بالرغم من المجهودات المبذولة والحملات الإعلامية الضخمة من قبل الكثير من دول جنوب شرق آسيا لتوعية المواطنين من انتشار مرض الإيدز والعمل علي مكافحته والحد منه إلا أنه استطاع التسلل داخل هذه الدول معلنا فوزه في المعركة بنتيجة ساحقة, فقد أحدث انتشار الإيدز دويا كبيرا في فيتنام وأفريقيا وإن كانت المؤشرات تؤكد أنه في تزايد مستمر في دول جنوب شرق آسيا عنه في أي دولة أخري في العالم.
والذي يجعل الأمر أكثر تخوفا هو أن انتشار الإيدز في دول مثل فيتنام وأندونيسيا حتي إن كان بنسبة ضئيلة فهذا يعني إصابة الملايين به نتيجة لتعداد السكان الضخم بهذه الدول. ومن المعروف أنه حتي وقت قريب كانت تعتبر دول جنوب شرق آسيا بمثابة منارة الأمل في ظلمة الحرب ضد مرض الإيدز فقد استطاعت كل من تايلاند وكمبوديا- التي إستقر فيهما هذا الوباء في التسعينات- الحد من الإصابة به عن طريق حملات الرعاية والتوعية الصحية الضخمة والتي تم تمويلها بشكل قوي وكانت النتيجة انخفاض معدلات الإصابة في كمبوديا من3% عام1997 إلي1,9% عام2003 كما ظلت في الانخفاض في تايلاند علي مدي الـ10 سنوات الماضية.
وأوضح التقرير الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز وذلك في مؤتمر إقليمي في اليابان أن معدلات انتشار الإيدز في إقليمي ميانمار وبابوا نيو غينيا بلغت1,2% و1,7% علي التوالي في حين ارتفع معدل الإصابة في جنوب شرق آسيا بنسبة24% وذلك عام2004 فقط.
ويرجع انتشار هذا المرض إلي العديد من الأسباب من أهمها الاستخدام المتكرر للحقن المستخدمة في تعاطي المخدرات, فقد أظهرت إحصائية أجريت مؤخرا تشمل3 مدن إندونيسية أن88% من المدمنين يقبلون علي استخدام حقن غير معقمة إطلاقا لأكثر من مرة كما أن إقامة علاقات غير مشروعة بين الأفراد يؤثر كثيرا في انتشار هذا المرض.
ومن ناحية أخري كثفت حكومات الدول جهودها في التصدي لمرض الإيدز والعمل علي محاربته بشتي الطرق, كما أصدرت إندونيسيا دواء جديدا لعلاج الإدمان للحد من إستخدام الحقن التي تساعد علي إنتشار الإيدز.
ويبدو أن الدعم المالي هو العقبة الوحيدة أمام بعض الدول في محاولاتها للتصدي لمرض الإيدز, فقد أوضحت مؤشرات منظمة الأمم المتحدة أن برامج الوقاية والعلاج في جنوب شرق آسيا تحتاج إلي أموال أكثر من المتاحة هذا العام وأنه بحلول عام2007 ستحتاج إلي ثلاثة أضعاف المبلغ المراد الآن.
ولم يبق أمام المصابين بهذا المرض والمعرضين للإصابة به في دول جنوب شرق آسيا خيارا سوي العيش وسط عدم الحرية الإعلامية لمناقشة مثل هذه القضايا والنظرات المتجاهلة من جانب مانحي الدعم ومنظمات الرعاية الصحية وإهمال بعض المسئولين لخطورة هذا المرض والثغرات الكبيرة الموجودة في النظام الصحي
الاهرام-مصر
18-7-2005