ارتفع الدولار بقوة مقابل العملات الرئيسية الأخرى مدعوماً باحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية مرة أخرى، وبالبيانات الاقتصادية الايجابية التي صدرت في الولايات المتحدة. وقد ظل القلق بشأن عجز الحساب الجاري الأمريكي عامل تأثير سلبي في أداء الدولار خلال السنوات الثلاث الماضية حتى عام ،2004 ولكن التوقعات برفع أسعار الفائدة كان لها دورها في التخفيف من ذلك القلق. وبعد التفجيرات التي شهدتها لندن في الاسبوع الماضي، تتزايد التوقعات في السوق بخفض أسعار الفائدة البريطانية مع الأخذ في الاعتبار التأثير المحتمل في توجهات المستهلكين والشركات على حد سواء.
اليورو
بدأت العملة الأوروبية الاسبوع وهي تتعرض للضغوط مقابل الدولار بعد صدور بيانات الانتاج الصناعي القوية في الولايات المتحدة في الاسبوع السابق والتي عززت التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يستمر في رفع أسعار الفائدة، كما ان ضعف الاقتصاد وعدم الاستقرار السياسي في أوروبا قد دفعا المستثمرين لبيع اليورو. فقد جاءت تصريحات أحد المسؤولين في البنك المركزي الأوروبي لتثير مخاوف المستثمرين حول استقرار منطقة اليورو مستقبلاً، حيث قال عضو مجلس البنك كريستيان نويار إنه يمكن لأي دولة أن تخرج من نظام العملة الواحدة.
ومع تقدم الاسبوع حصل الدولار على دعم اضافي مقابل اليورو بعدما اظهر تقرير ان قطاع الخدمات في الولايات المتحدة أقوى مما كان متوقعاً، فقد سجل مؤشر معهد ادارة الامداد للنشاط غير الصناعي 62،2 نقطة في يونيو/حزيران، وهو رقم يفوق توقعات الخبراء البالغة 58 نقطة. وفي أوروبا، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة على ما هي عليه عند مستوى 2 في المائة كما كان متوقعاً، وظل السياسيون يضغطون على البنك المركزي الأوروبي لخفض أسعار الفائدة بهدف تحفيز النمو الاقتصادي. يذكر ان ضعف اليورو أتاح المزيد من الفرص لقطاع التصدير، ولكن توجهات المستهلكين بقيت منخفضة، وقد انتقد بعض أعضاء البرلمان الأوروبي البنك المركزي للاهتمام الزائد بالتضخم وقلة الاهتمام بالنمو. وبنهاية الاسبوع، خسر الدولار مكاسبه مقابل اليورو على الرغم من تقرير الوظائف الأمريكية الذي اتسم ببعض القوة، حيث التزم المتعاملون في السوق جانب الحذر بعد التفجيرات التي هزت لندن يوم الخميس. فقد ارتفعت الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في يونيو/حزيران بمقدار 146 ألفاً وهو رقم يقل عن توقعات الخبراء البالغة 188500 وظيفة جديدة. وبلغت نسبة البطالة 5 في المائة مقارنة بالتوقعات البالغة 5،1 في المائة. ولكن بعد مراجعة أرقام الوظائف لشهري ابريل/نيسان ومايو/ايار التي ارتفعت إلى 292 ألفاً و104 آلاف زاد الرقم بالنسبة للشهرين بمقدار 44 ألف وظيفة جديدة.
وسيتركز الاهتمام خلال الاسبوع الحالي على البيانات التي ستصدر في الولايات المتحدة وتشمل أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة لشهر يونيو/حزيران ومؤشر امباير ستيت للنشاط الصناعي ومؤشر جامعة ميتشيجان لثقة المستهلكين لشهر يوليو. وفي أوروبا، سيجتمع وزراء المالية في بروكسل حيث يتوقع ان يزيدوا ضغوطهم على البنك المركزي الأوروبي لخفض أسعار الفائدة.
وتراوح سعر التعامل في الاسبوع الماضي بين 1،1886 1،2040 دولار لليورو (4،3586 4،4225 درهم لليورو).
ومن المتوقع ان يتراوح سعر التعامل هذا الاسبوع بين 1،1820 1،2120 دولار لليورو (4،3417 4،4519 درهم لليورو).
