في مدينة برمنجهام بعد ساعات من إجلاء20 ألفا من سكانها
رفعت الشرطة البريطانية صباح أمس الطوق الأمني الذي فرضته ليلا علي وسط مدينة برمنجهام ـ ثاني أكبر المدن في بريطانيا ـ واستأنف المرور حركته العادية باستثناء قطاع واحد استمرت فرق المفرقعات في تفتيشه بحثا عن أي أجسام أو عبوات مشبوهة.
وأعلنت متحدثة باسم شرطة وست ميدلاندز عن إعادة فتح جميع الطرق الرئيسية المؤدية إلي حي برود ستريت وسط المدينة. كما فحص خبراء المفرقعات جسما مشبوها في فندق وتبين أنه لم يكن عبوة ناسفة. وكانت الشرطة قد أجلت نحو20 ألف شخص من سكان الحي ليلا كإجراء احترازي بعد ورود معلومات عن خطر جدي يهدد الحي. ويعتبر برود ستريت حيا للترفيه بصفة رئيسية ويضم أكثر من100 مطعم وبار ولا يوجد فيه سكان كثيرون.
وقام خبراء المفرقعات بتفكيك أربع عبوات مشبوهة عثر عليها في حافلة بشارع في الحي بعد تلقي اتصال من أحد السكان يبلغ بوجودها. وأكدت الشرطة أن العبوات لم تكن تحتوي علي مواد ناسفة, وأنه لم يتم اعتقال أي أفراد للاشتباه فيهم.
وأعلن ستيوارت هايد مساعد رئيس شرطة وست ميدلاندز أن إخلاء الحي الترفيهي والحي الصيني كان إجراء سليما تماما لتجنب أي مخاطر بعد تلقي تحذيرات من وجود تهديد حقيقي ضد المنطقتين. ولكنه أعرب عن اعتقاده بعدم وجود علاقة بين ذلك التهديد وتفجيرات لندن يوم الخميس الماضي.
وأعلن تشارلز كلارك وزير الداخلية البريطانية أن عدد ضحايا تفجيرات لندن سوف يرتفع علي الأرجح خلال الأيام القليلة المقبلة. وأعرب عن تفاؤله بشأن إمكانية الإيقاع بمدبري هذه الاعتداءات الإرهابية في نهاية المطاف.
وحذر من أن بقاءهم مطلقي السراح يهدد بوقوع مزيد من الهجمات في مناطق أخري. ومازالت فرق البحث والإنقاذ تبحث عن نحو30 مفقودا منذ يوم الخميس الماضي, يرجح أنهم قتلوا جميعا ومازالت جثثهم عالقة وسط الحطام والأنقاض داخل نفق المترو. وكانت السلطات البريطانية قد أعلنت عن وصول عدد الضحايا إلي50 قتيلا, بينما أصيب700 علي الأقل بجراح, منهم70 في حالة خطيرة.
شرطى بريطانى يقف عند مدخل حى برود ستريت الترفيهى بوسط برمنجهام لمنع المواطنين من الدخول اليه بعد تلقى تحذيرات من اعتداء ارهابى وشيك مساء أمس الأول
وقد بدأ خبراء الطب الشرعي في تشريح الجثث لتحديد أسباب الوفاة وهوية القتلي تمهيدا لإعلان أسمائهم.
وذكرت صحيفة الأوبزرفر أمس أن خبراء المعمل الجنائي استبعدوا فرضية قيام انتحاريين بتنفيذ اعتداءات لندن. وأوضحت أن آثار الانفجارات وإصابات الضحايا تشير إلي أن قنابل وضعت علي أرض عربات مترو الأنفاق بالقرب من أبوابها, وأن تفجيرها تم بأجهزة توقيت وبفارق زمني يصل إلي نحو50 ثانية بين كل انفجار والتالي له. وأكد مسئولون بالشرطة للصحيفة أن التحقيقات تظهر أن الاعتداءات منفذة بحرفية عالية أكثر مما كان متوقعا في البداية.
كما كشفت التحقيقات أن كاميرا المراقبة المثبتة في حافلة الركاب التي شملتها الاعتداءات لم تكن تعمل منذ أكثر من شهر. ووصف هذا العطل بأنه أحد الأسباب الرئيسية وراء بطء التحقيقات. ويقوم الخبراء حاليا بتفريغ أشرطة كاميرات فيديو أمنية مثبتة في مئات من الحافلات ومحطات الركوب علي أمل رصد ملامح منفذي الاعتداءات فيها.
وأكد ضابط شرطة بارز أن فحص حطام الحافلة يمثل خيطا رئيسيا في التحقيقات الجارية. وأضاف أن ثمة ثلاث نظريات افتراضية لطبيعة تنفيذ الاعتداءات أو ما وصفه بـ السيناريو الأسود للعملية. وأوضح أن منفذ تفجيرات الحافلة كان يستقلها وبحوزته قنبلة في طريقه إلي الهدف الأصلي, ولكنه قرر أن يفجر القنبلة بعد إدراكه أن قنابل مترو الأنفاق قد انفجرت بالفعل. أما الاحتمال الثاني فيتمثل في أن العبوة الناسفة لم تكن محكمة الإعداد فانفجرت دون قصد منه. وأشار الضابط إلي أن الفرضية الثالثة والأخيرة هي أن منفذ الهجوم تملكه الخوف الكامل فقرر تفجير العبوة فورا بدلا من المكان الأصلي المستهدف.
وكان اعتداء الحافلة قد أودي بحياة13 راكبا وأدي إلي انفصال سقفها بالكامل.
الاهرام-مصر
11-7-2005
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
