تشهد تقنيات عقد المؤتمرات على الشاشة الالكترونية Videoconferencing تطورات مهمة تحول الانترنت الى وسط جوهري لتبتادل الآراء والخبرات مباشرة وبالبث المرئي المسموع الحي اضافة الى الدردشة بين الاصدقاء بالصورة والصوت.
عندما شرع كيفين كالاهان بتقديم دروس كلاسيكية على الغيتار عبر وصلة فيديو على شبكة الإنترنت رغب ان يكون الصوت قريبا جدا من الصوت الواقعي عندما يكون في الغرفة ذاتها. وبعد اجراء الاختبارات شيد نظاما دمج فيه ثلاث غيتارات دفعة واحدة مع لاقطة (ميكروفون) ومركب صناعي لأصوات الاوركسترا، ليرسلها معا عبر لوحة مزج للمحترفين الى جهازه الكومبيوتري من طراز ماكنتوش. ومن هناك قام بمزج الصوت ببرنامج «غاراج باند» من أبل قبل ان يرسله بدوره الى الى شبكة الإنترنت.
«قد لا يكون كل ذلك ضروريا»، يقول كالاهان، «لكن ذلك يمنحني شيئا من المرونة». واليوم ها هو يجلس في الاستديو الخاص به في مدينة سياتل في الولايات المتحدة ليعلم تلامذته في فلوريدا وكاليفورنيا وماساتشوسيتس واسبانيا، حتى أن بعض تلامذته المحليين يستخدمون النظام هذا عندما يحول المرض والزمن، بينهم وبين الذهاب الى بيته.
مؤتمرات على الشاشة
* واليوم أيضا فان عددا متزايدا من الناس يختبرون الخيارات التي وضعها كالاهان، بينما تنمو وتتوسع باضطراد عمليات عقد المؤتمرات على الشاشة الالكترونية. أن ظهور الكومبيوترات والاتصالات السريعة عبر الإنترنت يجعل من السهل احلال الصور الجيدة التي تملأ الشاشة كلها، والتي لا تقل جودتها عن الصور السينمائة، محل الصور الهزيلة المهتزة التي لا يزيد حجمها عن حجم الطابع البريدي. في حين أن اللاقطات الجيدة واجهزة مزج الاصوات والانغام من شأنها تقديم صوت أكثر رخامة وواقعية.
لكن كلما زادت الجودة كلما برزت الاخطاء الجمالية وأثارت نوعا من سباق التسلح لتحسين جودة الصوت والاضاءة ونوعية الصورة، اذ ظهرت اليوم برمجيات جديدة متخصصة من شأنها تعزيز نوعية الصورة في الوقت الذي باتت فيه الاجهزة الإلكترونية المتخصصة بهذا الشأن من الامور الشائعة، حتى أن بعض الشركات التجارية شرعت في تشييد استوديوهات متخصصة لاغراض مؤتمرات الفيديو.
وفي واقع الحال فان اي جزء من الدردشة عبر الفيديو يمكن تعزيزه، لكن من الامور المساعدة جدا الشروع بكاميرا جيدة. وهناك في السوق عدد من الكاميرات المناسبة باسعار تقل عن 50 دولارا، كان معظمها يعتمد على أجهزة استشعار منخفضة الحساسية مستخدمة تقنية C.M.O.S. التي تعني «شبه الموصلات التكميلية من الأوكسيدات المعدنية» التي تقدم حلولا منخفضة الحساسية، والتي ترسل عددا أقل من اطارات الصور في الثانية الواحدة.
أما الكاميرات الجيدة مثل «أوربت»، وهي النوع الافضل لدى شركة «لوغيتيك» (129.99 دولاراً) فتستخدم تقنية تدعى ترتيبات «سي. سي. دي.» التي من شأنها المساعدة في انتاج صور أفضل تلوينا بسرعة عالية، اذ بامكان أوربت انتاج 30 صورة في الثانية الواحدة اذا كان جهاز الكومبيوتر يملك ما يكفي من قدرة المعالجة.
