تكثف بكين حاليا استعداداتها الشاملة لاستضافة الدورة الأولمبية القادمة. وبالإضافة الى بناء الملاعب المغلقة والمكشوفة وتحسين بيئة المدينة، تولي اللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية بالغ اهتمامها لإعداد المتطوعين لخدمة هذه الدورة الأولمبية. واقيمت ببكين في شهر يونيو الماضي مراسم بدء المشاريع الخاصة بالمتطوعين لدورة بكين الأولمبية. وحول دور المتطوعين في الدورات الأولمبية، تحدث السيد جاك روجيه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أثناء حضوره لهذه المراسم قائلا:
" يعتبر المتطوعون حجر أساس للألعاب الأولمبية، وهم سفراء إعلاميون حقيقيون للدورات الأولمبية، ويمثّلون الروح الأولمبية. وسيصبح كل متطوع لدورة بكين الأولمبية واحدا من ملايين المتطوعين للدورات الأولمبية خلال السنوات المائة الأخيرة. وهم يسعون للمثل العليا المشتركة المتمثلة بنشر الروح الأولمبية وتهيئة الظروف التنافسية العادلة والسلمية للرياضيين الوافدين من مختلف أنحاء العالم. وسيتمتع كل متطوع بتجارب نفيسة لن ينساها طول حياته وستصبح كنزا ثمينا له. وبدون المتطوعين البارزين، فمن المستحيل أن تتكلل أية دورة أولمبية بالنجاح."
تعمل السيدة لين ريتشارد كمسؤولة بمركز خدمات المتطوعين الأسترالي، وتعمل الآن ببكين كمستشارة للمشاريع الخاصة بالمتطوعين لدورة بكين الأولمبية. وترى أن خدمات المتطوعين تتمتع بمغزى هام آخر مشيرة الى أنها تستطيع ضمان السير الموفّق لمختلف أعمال الدورة الأولمبية، نظرا لأنها لا تضيف نفقات أخرى. إذ قالت السيدة لين ريتشارد:
" إذا لم تستخدم الدورة الأولمبية متطوعين، فستصبح تكاليف إقامتها غالية جدا. وبفضل خدمات المتطوعين، يمكن تخفيض نفقات الدورة الأولمبية بصورة كبيرة، بينما يستطيع المتطوعون استيعاب مهارات متخصصة من خلال أعمالهم فيها ثم يستخدمونها في مجالات أخرى، مثل مجال السياحة، مما سيخفض نفقات المدينة والدولة في هذه المجالات. "
وتولي اللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية بالغ اهتمامها لخدمات المتطوعين لهذه الدورة، ووضعت خطة دقيقة ومحكمة في هذا الخصوص. وأوضح السيد لي بينغ هوا نائب الرئيس التنفيذي للجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية أن المشاريع الخاصة بالمتطوعين لهذه الدورة تضمّ أربعة مشاريع رئيسية، وهي مشاريع خدمات المتطوعين للجنة التنظيمية في المرحلة التحضيرية واستقبال دورة بكين الأولمبية ومنافساتها في الدورة العادية ولأولمبياد المعوقين. ومن ضمنها، قد بدأ تنفيذ مشروع خدمات المتطوعين لاستقبال دورة بكين الأولمبية منذ مارس عام 2004، وسيستمر حتى افتتاح الدورة الأولمبية القادمة في عام 2008. وينفذ هذا المشروع اعتمادا على الأنشطة الخيرية الاجتماعية المنظمة بمختلف أوساط المجتمع، وسيلعب دورا خاصا بتعميم المعلومات الأولمبية قبل افتتاح الدورة الأولمبية القادمة وإذكاء روح التطوع ورفع مستوى خدمات الجماهير المتطوعة وإذكاء حماسة كل المواطنين في المجتمع لاستقبال الدورة الأولمبية القادمة.
إن المضامين المحورية للمشاريع الخاصة بالمتطوعين لدورة بكين الأولمبية هي مشروعا خدمات المتطوعين لدورة بكين الأولمبية العادية وللمعوقين. وكشفت اللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية عن أنه من المتوقع أن يصل إجمالي عدد المتطوعين للدورة الأولمبية القادمة العادية في عام 2008 الى سبعين ألف نسمة بينما سيصل إجمالي عدد المتطوعين للدورة الأولمبية القادمة للمعوقين الى ثلاثين ألف نسمة. وسيبدأ رسميا تسجيل المتطوعين لمنافسات دورة بكين الأولمبية في أغسطس العام المقبل وسينتهى في إبريل عام 2008.
وأوضحت اللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية أن طلاب الجامعات والمعاهد العليا ببكين هم القوام الرئيسي للمتطوعين في منافسات دورة بكين الأولمبية العادية وأولمبياد المعوقين، كما سينضم اليهم سكان بكين وغيرهم من مختلف أبناء القوميات في كل أنحاء الصين والمواطنون في مناطق هونغ كونغ وماكاو وتايوان الصينية والجاليات الصينية والصينيون في خارج البلاد وغيرهم. وأثناء دورة بكين الأولمبية للمعوقين، سيشترك في خدماتها التطوعية بعض المعوقين المستوفين للشروط المطلوبة والقدرات اللازمة.
وتأسس في أغلب الجامعات والمعاهد العليا ببكين اتحاد شباب متطوعين. ويتمنى معظم الجامعيين أن يعملوا متطوعين لخدمة دورة بكين الأولمبية. ومن ضمنهم، الطالب دونغ دينغ في الصف الثاني للتخصص المصرفي في جامعة تشينغهوا. وقال دونغ دينغ:
" نحن شباب هذا العصر ، ونفتخر جدا ببذل جهود لخدمة دورة بكين الأولمبية. وإن هذه الأعمال التطوعية ستجعلنا مفعمين بالنشاط والحيوية، بينما نستطيع إظهار مزايا الشباب الصيني للعالم. ونرجو أن تصبح الخدمات التطوعية لدورة بكين الأولمبية متميزة بالخصائص الصينية ونصبح بواسطتها أكثر ودا وحنانا ولطفا. وأدرس الآن في الصف الثاني في الجامعة، وآمل في الاشتراك في الخدمات التطوعية لدورة بكين الأولمبية عام 2008 بعد أن أصبح طالب دراسات عليا. وإذا حققت أمنيتي حينذاك، فسيشعر كل أفراد أسرتي بالفخر والاعتزاز."
وأكد مسؤول باللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية أن هذه اللجنة لا تعمل على إقامة دورة أولمبية ناجحة فحسب، بل تأمل أيضا في دفع تطور وتقدم مدينة بكين بصورة شاملة بواسطة استضافة الدورة الأولمبية القادمة. لذا، تشجع هذه اللجنة الناس على الانضمام الى صفوف المتطوعين لدورة بكين الأولمبية، الأمر الذي سيعزز وعي جماهير بكين حتى كافة مواطنين بالخدمة التطوعية وسينشط تطور الأعمال الخيرية في الصين.