<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-07-05 14:29:17
حياة سكان قومية سالا المسلمة في بكين

cri

يبلغ عدد سكان قومية سالا المسلمة أقل من مائة ألف نسمة ويعيشون في مقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين. وكانت هذه القومية قد انتقلت من آسيا الوسطى إلى الصين قبل أكثر من سبعمائة سنة وهي تحب التنقل من مكان لآخر. لذلك ينتشر سكان قومية سالا المسلمة في بعض المقاطعات الصينية. مثلا يصل عدد سكان قومية سالا في بكين إلى أكثر من 3000 نسمة. في هذه الحلقة نعرفكم ببعض سكان قومية سالا في بكين.

يقع مطعم بيت أبناء سالا في شرق بكين. على الرغم من أن هذا المطعم صغير إلا أنه مزدحم كل يوم وحتى في المساء وهناك العديد من الزبائن ينتظرون عند الباب. وصاحب المطعم السيد هان تشنغ فو من قومية سالا ولحم البقر والغنم والمأكولات التي يجهزها المطعم تحظى باقبال كبير من الناس. وجاء السيد هان تشنغ فو من مسقط رأسه بمقاطعة تشينغهاي إلى بكين قبل أكثر من عشر سنوات وفي البداية عمل في مطعم تابع لقريبه كتلميذ. وإن عملية التعلم كانت صعبة ومتعبة ومازال السيد هان يتذكر المرة الأولى التي قطع فيها لحم الغنم حتى الآن.

أعطانا صاحب المطعم رأسين من الغنم للتدرب على قطع الشرائح وذلك ضروري للتعلم ولا بد من الانتهاء سريعا من القطع خلال ست ساعات. وبعد أن انتهيت من العمل سال الدم من يدي وذلك لن أنساه أبدا.

وخلال التعلم المستمر جمع هان تشنغ فو خبرة في ادارة مطعم وبعد ست سنوات فتح مطعما وأصبح صاحبه. والآن قد أقام السيد هان في بكين واشترى بيتا ومارس تجارته فحياته أصبحت جيدة وسعيدة. وفي نظر السيد هان إن بكين مدينة كريمة تقبل وترحب بمختلف الناس. مثلا جاء أصدقاؤه من أنحاء البلاد ومنهم أصدقاء أجانب. ويكون مسرورا عندما يجتمع الأصدقاء أحيانا وفي أحيان آخرى ظهرت بعض المشاكل الصغيرة بين الأصدقاء بسبب مختلف الاعتقادات القومية والعادات حيث قال السيد هان:

دائما ما يطلب الأصدقاء منا شرب الخمر عندما نجتمع ولكننا نرفض ذلك لأن قومية سالا لا تشرب الخمر وفي هذه الحالة نشرب الشاي بدلا من الخمر ونشرح للأصدقاء كي يفهمون.

وجدير بالذكر أن قومية سالا من القوميات العشر التي تؤمن بالدين الإسلامي، وحسب التعاليم الإسلامية لا يشرب المؤمنون الخمر. وظل السيد هان وأهله يتمسكون بالتعاليم الدينية والعادات القومية رغم قدومهم إلى بكين قبل عدة سنوات، وفي كل الجمعة لا بد أن يذهب إلى المسجد لأداء الصلاة رغم ازدحام العمل. وبعض أبناء قومية سالا في بكين قد عرف واعتاد على هذه المدينة مثل السيد هان والبعض الآخر مازال في البداية ويواجه صعوبات العمل واللغة وغيرها. السيدة ما شيو ينغ جاءت من نفس موطن السيد هان تشنغ فو إلى بكين قبل أقل من سنة وكانت تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية في مسقط رأسها وأحبت بكين. وبعد ذلك تركت عملها في موطنها وجاءت إلى بكين بطفلها البالغ 6 سنوات من العمر. وقالت السيدة ما إنها تأمل في البحث عن عمل في أسرع وقت ممكن أو فتح محل صغير ذي خصائص مميزة كي تستقر في بكين.

أكبر تطلعاتي هي تلقي طفلي تعليمه في بكين لأن ذلك سيفتح عيون وأفكار الطفل من ناحية ومن ناحية أخرى فالتعليم في بكين متقدم.

وسرعان ما أحبت السيدة ما الحياة السريعة والجو الثقافي العميق في بكين. ورغم أن أهداف أبناء قومية سالا في بكين مختلفة ولكن حبهم لهذه المدينة متشابه. السيد هان جي شان من قومية سالا أيضا والتحق بجامعة ببكين في ثمانينات القرن الماضي وبقي في بكين بعد تخرجه والآن يعمل السيد هان جي شان في الجمعية الإسلامية الصينية. إن الجمعية الصينية الإسلامية جمعية وطنية دينية تربط بين المسلمين الصينيين وترعى شؤون المسلمين. وبصفته مسلما أحب واعتاد السيد هان جي شان على عمله الحالي وكان قد أُرسل إلى السعودية للدراسة فضلا عن انجازاته البارزة في العمل وقال السيد هان إنه يشعر بأن لعمله مغزى هاما للغاية.

إن عملي يشمل اختيار الأئمة وطريقة إدارة المساجد وطريقة منح شهادة الأطعمة الإسلامية وأنا مسرور لأن هذا دليل على ثقة المسؤولين بعملي وقدرتي.

ودائما ما يتصل السيد هان جي تشانغ بأبناء مسقط رأسه بسبب العمل وأحيانا يلتقون ويغنون. وهذه الأغنية التي استمعتم إليها قبل قليل شائعة في موطنهم. وتحكي الأغنية قصة عن قومية سالا مع الجمل الأبيض. وقيل إنه قبل أكثر من 700 سنة أخذت قبيلة من آسيا الوسطى جملا أبيض يحمل القرآن الكريم والمياه والتربة من موطنها وانتقلت إلى الشرق وعندما وصلت إلى مقاطعة تشينغهاي الصينية اليوم فقد الجمل الأبيض في المساء. وبحث الأبناء عنه هنا وهناك ووجدوه عند شروق الشمس بجانب مياه نقية وأرض خصبة وأشجار وأعشاب نضيرة فقرروا أن يستوطنوا هناك. والقبيلة المتنقلة هذه كانت أسلاف قومية سالا اليوم لذلك تحترم وتحب قومية سالا الجمل حتى اليوم وورث الأبناء صفة الترحال من الأسلاف ويحبون الانتقال من مكان إلى مكان للبحث عن حياة صيدة لأنفسهم.