<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-06-29 18:17:29
البستنة.. تبعد المرض وتزيل التوتر والقلق

cri

إعداد: حيان السوسي

الاتجاه الحديث يقضي بوجوب أن يمارس المرء بخاصة بعد بلوغه سن التقاعد هواية ما أو عملاً يشغل به وقته، ويقول الخبراء إن الانسان حين يشعر أنه لم يعد يستطع القيام بعمل نافع فإنه يفقد الحافز الى الحياة. وتشير الأدلة الى أن الشخص الذي يشعر أنه لم يعد منتجا يصبح أقرب الى المرض الذي يصيبه بالعجز. ولهذا فإن ممارسة هواية ما ولو العناية بحوض من الزهور في الحديقة يعتبر عملاً يسهل الى حد كبير في إبعاد المرض وحماية الشخص المعني من الاصابة بالاكتئاب والقلق أو التوتر وربما من الاستسلام ايضا. إن العمل في الحديقة (البستنة) ليس وسيلة من أجل الاسترخاء بينما هناك من الادلة ما يبين بوضوح أن ممارسة تلك الهواية تسهم في استبعاد المرض والشفاء.

منذ أواخر القرن الثامن عشر لاحظ أحد الأطباء أن تشغيل نزلاء مستشفى فيلادلفيا للأمراض العقلية في حدائق المصح قد ساعد كثيرا في تحسين اوضاعهم العقلية والنفسية فقد بدأ يدفعهم الى زراعة الاشجار والعناية بالزهور وكل أعمال البستنة، فكان ذلك المستشفى أول مصح في أميركا يستخدم أعمال البستنة كأسلوب علاج، والبستنة فن قديم إلا أنها كعلم لاتزال في طور التبرعم والبروز.

وتقول الدكتورة (كاتلين فيشر) ان العمل في الحديقة لايجعلنا نتصور تحسن حالتنا البدنية فقط بل من الأكيد أنه ينعكس إيجابيا على حالتنا النفسية والعاطفية والذهنية بشكل واضح، كما انه يساعد في الشفاء من حالات مرضية كثيرة. لايعني هذا أنه يقوم مقام الدواء بل هو عامل مساعد وفعّال الى حد كبير. وفي أحد المعاهد في نيويورك تبين أن النساء اللواتي أجريت لهن جراحة استئصال الثدي المصاب بالسرطان وأمضين وقتاً طويلاً في حدائق المستشفى كن يتعافين ويجتزن فترة النقاهة بسرعة وسهولة أكثر من اللواتي لم يمضين وقتا في الحديقة. ‏

كما أن معدلات التوتر والاكتئاب كانت أقل ايضا إضافة الى أن قدراتهن على التركيز كانت أقوى، ودليل أن الانسان يستجيب بتوافق مع الطبيعة. ‏

نتيجة العديد من الدراسات في هذا الاتجاه صارت هناك مدرسة في الطب تعتبر البستنة وسيلة علاجية ووقائية في المستشفيات المتخصصة في معالجة الايدز والسرطان والامراض العقلية والعصبية. وأن ما نسيته الاجيال من التراث الماضي بدأ يعود اليوم محفوفا بالتقدم العلمي وأحدث النظريات ووسائل الفحص والعلاج. وكانت الاديرة في القديم أمكنة لعلاج المرضى والمصابين بلوثة عقلية لأن الرهبان كانوا يعملون في الحدائق والبساتين المحيطة بهم. والمريض المحتاج لعلاج كان يقصدهم حيث يقيمون فيتعرض هو لتأثير الحدائق ورؤية النباتات المزروعة على انواعها. ‏

تقول احدى الطبيبات ان المستشفى بالنسبة لغالبية الناس ليس مكانا للاستشفاء بقدر ما هو مكان يسبب التوتر والقلق، لأن المريض يمتلك فسحة كبيرة من الوقت ليفكر بمرضه وبحالته الخطيرة.. وتبين أنه من أجل استبعاد مثل هذه الافكار من ذهنه لابد من إحاطته بجو يدعو الى الاسترخاء والراحة والتخلص من التوتر والقلق. وليس أفضل لتحقيق ذلك من العمل في الحديقة وهذا هو أحد أهم الأسباب في الاتجاه الحديث للاهتمام كثيرا بإحاطة المستشفيات بحدائق واسعة ومنوعة. وإذا كان المكوث في الحديقة يسبب كل تلك الفوائد فما بالك في العمل في الحديقة ورعاية الاشجار والزهور. هذا التوجه في العلاج دفع الخبراء والمهندسين الى ابتكار أدوات ومعدات زراعية تناسب كل شخص حتى المعوقين أو المصابين بتشوهات أو عاهات. الغاية هي تمكين أي شخص ومهما كانت حالته الصحية أن يعمل في الحديقة. وتقول التقارير الطبية: إن هناك بعض المستشفيات في الدول الغربية بدأت تعمد الى استخدام عربات كبيرة محملة بالأواني المزروعة يدفع بها عمال الى أجنحة المرضى العجزة بعد أن تبينت أهمية وفائدة ذلك على نفسيات المرضى وعلى سرعة الشفاء ايضا.

تشرين-سوريا

29-6-2005