الين الياباني
بدأ الين الاسبوع بداية فاترة مقابل الدولار، حيث واصلت العملة الأمريكية ارتفاعها مقابل الين مع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية مما يؤثر في فرص الانتعاش الاقتصادي في اليابان بسبب اعتماد اليابان الكامل على الاستيراد لتلبية احتياجاتها من النفط والضرر المحتمل الذي يمكن ان يحدثه ارتفاع أسعار النفط في الاقتصاد. وخلال الاسبوع كانت الأسواق تترقب اجتماع قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى والذي كان من المتوقع ان يثير موضوع رفع قيمة اليوان الصيني. ويتوقع معظم المحللين ان تخفف الصين من تثبيت عملتها المحكم بالدولار بحلول نهاية العام. ومن المتوقع على نطاق واسع ان تدعم هذه الخطوة العملات الآسيوية الأخرى بما فيها الين حيث يمكن ان تتوقف البلدان الآسيوية عن التدخل بشراء الدولار للمحافظة على القدرة التنافسية لصادراتها. ولكن الرئيس الصيني هو جينتاو لم يتطرق لموضوع اليوان في كلمته أمام اجتماع مجموعة الثماني. ومن جانبه قال نائب وزير الاقتصاد الألماني انه لم تتم مناقشة موضوع أسعار العملات في الاجتماع. ولكنه أضاف قائلاً: إن احدى الدول الأعضاء أبدت رغبتها في ان تكون أسعار العملات الآسيوية أكثر مرونة. وفي نهاية الاسبوع ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له خلال 14 شهراً مسجلاً 112،60 ين حيث تأثرت العملة اليابانية بضعف الطلب المحلي للآليات. ومن المتوقع ان يبقي بنك اليابان أسعار الفائدة المنخفضة للغاية على ما هي عليه دون تغيير في اجتماعه هذا الاسبوع.
وتراوح سعر التعامل في الاسبوع بين 111،28 و112،60 ين للدولار (0،032621 0،033008 درهم للين).
ومن المتوقع أن يراوح سعر التعمل هذا الاسبوع بين 110،65 113،65 ين للدولار (0،032320 0،033196 درهم للين).
الجنيه الاسترليني
بدأ الجنيه الاسبوع بداية ضعيفة مع تزايد التكهنات بأن بنك انجلترا ربما يقوم بخفض أسعار الفائدة على المدى المتوسط لإنعاش الاقتصاد الذي يعاني من الركود. ولم يستفد الجنيه من البيانات التي تظهر ان قطاع الخدمات في بريطانيا سجل معدل نمو أسرع مما كان متوقعاً في يونيو/حزيران. فقد ارتفع مؤشر النشاط في قطاع الخدمات إلى 55،8 نقطة في يونيو/حزيران من 55،1 نقطة في مايو/ايار.
ومع تقدم الاسبوع لم تفلح البيانات التي أصدرها اتحاد تجارة التجزئة البريطاني في توفير الدعم للجنيه، حيث أظهرت هذه البيانات انخفاض المبيعات بأبطأ معدل لها خلال ثلاثة أشهر في يونيو، حيث أسهم تحسن الطقس والتخفيضات في اغراء المستهلكين للعودة للتسوق. كما أظهرت بيانات الانتاج الصناعي في المملكة المتحدة انخفاض الانتاج بأسرع معدل ربع سنوي خلال ما يقارب ثلاث سنوات في مايو/أيار، مما زاد الضغوط على الجنيه. وعلى صعيد آخر أبقى بنك انجلترا اسعار الفائدة على ما هي عليه عند مستوى 4،75 في المائة. ومع ذلك واصل الجنيه تراجعه حيث سجل أدنى مستوى له خلال 19 شهراً مقابل الدولار بعد سلسلة التفجيرات التي ضربت وسائل النقل وأوقعت العديد من القتلى والجرحى. وكان الجنيه قد خسر أكثر من 5 في المائة خلال الاسبوعين الماضيين وجاءت هذه التفجيرات لتزيد من احتمالات خفض أسعار الفائدة.
وسيتركز الاهتمام خلال الاسبوع الحالي على بيانات أسعار المنتجين والتضخم وتقرير الوظائف وأسعار المساكن في بريطانيا.
وتراوح سعر التعامل في الاسبوع الماضي بين 1،7307 1،7656 دولار للجنيه (6،3572 6،4854 درهم للجنيه).
ومن المتوقع ان يتراوح سعر التعامل هذا الأسبوع بين 1،7237 1،7537 دولار للجنيه (6،3314 6،4416 درهم للجنيه).
الخليج-الامارات
11-7-2005