الأحساء إعداد - اسماء أحمد
قبل فترة كتب جيمس كوماراسامي من محرري البي بي سي يقول :في شارع جانبي ضيق في المنطقة رقم 11 بالعاصمة الفرنسية باريس، توجد بناية غريبة امتلأت واجهاتها بالكتابات والنقوش، تعد أول مدرسة من نوعها في العالم. هذه المدرسة هي «زي هاكاديمي» والتي اشتق النصف الأول من الكلمة الثانية فيها من كلمة متسلل باللغة الإنجليزية، والجزء الثاني منها يعني أكاديمية، والتي افتتحت مؤخرا في فرنسا. وطلبة هذه المدرسة كما قد يخمن البعض من اسمها من مخربي أو متسللي الكمبيوتر (الهاكرز). ويضيف الكاتب جيمس بداخل هذه المدرسة يجلس الطلبة أو قراصنة الكمبيوتر القادمون في صفوف داخل فصل دراسي مزدحم لتعلم فن قرصنة الكمبيوتر. والعجيب أن من بين الطلبة رجال أعمال وجدة وحتى رجل شرطة. ويقول الذين وافقوا منهم على الكلام إنهم انضموا إلى المدرسة لتعلم كيفية حماية مواقعهم من المخربين الآخرين، أي أن دوافعهم جميعا هي الدفاع عن النفس. وقال رجل خجول داكن الشعر: «الإنترنت هي أفضل مثال على الحرية. لكنها قد تتحول أيضا إلى كابوس مزعج. أنا هنا لأحمي نفسي من الرقابة.» هذا الرجل كان في صف للمبتدئين أو في صف «المستجدين»، أما المستوى الأعلى فيطلق عليهم اسم «صف المتوحشين»، وأصحاب الخبرة الأكبر فيطلق عليهم «الغزاة». والمدهش في الموضوع أن الطلبة الهكرز قام كل واحد منهم بدفع رسوم الدراسة في هذه المدرسة العجيبه بما يعادل 45 جنيها إسترلينيا للدورة التي تتكون من تسعة دروس، ويأملون أن تتحسن مهارات «القرصنة» عندهم بانتهاء الدورة.
مدرسون مجهولون:
ويستمر الكاتب جيمس كومار في كتابته لهذا الموضوع الطريف :أمام صفوف الطلبة يقف فتى مراهق يعطيهم تعليمات مفصلة لكيفية التسلل إلى شبكة الكمبيوتر في أي شركة. ويطلق «المدرس» على نفسه اسم كلاد سترايف، وهو اسم شخصية من لعبة الكترونية، فالمدرسون لا يستخدمون أسماءهم الحقيقية.
وهناك مدرس آخر يطلق على نفسه اسم «فوزي»، وكانوا جميعهم يعملون في مجلة صوت المتسللين التي كانت تختص بتعليم فنون التسلل لشبكات الكمبيوتر بالإضافة «لمهارات» أخرى مثل تزوير بيانات البطاقات الائتمانية، والتهرب من سداد فواتير الهواتف المحمولة. لكن كلاد يصر على أنه لا يعلم سوى مهارات التسلل «الأخلاقية». ويقول: «بالنسبة لي يكفيني أن أعرف كيف يمكنني التسلل إلى نظام ما دون أن أتخطى الحدود القانونية.» لكنه يعترف بأن اللعب على الحدود بين ما هو قانوني وغير قانوني أمر مثير. ويصور نفسه وخبراته وكأنه روبين هود الإنترنت. وعندما لا يلقي كلاد أي محاضرات فإنه يشغل نفسه على حد قوله بكشف الثغرات الأمنية في شبكات الكمبيوتر في الشركات، ثم يتصل بالشركة هاتفيا ليحذرها من هذه المشاكل، وكأنه يؤدي خدمة عامة. لكن محامي الإنترنت إريك باربري لا يتفق معه. ويقول: » إنه مثل أن تقول إذا تركت باب منزلك مفتوحا فسأدخله وأتجول فيه. التسلل غير قانوني.» لكنه في الوقت نفسه يعترف بأن القانون غير واضح فيما يتعلق بمدرسة المتسللين.
اهتمام الشرطة:
وتقول شرطة باريس إنها تراقب المدرسة باهتمام، لكنها لم تتخذ أي خطوات لإغلاقها بعد. وربما تكون القضية هو ما سيفعله الطلبة بالمعارف التي سيحصلون عليها أثناء دراستهم، وهو السؤال الذي لا يعرف أحد إجابته. وقال لي كلاد سترايف:» أعلمهم القيم الأخلاقية. ولن أكون مسؤولا إذا ما استخدموها في أمر غير قانوني. «التسلل قانوني، ففي النهاية عندما تقود سيارة يمكنك أن تصطدم بشخص وتقتله، لكن هذا لا يعني أنه لا يجب السماح لك بالحصول على دروس في القيادة.» ونصيحة أخيرة لكل من يريد الانضمام إلى هذه المدرسة التي تلقت بالفعل طلبات التحاق من خارج فرنسا، إذا أردت دفع الرسوم الدراسية بالبطاقة فادفعها عبر الهاتف، فكما يقول موقع المدرسة على الإنترنت، الإنترنت ليست مكانا آمنا. الرياض-السعودية
5-7-2005