نقاوة الصورة
* ان نقاوة الصورة ودرجة حدتها ليستا الهدف الوحيد للتحسين، فقد اضافت شركة أبل على سبيل المثال لاقطة صوت أفضل لالغاء الاصوات والضجيج الى كاميرتها من طراز «اي سايت» التي يصل سعرها الى 149.99 دولارا، كما أن النسخة الاحدث من نظام تشغيل ماكنتوش يشمل ايضا خوارزميات لضغط الفيديو أكثر تعقيدا تدعى «H.264».
ويلجأ حتى بعض المستخدمين الى آلات التسجيل الفيديو التي تحمل باليد لوصلها الى اجهزتهم الكومبيوترية. ورغم ان مثل هذه الاجهزة هي أغلى سعرا من الكاميرات الاساسية التي صنعت خصيصا للكومبيوترات لكنها غالبا ما تكون مجهزة بالإلكترونيات الداخلية التي تجعل بالامكان وصلها الى جهاز الكومبيوتر. والاهم من ذلك فان مثل هذه الكاميرات مجهزة بأجهزة استشعار وعدسات افضل التي من شأنها انتاج صور واضحة وأكثر تفصيلا.
ان الكاميرا هي البداية، لان الجميع يتفق فعلا ان الاضاءة الجيدة هي الاساس، خاصة أن اضاءة الغرف قد تخلف ظلالا غير متساوية على الوجه، كما وان النوافذ ذات الانارة الشديدة في خلفية الغرفة قد تشوش على الكاميرا محولة الوجوه الى الى بقع سوداء. لذلك يعمد الكثيرون حاليا الى المصابيح المكتبية، أو المصابيح الاخرى التي توضع وراء الكاميرا لاضافة المزيد من الانارة الى وجه الشخص المعني الجالس وراء الكومبيوتر.
وفي هذا المجال يقول بوب سمرس رئيس «نانو كوم» الشركة التي تقبع وراء برنامج الدردشة بالفيديو iSpQ (التي تلفظ «اي سبيك» أي «انني أتكلم»): «ان البند الاول في لائحتي هو الحصول على اضاءة جيدة لكون اضاءة المكاتب سيئة، من هنا فالامر الاساسي هو جعل نظام ضغط الفيديو يعمل بشكل افضل».
أن برمجيات خوارزميات ضغط دردشات الفيديو من شأنها التوفير في نطاق الموجات عن طريق الكشف عن الكتل الواسعة من الالوان المشابهة واحلال الاختزال الرياضي محلها، اذ إن من شأن الضجيج والظل الاضافي انتاج تفاصيل دخيلة لا لزوم لها واضاعة اي فرصة للتوفير وضغط المعلومات. من هنا كان من الافضل ارتداء ملابس من لون واحد ثابت والتحدث في وسط بسيط خال من الاضافات الصوتية.
ان بعض التحسينات الاخرى هي ميكانيكية، واحدى المشاكل التي تتكرر دائما هو انقطاع الوصل بين الصورة على الشاشة والكاميرا التي ازيحت الى الجانب الاعلى لانه ليس بمقدور اي شخص النظر الى الشاشة والكاميرا في الوقت ذاته، من هنا فان العيون لا تتلاقى أبدا.
لذلك تحاول «لوغيتيك» حل هذه المشكلة عن طريق وضع كاميرا «اوربت» على طرف ذراع حامل بطول 9 بوصات بحيث تدعها ترتاح وتستقر في منتصف الشاشة. ورغم أن خسوف الكاميرا هو جزء من الشاشة، فأن بامكان المستخدم النظر الى الشاشة والكاميرا في الوقت ذاته. فاذا كان الطرفان يستخدمان ذات الكاميرا، فان من شأن ذلك جعل العيون تتقارب من درجة التحديق بشكل مباشر.
ان الاذرع البسيطة الحاملة للكاميرات هي البداية لكون بعضها يضيف ايضا عدد التركيز والتهديف الميكانيكي، اذ بمقدور كاميرا «اوربت» من «لوغيتيك» ان تنقفل على وجهك متابعة حركاته، وهي مزية من شأنها اتاحة المجال لمستخدميها التحرك في كراسيهم من دون الحاجة الى تعديل وضع الكاميرا. ومن الكاميرات الاخرى التي تحمل بعض هذه المزايا ماركة «كام تراك» التي تشوه الصورة أو تقلبها عمدا لاغراض التسلية، أو تفرض فوقها بعض الرسومات الاضافية.
الشرق الاوسط
29-6-2005