يسكن أبناء هوا ياو في منطقة جبلية شمال محافظة لونغ هوي بمقاطعة هو نان، ويعتبرون فرعا من قومية ياو. وتلبس النساء في هذه المنطقة ملابس ملونة وجميلة كأنهن أزهار بديعة تنتشر وسط غابات الجبال، فأطلق الناس عليهن عبارة "هوا ياو" ومعناها "قومية ياو مثل الأزهار".
وتتميز شخصية أبناء هوا ياو بالبساطة والتحرر والحماسة، واذا دخلت قريتهم وجلست بجانب موقدهم، لا بد أن يكرموك بكل ما يملكون من الأطعمة.
وقد أصبحت ملابس رجال هوا ياو بسيطة مثل قومية هان، غير أن النساء ما زلن يلبسن أزياء متميزة ومعقدة ودقيقة التصميم وزاهية الألوان، وعادة ما يلبسن قمصانا زرقاء غامقة مكشكشة بزينات حمراء وأزرار حمراء وتنّورات طويلة ملوّنة. على القمصان الزرقاء زخارف مطرزة بمختلف الأشكال الدقيقة والبديعة.
وتبدأ الفتيات من أبناء هوا ياو منذ السادسة أو السابعة من عمرهن تعلّم التطريز والخياطة من أمهاتهن، وتجيد الفتيات التطريز حتى لا يحتجن الى تصميم أو رسم خطوط الأشكال لتطريزها. وعندما تتزوج فتاة هوا ياو تفتح صندوق ملابسها وتعرض أكثر من عشرين تنورة طرّزتها بيديها، الأمر الذي يبهر عيني العريس وتعجبه دقة وجمال هذا الفن الذي تجيده عروسه.
ويمكن القول إن تقاليد الزفاف لأهل هوا ياو أقدم وأكثر تميزا بخصائص القومية في البلد. من المعتاد أن يذهب خاطب وهو عادة رجل محترم في القرية الى بيت الفتاة مع مظلّة مغلقة ليقوم بالخطبة، وفي يوم الزفاف يضع هذه المظلة على محراب في صالة استقبال بيت العروس، وتأخذها العروس سرّا الى غرفة نومها وتربط 12 كرة قطنية ملونة صغيرة على ركائز المظلة ثم تغلقها وترجعها الى المحراب سرا. ثم يبدأ الزفاف الذي يعمل العريس فيه على تكريم الضيوف مثل الرجال الآخرين، ويجب على العروس أن تجلس في قاعة الاستقبال في بيت العريس لوحدها دون أكل أو شرب وتقضي ليلة الزفاف الفرحة والمرحة في صمت وهدوء.
في ليلة الزفاف، يشعل الناس وسط القرية نارا ويجلسون حوله ويغنون ويضحكون. ومن تقاليد أبناء هوا ياو الخاصة أن يجلس الرجال على مقاعد جاهزة حول النار وتجلس الفتيات على أفخاذهم، ثم تتحرك كل منهن الى فخذ الرجل الثاني على يمينها، ويستمررن في التحرّك هكذا متغنيات وضاحكات.
لأبناء هوا ياو عادات وتقاليد خاصة ومتميزة بالحماسة والتحرّر وروح السعى الى الفرح والسعادة. وقد أصبحت هذه الأنشطة التقليدية لها جاذبية كبيرة للسياح والزوار من أنحاء البلاد.