبدالحميد هاشم -أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة- فيشير إلى وجود أمراض عديدة تصاب بها المرأة أكثر من الرجل أهمها: الاكتئاب والقلق، وهي أكثر انتشارا بالنسبة للفتيات في مرحلة المراهقة حتى سن ،45 وتبلغ إصابة المرأة بهذه الأمراض ضعف إصابة الرجل• أما في السن الكبيرة للمرأة، فإن احتمال إصابتها بالزهايمر أكثر من الرجل• وقبل مرحلة المراهقة تبدو احتمالات إصابة الجنسين بالأمراض متساوية، وكذلك بعد انقطاع الطمث• والاختلاف يتركز في فترة الدورة الشهرية والحمل والنفاس، حيث تصبح المرأة أكثر تعرضا للإصابة بالأمراض النفسية، فالهرمون الأنثوي الذي يحويه المخ له تأثير وقائي على المرأة ويهدئ من روعها وأعصابها، وانخفاض هذا الهرمون بشكل تدريجي يزيد فرصة إصابتها بالأمراض• كما أن تعرض المرأة في فترتي الحمل والولادة للتغيرات الهرمونية، سواء كانت ايجابية أم سلبية، يؤثر تأثيرا كبيرا على المخ وخاصة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل والفترة السابقة للوضع• وأوضح أن الزهايمر الذي تصاب به المرأة في السن المتأخرة تزداد نسبة الإصابة بعد خلو مخ المرأة من الهرمون الانثوي، لذلك فإن تعويض المرأة بهرمونات أنثوية بعد انقطاع الطمث يقلل فرص إصابتها بالزهايمر•

ليست حكرا عليها

وقال الدكتور أسامة الغنام -رئيس أقسام جراحة المخ والأعصاب بمستشفيات جامعة الأزهر- إن المرأة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والعصبية، لأنها تؤدي العديد من الوظائف كتربية الأبناء ورعاية الأسرة والقيام بمتطلبات المحيط الاجتماعي والعائلي، بالإضافة إلى عملها اليومي•• لذا فان أي خلل في يومها يجعلها أكثر قابلية للتوتر النفسي، ولكن لا نستطيع القول بأن هناك أمراضا نفسية أصبحت حكرا على المرأة وحدها، بل تصاب بها أكثر من الرجل، حيث تزداد نسبة إصابة المرأة بالاكتئاب وخاصة غير العاملات بنسبة تصل إلى 30 في المئة•

ويعد الاكتئاب والقلق أكثر الأمراض النفسية التي تهدد المرأة ثم الهستيريا، وهو مرض نفسي شائع لدى المرأة في سن مبكرة، وتظهر أعراضه في حب الظهور والصراخ والصوت العالي ومحاولة إظهار الفتاة لمفاتنها• وقد يبدو ذلك في صورة ايحاءات جنسية أو تكون هستيريا مرضية، فتحدث شللا تاما في الأرجل أو الذراع أو تفقد الفتاة قدرتها على النطق، بالإضافة إلى هستيريا العمى وفيها يهيأ للفتاة عدم قدرتها على الرؤية بينما الأمر يكون عكس ذلك• وأوضح د• الغنام أن أكثر الأمراض العصبية التي تصيب المرأة هي الأورام الحميدة في المخ بالإضافة إلى أمراض الغدة النخامية وأول عرض لها هو فشل في هرمونات الغدة النخامية مما يؤدي لعدم الإنجاب وانقطاع الدورة الشهرية وعندما يكبر الورم قد يؤدي للضغط على العصب البصري وفي حالة الإهمال يصاب المريض بضعف في الإبصار أو العمى في حالات أخرى•• ولحسن الحظ فإن المرأة تكتشف إصابتها بأورام الغدة النخامية مبكرا قبل الرجل لأن انقطاع الدورة الشهرية للمرأة وعدم قدرتها على الإنجاب يحثها على التوجه للكشف الطبي، وفي الفترة الحالية أصبح تشخيص تلك الأورام أمرا يسيرا بواسطة الرنين المغناطيسي والعلاج عن طريق تناول الأدوية أو بالجراحة•

الاتحاد-الامارات

28-6-2005