السيد عبد الله جمعه
زار الصين في الأسبوع الماضي السيد عبد الله جمعه الرئيس والمدير التنفيذي الأول لشركة أرامكو السعودية باعتبارها شركة نفطية مملوكة للمملكة العربية السعودية وعملاقا نفطيا في العالم وحمل خلال زيارته هذه مشروعين كبيرين للاستثمار في الصين، الأمر الذي يدل على بدء التعاون بين شركة البترول السعودية والشركات الصينية في المجال النفطي. وفي الوقت نفسه عبر عن تعهد شركة أرامكو بتقديم ضمان نفطي مستدام وموثق به للصين. وفي هذه الحلقة نقدم لكم تقريرا بعنوان: شركة أرامكو تتعاون مع مجموعة SINOPEC لفتح مجال أوسع وأكثر إشراقا للتعاون بين السعودية والصين في مجال الطاقة.
قال عبد الله جمعه الرئيس والمدير التنفيذي الأول لشركة أرامكو السعودية في كلمة ألقاها في مأدبة بفندق القصر الإمبراطوري ببكين بحضور نحو مائة من كبار مسؤولي شركة أرامكو والشركات النفطية الصينية: -------------
" إن النمو الاقتصادي السريع في الصين واحتياطي البترول الهائل والقدرة القوية على إنتاج البترول في السعودية أصبحا روابط تربط البلدين وأهم الروابط في مجال الطاقة في العالم. ولم تجلب هذه الروابط فوائد اقتصادية لكلا الجانبين فحسب، بل جعلت الاقتصاد العالمي أقوى فأقوى! وتسعى شركة أرامكو السعودية لتقديم مساهماتها في تزويد الصين والعالم بالطاقة التي تحتاج إليها. ومثلما فعلنا خلال السنوات السبعين الماضية سنواصل الوفاء بوعودنا لتزويد الأسواق العالمية بالطاقة، ونستعد لسد حاجات الصين من البترول في أي وقت. "
وأشار السيد جمعه في كلمته أيضا إلى أنه حسب احصاءات وكالة الطاقة الدولية فأن ثلث الزيادة في الطلب العالمي على البترول في العام الماضي جاء من الصين، وقد أصبحت الصين ثاني أكبر دولة مستهلكة للبترول بعد الولايات المتحدة. وبحلول عام 2030، سيكون حجم استهلاك البترول في الصين أكثر من ضعفي الحجم الحالي ويتجاوز 13 مليون برميل يوميا وستزداد واردات الصين البترولية خمس مرات وتبلغ نحو عشرة ملايين برميل يوميا مثل الولايات المتحدة، مؤكدا ضرورة أن تصبح المملكة العربية السعوية التي تملك أكبر إحتياطي نفطي في العالم وتعتبر أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول في العالم أكبر دولة مزودة للصين بالبترول.
وحدد السيد جمعه رئيس شركة أرامكو السعودية على أهداف زيارة كبار مسؤولي الشركة للصين هذه المرة قائلا: -------------
وإن مشروع فوجيان للتكامل الذي ذكره السيد جمعه وتم وضع حجر أساسه في 8 يوليو الحالي يبلغ إجمالي حجم استثماراته أكثر من 3.5 مليار دولار أمريكي بتمويل من شركة البتروكيماويات بمدينة فو جيانغ التابعة لمجموعة البتروكيماويات الصينية \SINOPEC\ بالنسبة 50% وشركة أرامكو السعودية 25% وشركة أكسنموبيل 25% من الأسهم كل على حدة ويهدف إلى توسيع بناء قاعدة تكرير البترول الموجودة حاليا في مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين لرفع قدرة مصفاة فوجيان من 4 ملايين طن سنويا في الوقت الحالي إلى 12 مليون طن سنويا في المستقبل. ومن المتوقع أن يكتمل بناء هذا المشروع في النصف الأول من عام 2008.
وبالإضافة إلى مشروع فوجيانغ، تبحث شركة أرامكو السعودية حاليا مع مجموعة البتروكيماويات الصينية \SINOPEC\ إمكانية التعاون بينهما في مشروع بناء مصفاة بترول في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرق الصين. وفي هذا الصدد، قال السيد دو قو شنغ رئيس مجلس إدارة شركة تكرير البترول المحدودة بمدينة تشينغداو التابعة لمجموعة SINOPEC: ----------
"نعمل حاليا على تنفيذ مشروع بناء مصفاة بترول في تشينغداو ونأمل مشاركة شركة أرامكو السعودية بالاستثمار في هذا المشروع. وبعد عدة اتصالات أجريناها، نعتقد أن شركة أرامكو السعودية شركة تستحق بالفعل أن تقيم SINOPEC شراكة تعاون مستدام معها. وتتمتع شركة أرامكو السعودية بقوة كبيرة في مجال الاحتياطي النفطي واستخراج البترول، الأمر الذي يسد حاجة الصين من البترول الخام وخاصة مجموعة SINOPEC باعتبارها غير قوية في إنتاج البترول، كل ذلك يساعد على إنشاء علاقة تكامل مستقرة بين الشركتين. وأنا متفائل جدا بآفاق التعاون بيننا!"
