اكتشف على التوالي منذ أوائل التسعينات من القرن العشرين عدد كبير من خشب "وو مو" وتعني هذه الكلمة باللغة العربية "الأبنوس" مختلف الأشكال والألوان ويرجع تاريخ وجوده على سهل تشنغ دو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين الى قديم الزمان. ويبلغ طول بعضه أكثر من 30 مترا وثمنه أكثر من 70 طنا وأدهش العلماء والمؤرخين كثيرا.
وعادة يتشكّل الأبنوس من الأشجار القديمة التي نمت قبل آلاف السنين واقتلعتها عاصفة أو رعد وغيرهما من الظواهر الطبيعية العنيفة وسقطت على الأرض حتى دفنت تحتها رويدا رويدا وتغيّرت أليافها بمرور الزمن، الأمر الذي جعل لها أشكال متميزة وعروق جميلة وألوان عجيبة مثل الأسود، والرمادي، والبني، والأحمر، حتى الأصفر الذهبي. ويطلق أبناء الشعب الصيني على الأبنوس لقب "الخشب السحري" وكان الصينيون القدماء يستخدمونه في الصيدلة وتركيب الأدوية. واكتشف معظم الأبنوس الصيني على سهل تشنغ دو وسط مقاطعة سيتشوان ويعتبر كنزا ثمينا في الصين.
وبالنسبة الى الصينيين القدماء، كانت الأشجار لها روح مثل الانسان. وكانت مقاطعة سيتشوان في القدم مغطاة بالغابات البدائية الكثيفة والأشجار الغريبة والنباتات الأخرى غير المعروفة لدى الناس، مما جعل المنطقة مهدا للحكايات الأسطورية القديمة حول آلهة الأشجار السحرية. وفي عام 2001 اكتشف في ضواحي تشنغ دو أبنوس يبلغ قطره مترا وطوله 8 أمتار بالإضافة الى تمثال شجرة سحرية برونزية وتابوت مصنوع من أبنوس بشكل مركب، الأمر الذي أضفى جاذبية على لغز الأبنوس السحري.
وتقع مقاطعة سيتشوان في حوض نهر اليانغتسي وفي غربها هضبة تشوانسي وشرقها حوض واسع. وتتميز تربة سيتشوان باللون الأحمر والبنفسجي، لذلك تلقب ب"الحوض الأحمر". والى جانب ذلك تتميز هذه المقاطعة بكثرة الأنهار وتلقب أيضا ب"مقاطعة آلاف الأنهار" حيث يجتازها 1419 نهرا وتبلغ مساحة حوض كل منه أكثر منه 100 كيلومتر مربع، وتتقاطع هذه الأنهار المختلفة الأشكال والأحجام، مما يشكل بيئة صالحة جدا لنمو النباتات والحيواتات. لذلك أصبحت مقاطعة سيتشوان المنطقة الرئيسية في الصين لاكتشاف الأبنوس.
ويتعرف العلماء والخبراء من خلال اكتشاف الأبنوس على تشكيل الأنهار القديمة وحالة تطوّر الزراعة قديما في مقاطعة سيتشوان. ويساعدهم الأبنوس على التعرف على البيئة البيولوجية في سهل تشنغ دو وأنواع المخلوقات والأساس المادي والطبيعي لنشأة وتطور الحضارة القديمة على هذه الأرض.