تنتشر ثقافة نوا وهى تعني رقصة السحرة المقنعين في المناطق الريفية جنوب النهر الأصفر في الصين مثل مقاطعات جيانغسي ويوننان وقوي تشو وآنهوي وهونان وقوانغسي وغيرها. ونشأت في قديم الزمان من خلال نشاطات الصيد البدائي وعبادة الطوطم والحروب بين القبائل والمراسم الدينية لتقديم القرابين وغيرها من النشاطات الاجتماعية البدائية قبل آلاف السنين. وكانت ثقافة نوا في أصلها طريقة التبادل والتخاطب بين الانسان القديم والآلهة، وتطورت مع مرور الزمان الى فن شعبي وترفيهي يعبر به الناس عن تمنياتهم الجميلة في الحياة.
تحتوي ثقافة نوا على مذبح القرابين ومراسم نوا ورقص نوا وأوبرا نوا وأقنعة نوا وتقاليد نوا وغيرها، ويلقب رقص نوا منها ب"أحفور حيّ لفن الرقص الصيني القديم". وتستعد الصين الآن لطلب إدراج ثقافة نوا في قائمة التراث العالمي غير المادي.
وإن أقنعة نوا رمز هذه الثقافة، وتتعدد مواضيعها وتتنوع أشكالها وتتباين ألوانها، وهى مصنوعة من مختلف المواد مثل الخشب والجلد والخيزران والطين والحجر والقماش والورق وغيرها على أشكال شياطيين أو آلهة أو شخصيات أو حيوانات. وقال السيد تشوي ليو يي مدير جمعية بحث أوبرا نوا الصينية والذي ظل يعمل في دراسة وبحث ثقافة نوا لسنوات:" نتمنى أن يشترك المزيد من الشباب في دراسة ثقافة نوا، لأنها فن شعبي وتراث ثقافي مميز جدا للشعب الصيني ولا يمكننا أن نتركها."
وقال السيد فنغ جي تساي رئيس اتحاد الفنانين الشعبين الصينيين:"لا ينبغي علينا أن نغيّر جوهر ثقافة نوا ونواتها، لأننا نستطيع أن نلمس روح أسلافنا في القدم من خلال هذا الأحفور الحيّ. لذلك يجب علينا أن نحافظ على لبّ ثقافة نوا اثناء تجديدها وإعادة إبداعها."
ولم تبدأ الصين دراسة وبحث ثقافة نوا حتى بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، لذلك ما زالت الدراسة في هذا المجال متخلفة عن مثيلتها في اليابان وكوريا الجنوبية. وفي يونيو عام 2004 سجّل أستاذ ياباني متخصص في ثقافة نوا بآلة تصوير فيديو رقصة نوا كلها في قرية شي يوه التابعة لبلدة نان فنغ بمقاطعة جيانغسي، وعرض وحلّل كل حركة فيها وقام بالمقارنة بين فن رقص نوا الصيني والياباني. الأمر الذي جعل السيد شيانغ يون جو نائب الأمين لاتحاد الفنانيين الشعبيين الصينيين يقول بأسف:"نحتاج الى تكنولوجيا حديثة لتسجيل ثقافة نوا ودراستها، ويجب علينا أن نتعلم من زملائنا الأجانب في هذا المجال."
وقد دمج فن نوا في الكثير من المناطق الصينية مع الأشكال الأخرى من الفنون مثل رقص القوميات والأكروبات الصينية التقليدية. ويبذل الخبراء بالإضافة الى أبناء الشعب الصيني جهودا لحماية ثقافة نوا وتطويرها حتى يعرضوا جمالها السحري وميزاتها الخاصة للمشاهدين من أنحاء العالم.