وأشار السيد دو قو شنغ إلى أن مشروع تشينغداو هو بناء مصفاة بترول في مدينة تشينغداو وكان ينفذ باستثمار من مجموعة SINOPEC بالنسبة 85% وحكومة مقاطعة شاندونغ 10% وحكومة مدينة تشينغداو 5% من إجمالي الأسهم كل على حدة. وقد بدأ هذا المشروع وسيتم بناء مصفاة بطاقة تكرير البترول تبلغ عشرة ملايين طن خلال المرحلة الأولى. وعبرت شركة أرامكو السعودية عن رغبتها في المشاركة في هذا المشروع، وقد أجريت ثمان مشاورات بين الجانبين، وعبر الجانبان عن رغبتهما المشتركة في إنجاح مفاوضاتهما حول التعاون في هذا المشروع.
وقيم السيد عبد الله جمعه تعاون شركته مع الجانب الصيني قائلا: --------------
" إن أنجح علاقات الشراكة بين شركتنا والشركات الصينية هو التعاون مع مجموعة SINOPEC، وتعتبر العلاقة بين الشركتين نموذجا ناجحا للتعاون. ووضعنا حجر الأساس لمشروع فو جيان للتكامل في ال8 من يوليو، كما حققت المفاوضات بيننا حول مشروع شاندونغ نتائج جيدة. ولم تنحصر تعاوننا داخل الصين، بل امتد إلى الصحراء السعودية الواسعة حيث ننقب ونستخرج مع مجموعة SINOPEC الغاز الطبيعي غير المرافق للنفط والذي يعتبر شيئا مهما جدا بالنسبة للتنمية وتنوع الموارد الاقتصادية في السعودية. وذلك يعني أنه في الوقت الذي نقدم فيه لكم الإمدادات النفطية الموثوق بها لمساعدتكم على التنمية الاقتصادية، تساعدونا أيضا على بناء مستقبل طاقة في بلادنا."
وجدير بالذكر أن شركة أرامكو السعودية تعتبر أكبر منتج للبترول في العالم وهي مملوكة تماما للحكومة السعودية وتملك ربع إجمالي احتياطي البترول في العالم وتنتج يوميا 8 ملايين برميل من البترول الخام مشكلة أكثر من 10% من إجمالي حجم الإنتاج اليومي من البترول في العالم باسره. وبسبب أن قطاع تكرير البترول في الصين ما زال قطاعا محتكرا، فإن العديد من كبار منتجي البترول قد فشلوا في دخول الأسواق الصينية. ولأن شركة أرامكو شركة طاقة حكومية في أكبر الدول المنتجة للبترول في العالم، فإن ذلك يعتبر في صالح ضمان تزويد الصين بالبترول. ويعتبر التعاون بين هذه الشركة ومجموعة SINOPEC نموذجا خاصا وبداية للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة في المستقبل.
وحول أفاق التعاون بين الصين والسعودية في مجال الطاقة، عبر السيد عبد الله جمعه رئيس شركة أرامكو السعودية عن تفاؤله الكبير حيث قال: ------------
السيد عبد العزيز
وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "أطلب العلم ولو في الصين". وبالإضافة إلى السعي وراء تطوير علاقات التعاون في مجال المشاريع والترويج، ومن أجل معرفة الصين بشكل أفضل، بدأت شركة أرامكو السعودية قبل سبع سنوات إرسال الطلاب السعوديين إلى جامعة شيامين بجنوب الصين وجامعة الاقتصاد والتجارة الخارجية ببكين لدراسة تخصصات الهندسة والصناعة البتروكيماوية والاقتصاد والمالية والإدارة. وبلغ عدد هؤلاء الطلاب 27 طالبا، وبعد عودتهم إلى السعودية سيعملون في شركة أرامكو للمساهمة في أعمال شركتهم المعنية بالصين. ها هو الطالب عبد العزيز الذي يدرس حاليا في جامعة الاقتصاد والتجارة الخارجية ببكين يتحدث عن دراسته في الصين قائلا: ---------------
السيد عبد الرحمن مغرب
وأشار القائم بأعمال السفارة السعودية لدى الصين السيد عبد الرحمن مغرب الذي كان يحضر المأدبة أيضا إلى أن التعاون بين الصين والسعودية في مجال الطاقة لا يحقق فوائد لكلا الجانبين فحسب، بل سيعزز العلاقات بين البلدين أيضا، حيث قال: --------------------