عندما نشاهد فلما او نقرأ رواية، نشعر بتأثر لقصص ابطال الافلام او الروايات وتنزل الدموع من عيوننا، وعندما يعانى من نحبه من الالم، نشعر بحزن شديد ونتألم مثلهم، وكلما كان الحب اعمق كان الالم اشد، ومنذ وقت طويل، يسعى الناس الى بحث هذه المشاعر كقضية نفسية، وأكد علماء بريطانيون مؤخرا بعد اختبارات ان هذه المشاعر متفق عليها بردود الافعال الفيسيولوجية في الدماغ.
واوضح العلماء البريطانيون انه عندما يتعاطف الناس مع الآخرين، تصدر بعض مناطق الدماغ ردود فعل كما لو انهم هم المصابون، مؤكدين ان رد الفعل هذا سيكون اشد اذا اصيب احباؤهم بأذى.
ولكن، ما يحتاج الى الاشارة بشكل خاص هنا انه لا احد يستطيع الاحساس بالالام التى يعانى حبيبه منها من الناحية الفسيولوجية، وان التعاطف معه هو اشارة احساس يبثها الدماغ الى كل اجزاء الجسم مقلدا الام حبيبه.
وقال خبير الاعصاب البريطاني الذى يترأس هذه البحوث انه عندما يتعاطف شخص مع حاملي الالام، يكون رد الفعل في دماغه مختلفا عما لو اصيب هو نفسه بأذى، لكن الحالتين تتمتعان بنقاط متشابهة كثيرة.
يشبه التعاطف مع الآخرين او الاحساس بنفس المشاعر مثل شعور الشخص بمشاعره هو، حيث يسرع خفقان قلبه، وتتوتر مشاعره.
وكلما كانت مشاعر المرء اعمق، كان احساسه بالام الآخرين اكبر، ولبحوث هذا التعاطف، اجرى الباحثون اختبارات على 16 زوجا من العشاق الذين يشعرون بحب عميق، حيث تم ربط قطب كهربائي باليد اليمنى لكل شخص، ويمكن لهذا القطب الكهربائي احداث وخزة خفيفة او الما حدا، وترقد السيدات على جهاز خاص لمسح الدماغ، حيث لا يستطعن رؤية احباءهن، لكن يمكن رؤية من يتعرض للتيار الكهربائي على الشاشة.
عندما تتعرض المرأة للكهرباء، يرد علي ذلك كل من منطقة تمثل الالم الفسيولوجي ومنطقة تمثل الالم الحسي في دماغها، وعندما يتعرض حبيبها لصدمة الكهرباء، ترد علي ذلك منطقة تمثل الالم الحسي في دماغها، وهذا يدل على انه يمكن لنا الاحساس بالالام مع ان اجسامنا لا تشعر بالالام، ولاحظ العلماء ان علاقة الاحساس هذه اصبحت اوثق في بعض الناس الذين يتميزون بمشاعر اعمق، وبالنسبة للحبيبين اللذين يرتبطان بعلاقة وثيقة، لا تنخفض درجة الالم الذى يشعر به احدهما عن الالم الذى يعاني منه الآخر.
ولم يجر الباحثون اختبارات على الاشخاص غير العشاق، لكن عالما احيائيا في معهد لندن توقع ان هذه الاختبارات ستحقق نتائج مماثلة بين اي شخصين طبيعيين، وتكون مناطق ردود الافعال في الدماغ متماثلة، والفرق الوحيد هو درجة ردود الافعال، مشيرا في الوقت نفسه الى انه ربما لا تنتج ردود افعال المشاعر في دماغ المصابين بالامراض العقلية، لانهم لا يعرفون ولو قليلا الالام التى يلحقونها بالآخرين.