دراسة حول أمراض العصر توصل العلماء أن المقياس الحقيقي لمخاطر التعرض للأمراض الصحية هو قياس الخصر وليس مقياس الوزن أو أي شيء آخر من الأجهزة.
تراكم الدهون حول منطقة الخصر وفوق المعدة من شأنه أن يضاعف أخطار التعرض للسكري وأمراض القلب بنسبة أربعة أضعاف بحسب فريق العلماء في جامعة بيرمنجهام البريطانية. يضيف الدكتور أنثوني باريت أن الخلايا الدهنية التي تتراكم حول الخصر تقوم بإفراز مواد كيماوية تسبب الضرر لنظام الأنسولين في الجسم.
أما بالنسبة لمنطقة الخطر فيقول العلماء أن النساء اللواتي يتجاوز عرض الخصر لديهن 35 انش والرجال الذين يتجاوز عرض الخصر عندهم 40 انش هم الذين يشملهم الخطر، وبحسب العلماء أن هذا المقياس هو الذي يحدد الخطورة من السمنة وليس الوزن العام للجسم.
جاء هذا البحث ليؤكد خطأ الاعتقاد السائد أن الخصر العريض ليس إلا تراكمات من الشحوم الساكنة بل لقد اثبت أن هذه التراكمات من الشحوم نشطة جدا وتقوم بإفراز البروتينات والهرمونات أيضا.
من المعروف أن هذه الإفرازات مفيدة للجسم ولكن بالكميات المناسبة أما إذا زادت نسبة إفراز هذه الهرمونات والبروتينات فإنها تسبب ضررا كبيرا لنظام الأنسولين في الجسم وترفع من ضغط الدم وتزيد من نسبة الكولسترول في الدم.
هذا ومن جانب آخر، أكد أطباء مختصون في أمراض السكري والغدد الصماء أن جسم المرأة قد يساعد في الكشف عن إمكانية تعرضها للإصابة بمرض السكري.
وقال الباحثون إن استعداد المصابات بالسمنة في الجزء العلوي من أجسامهم ، أي فوق منطقة الخصر، للإصابة بالسكري، يكون شبه تام ، في حين لا يوجد نفس هذا الاستعداد عند اللاتي يعانين من سمنة الجزء السفلي من الجسم .
ولإثبات ذلك، قام الباحثون في جامعة ويسكونسن الأمريكية، بدراسة طويلة أجريت على مدار ست سنوات، شاركت فيها 52 سيدة، تم تقسيمهن إلى ثلاث مجموعات، تألفت إحداها من 25 سيدة يعانين جميعهن من السمنة في أعلى الجسم، أو ما يعرف بشكل التفاحة، والمجموعة الثانية من 18 سيدة مصابات بالبدانة في أسفل الجسم، وهي تعرف بشكل الكمثرى، أما المجموعة الثالثة فكانت محايدة، وتكونت من تسع سيدات من ذوات الوزن الطبيعي.
لاحظ الباحثون في نهاية الدراسة، أن أعراض مرض السكري ظهرت على جميع السيدات في المجموعة الأولى بينما لم تصب بالمرض أي من السيدات في المجموعتين الثانية أو الثالثة، مما يشير إلى أن فرصة المرأة المصابة ببدانة فوق مستوى الخصر، تزيد على تلك التي تتمتع بوزن طبيعي أو تلك التي تعاني من بدانة المنطقة السفلية من الجسم أو تحت مستوى الخصر، بثماني مرات.
قال الباحثون إن البدانة والوراثة تلعبان الدور الأكبر في إصابة الشخص بالسكري ، ولكن بإمكان الشخص حماية نفسه من الإصابة بالسكري حتى وإن انحدر من عائلة كل أفرادها مصابون بالمرض، بأن يحافظ على وزن يقل بحوالي 10 بالمائة عن الوزن المثالي.
هذا وحذر باحثون إيطاليون من أن الوزن الزائد وخاصة في منطقة البطن والخصر، يضعف الوظائف الرئوية والقدرة على التنفس بعمق.
