أقيم في بكين مؤخرا معرض "سلسلة أعمال التصوير الفوتوغرافية الصينية الممتازة في القرن العشرين" وتعرض فيه 160 صورة ممتازة من الصورة التي التقطتها عام 1901 السيدة سون سوي شين تسي أستاذة الفنون البصرية الصينية بعنوان:"أول صوري الشخصية" وكذلك صور التقطت في أواخر القرن العشرين ابان الاحتفال بعودة هونغ كونغ وماكاو الى الوطن الأم.
وقال السيد لوي هاو مين نائب رئيس لجنة تنمية ثقافة القوميات الصينية، إن جمع الأعمال المعروضة هذه كان صعبا جدا واستغرق أكثر من سنة، حيث قد توفّي بعض المصورين وقدم أقرباؤهم صورهم، وقد ضاعت سلبية بعض الصور واضطّر العمال الى مراجعة الكثير من الملفات لتصويرها من جديد. وتحتوى المعروضات على أعمال المصورين المشاهير في العصر الحديث مثل شوي شياو بينغ ويوان يي بينغ، وأعمال المصورين المشاهير الراحلين مثل الجنرال يي تينغ والجنرال تشانغ أي بينغ، وبعض الأعمال غير المعروفة لدي الناس مثل الصور الشخصية الأولى لأستاذة الفنون البصرية الصينية السيدة سون سوي شين تسي، وخمس صور قديمة لا يمكن تحديد مصوريها. وتتعدد مواضيع الصور المعروضة من الزعماء العظماء والأشخاص المشاهير في تاريخ الصين الى عامة الناس وحياتهم اليومية.
وكان الأستاذ ليو بان نونغ الأديب والشاعر الصيني المشهور مصوّرا في باكورة نشأة فن التصوير الصيني أيضا، وتعلم التصوير في السابعة عشرة من عمره وسافر الى فرنسا عام 1923 لدراسة التصوير متخصصا. وفي عام 1925 عاد الى الصين وبدأ العمل كأستاذ في جامعة بكين، وانضم في العام التالي الى "جمعية النور ببكين" التي كانت تدعو الى تعميم فن التصوير في الصين، وترك أعمالا مصورة ثمينة وملفات ومعلومات نادرة عن تاريخ التصوير في الصين. وتعرض في المعرض صورة التقطها بعنوان:"الضواحي" تجسد منظرا عاديا في ضواحي بكين في أوائل القرن العشرين--- كان البط يطفو على النهر وتصطف على ضفتي النهر أشجار وبيوت ريفية، الأمر الذي يقدم للمشاهدين جوا هادئا بل موحشا قليلا.
ولم يكن الاسم "شا في" معروفا لدى عامة الناس في الصين، غير أنه اسم لا ينبغي أن ينسى. ففي عام 1936 التقط صور تجاذب السيد لو شون الأديب والكاتب الصيني العظيم أطراف الحديث مع بعض الشباب في شانغهاي، وبعد 11 يوما توفيّ السيد لو شون وأصبحت هذه الصور آخر صوره ولقبت ب"تحفة معنوية غالية في مخزن فن التصوير الصيني". وتعرض في المعرض صورة بعنوان:"لو شون" وهى آخر صورة التقطها شا في للسيد لو شون في ال8 من أكتوبر عام 1936.
وتعرض أيضا في المعرض صورة فازت بجوائز عديدة بعنوان:"تعالي يا ماما". وتحدث تانغ تسون جي المصور الذي أخذ هذه الصورة عنها قائلا:" كان التقاط هذه الصورة مجرّد مصادفة، حيث دعوت صديقة لي وإبنها الى حديقة في جو جميل، وفي طريق العودة من الحديقة جرى الإبن الى حضن والدته وأمسكت الأم بيده خائفة علي أنه سيسقط. وانتهزت الفرصة والتقطت هذه الصورة. وفي عام 1961 اشتركت هذه الصورة في معرض الصور الفوتوغرافية الدولي بموسكو في الاتحاد السوفياتي السابق وفازت بالجائزة الفضية."
وسيقام المعرض في مدن الصين الكبيرة مثل شانغهاي وقوانغ تشو وشن تشن على مدى سنة كاملة.