لفتت الاحتكاكات التجارية بين الصين والاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة حول صادرات المنسوجات الصينية انظار مختلف الاطراف ذات الصلة خلال الفترة الاخيرة ، حيث فرضت اولا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى كل على حدة قيودا على بعض صادرات المنسوجات الصينية ، ثم اتخذت الحكومة الصينية اجراءات مقابلة لالغاء الرسوم الجمركية الخاصة ببعض المنسوجات الصينية المصدرة . رغم ذلك، فان الاحتكاكات التجارية بهذا الشأن، بدت اكثر حدة . وقد اعربت الاطراف ذات الصلة عن انها لا تأمل فى تأثير هذه القضية على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول المعنية.
ان مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين تعتبر اكبر مقاطعة منتجة للمنسوجات فى البلاد وتشكل قيمة منسوجاتها المصدرة الى الخارج خمس اجمالى قيمة صادرات المنسوجات الصينية السنوية . لذا فان فرض الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى قيودا على صادرات المنسوجات الصينية قد اسفر عن خسائر فادحة وتأثيرات
كبيرة على المؤسسات المحلية . وقالت السيدة فو آن دينغ المسؤولة بمؤسسة محلية لانتاج المنسوجات للمراسل :
" صار من الضرورى ان نخفض انتاجنا الى النصف فى ظل الوضع الحالى، ومستقبل الطلب على منتجاتنا اصبح غير معلوم ، ومن الصعب ان نتكهن بما سيحدث ."
وحسب تعريف هذه المسؤولة فان 90% من المنسوجات التى تنتجها مؤسستها تصدر الى الاسواق الامريكية والاوروبية ، وفرض الاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة قيودا على صادرات المنسوجات الصينية قد كبد المؤسسة خسائر كبيرة بلغت قيمتها مليونى دولار امريكى على الاقل .
وفى ذات الوقت، فان فرض القيود الامريكية والاوروبية على صادرات المنسوجات الصينية لم يحظ بدعم المستهلكين المحليين . وقالت السيدة ويرجينى دينوز التى كانت تتسوق فى احد مراكز كاريفور التجارية بمدينة بروكسل للمراسل:
" اعتقد ان زيادة حجم صادرات المنسوجات الصينية الى دول الاتحاد الاوروبى، لم تشكل خطورة على الصناعات المحلية ، وفى الحقيقة ان الاتحاد ظل يحاول تحقيق تحرير تجارة المنسوجات المحلية الانتاج ، لذا ارى انه يجب عليه قبول الوضع الحالى . اما انا فلا اهتم كثيرا بمكان انتاج الملابس عندما اشتريها ، ومن الافضل
ان تكون المنتجات ذات قوة تنافسية فى الاسواق وجيدة النوعية واسعارها منخفضة ."
وكذلك كان الحال فى الولايات المتحدة حيث قال احد الزبائن للمراسل انه يحب المنسوجات الصينية كثيرا وعبر عن عدم فهمه لحديث الحكومة الامريكية حول تقلص فرص العمل فى قطاع صناعة الغزل والنسيج الامريكية بسبب زيادة حجم صادرات المنسوجات الصينية الى الاسواق الامريكية . وقال امريكى آخر للمراسل:
" والان ارتفعت اسعار بعض البضائع الامريكية بصورة ملحوظة ، لذا فالمنسوجات الصينية المستوردة ذات السعر المنخفض فرصة جيدة بالنسبة الى المواطنين الامريكيين . وقد ادعت الحكومة الامريكية برئاسة بوش بان زيادة الواردات من المنتجات الصينية قد ادى الى رفع نسبة البطالة فى الولايات المتحدة . ولكن المكسيك وغيرها من الدول تصدر ايضا منسوجاتها الى الولايات المتحدة ، لذلك لا يمكن ان نقول ان الصين هى جوهر القضية ."
وقال السيد قاو يونغ رئيس اتحاد صناعات الغزل والنسيج الصينى انه وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية، فان الدول المتطورة يجب عليها ان تلغى حصص المنسوجات والملابس المستوردة على مراحل مختلفة خلال عشر سنوات ، إلا انها لم تفعل ذلك حسب القواعد الملتزمة ، بل أجلت الغاء حصص استيرد المنسوجات والملابس الى آخر لحظة وبصورة جماعية، مما ادى الى زيادة سريعة فى بعض صادرات المنسوجات الصينية منذ مطلع هذا العام . وبهذا الشأن اوضح وزير التجارة الصينى بوه شى لاى مؤخرا :
" ان الحكومة الصينية تولى اهتماما بالغا لتطوير العلاقات الصينية الاوروبية والعلاقات الصينية الامريكية وعبر عن امله فى توسيع التعاون الودى مع الاوساط الاقتصادية الامريكية والاوروبية على اساس المساواة والمنفعة المتبادلة ، وترغب الصين فى معالجة قضية صادرات المنسوجات الصينية مع الاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة بصورة مناسبة عبر تشاورات جادة ."
وحتى الان قد حل معظم الاحتكاكات التجارية بين الصين والاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة عبر التشاور .