المعروف ان قلة الاراضى وكثرة عدد السكان هو جوهر الاوضاع فى الصين ، لذا فترشيد استغلال الاراضى والاستفادة الكاملة منها والمحافظة على الاراضى الزراعية وحماية البيئة الى اقصى حد ، هو اهم عمل للحكومات المحلية على مختلف المستويات.

وانطلاقا من هذا المبدأ ، قد حققت بعض المدن والمناطق منجزات ملموسة ، حيث قامت مدينة تانغ شان باعمال جادة لاصلاح وتجديد المدينة القديمة لتوسيعها ورفع قدرتها المدنية الشاملة ، مثلا ازالت المدينة المساكن القديمة ذات الطابق الواحد واستبدلتها بعمارات متعددة الطوابق لزيادة نسبة الاستغلال، والاستفادة الكاملة من الاراضى التى كانت تشغلها المصانع القديمة داخل المدينة لتطوير الاقتصاد المحلى.

ومدينة سان يا بمقاطعة هاينان اكتشفت مساحة كبيرة من الاراضى التى خلفتها موجة العقارات الاولى فى مقاطعة هاينان فى تسعينات القرن الماضى وتم احياء اكثر من الف هكتار من الاراضى التى يمكن ان تستغل لتطوير الاقتصاد المحلى .

اما حديقة سوتشو الصناعية بمقاطعة جيانغسو فقد وضعت قيودا خاصة لاستغلال الاراضى، اى لا تمنح مبدئيا ارضا خاصة لمشروع تقل قيمة استثمارية عن عشرة ملايين دولار امريكى إلا مصانع معيارية . ومدينة كون شان قد شددت مرتين شروط استغلال الاراضى فى المنطقة الاستثمارية لرفع مستوى الاستثمار وفوائد الانتاج . وحسب الاحصاء ان مدينة كون شان الصغيرة قد جمعت فى العام الماضى 1،9% من اجمالى الاستثمارات الاجنبية فى الصين مقابل واحد من عشرة آلاف من الاراضى الصينية .

واتخذت مدينة ووشى بمقاطعة جيانغسو اجراءات لدفع تركيز المؤسسات فى المنطقة الاستثمارية الصناعية وتركيز مساكن المواطنين فى احياء سكنية خاصة وذلك لاخلاء بعض الاراضى لاستغلالها بفعالية اكثر.

وفى ارياف الصين، وضعت بعض الحكومات المحلية خططا معقولة لارشاد الفلاحين لبناء مساكن جديدة من عدة طوابق او دمج القرى الصغيرة وتطوير البلدات او انشاء قرى مركزية ، وكل ذلك لاستعادة من الاراضى الزراعية . مثلا قرية هوا شى المعروفة بمقاطعة جيانغسو بنت فى العام الماضى 15 عمارة عالية لسكن الفلاحين وبهذه الطريقة فقط قد اقتصدت مساحة كبيرة من الاراضى محليا .

وبالاضافة الى ذلك يوجد فى الصين حاليا حوالى ستين مليون هكتار من الحقول الزراعية المنخفضة الانتاج تحتاج الى اصلاحها ورفع مستوى انتاجها ومساحتها المزروعة، كما يوجد حوالى 12 مليونا وخمسمائة الف هكتار من الاراضى المتروكة من مشروعات بناء المصانع والمناجم ومشروعات المواصلات والنقل والتى يمكن الاستعادة منها عبر اصلاحها من الجديد .

وتجدر الاشارة الى ان هناك طرق متعددة لترشيد استغلال الاراضى فى انحاء البلاد وهذا يوضح بان امكانية ترشيد استغلال الاراضى مازالت كبيرة، ويعتبر هذا عملا مفيدا لحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة . وعقدت مؤخرا فى مدينة وو شى ندوة دراسة ترشيد وتركيز استغلال موارد الاراضى حيث اكد وزير الاراضى والموارد الطبيعية الصينى سون ون شينغ ان الصين ستعمل على تعميق الاصلاح ودفع تسويق موارد الاراضى لترشيد استخدامها ورفع فوائد استغلالها بصورة كاملة . **