ولاحظ الباحثون في دراستهم التي سجلتها المجلة التنفسية الأوروبية، أن زيادة أوزان المشاركين على مدى ثماني سنوات سببت انخفاضات كبيرة في الحجم الرئوى، وكانت هذه الانخفاضات أعلى بين الرجال ممن عانوا من وزن مفرط في بداية الدراسة واكتسبوا المزيد من الوزن أثناء فترة المتابعة، وعند الأشخاص الذين عانوا من الكرش.
أوضح الباحثون أن تراكم الدهون في منطقة البطن يؤثر سلبيا على تمدد الحجاب الحاجز والتمدد الكامل للرئتين خلال التنفس، وقد يتسبب في تعطيل الوظائف الرئوية، وخاصة عند الرجال الأكثر عرضة لتكون الكرش، بينما تترسب الدهون الزائدة عند النساء شفى الأوراك والأرداف.
ويرى الباحثون أن هذه التأثيرات رجعية ويمكن تفاديها بإزالة الدهون وتخفيف الوزن، مشيرين إلى أن الرئتين من أكثر الأعضاء الحيوية تأثرا بالبدانة.
ومن جانب آخر اثبت بحث جديد نشر أن الدهون التي تتراكم في منطقة البطن وتسبب ما يعرف بالكرش سببها التوتر النفسي، وقال الباحثون إن التوترات الكثيرة المصاحبة للحياة العصرية وردود الفعل عليها تساهم في تركيز الدهون والشحوم في منطقة البطن وخاصة عند السيدات النحيفات.
ووجد الباحثون برئاسة الدكتورة أليسا إيبيل من جامعة بيل الأميركية بعد إخضاع 59 امرأة بيضاء من النحيفات وصاحبات الوزن المفرط لاختبارات خاصة لتقييم درجات التوتر لديهن لعدة أيام ثم تقويم مدى استجابتهن من خلال قياس هرمون التوتر كورتيزول الذي يفرز في حالات التوتر العصبي أن نسبة محيط الخصر إلى الورك التي تعتبر عن تراكم الدهون كانت أعلى في نصف السيدات مما يعني وجود كميات أعلى من الدهون في منطقة الخصر، في حين أظهر النصف الآخر نسبة منخفضة مما يدل على تمركز معظم الوزن في منطقة الأوراك.
ولاحظ الباحثون، أن كلتا المجموعتين من السيدات اللاتي تتمركز الدهون في منطقة البطن أكثر من الأوراك أكثر عرضة للتوتر من اللاتي تتركز أوزانهن في الأوراك، حيث أنتجت هؤلاء كميات أكبر من هرمون الكورتيزول في حياتهن.
وسجل الباحثون في مجلة الطب النفسي الجسدي المتخصصة أن الوراثة قد تلعب دورا في تشكيل الاستجابة الفعلية للتوتر وتوزيع الدهون في الجسم كما قد يساهم التدخين والكحول وقلة الرياضة. في تراكم الكرش في حين أن النشاط البدني المنتظم وانخفاض مستويات الكورتيزول قد يقللها مشيرين إلى أن دهون البطن تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة والسكري.
والجدير ذكره ما أكده باحثون في جامعة بيتسبيرج الأميركية أن الأشخاص العدوانيين وسريعي الغضب الذين يتم استفزازهم وتوترهم بسهولة اكثر عرضة للبدانة الذي يكون الجسم فيها اقرب ما يكون لشكل التفاحة وهو الشكل الذي يتعرض لأعلى خطر إصابة بالجلطات القلبية.
وقالت الدكتورة كارين ماثيوس من كلية الطب بالجامعة إن الأشخاص الذين تتراكم دهونهم في البطن بدلا من الأوراك والأرداف يتعرضون لأعلى مستويات الغضب التي تزيد بدورها هرمونات التوتر في الجسم فتعرضه لخطر الإصابة بمشكلات قلبية متعددة.
وأشارت في دراستها التي استمرت 13 عاما إلى أنه كلما كانت مستويات الغضب عالية لدى السيدات تم تخزين دهون أكثر في بطونهن وبالتالي تكون ما يعرف شيوعا بالكروش الدهنية .
ونوهت في مجلة الجمعية الأميركية للعلوم النفسية والجسدية إلى دراسة أخرى مشابهة أجريت في الرجال كانت قد ربطت مستويات العدوانية العالية بزيادة الوزن الكلي ونسبة الخصر إلى الورك.
بوابة الشرق الاوسط
6-7-2005